انتقد سياسيون فلسطينون من فصائل مختلفة اليوم الخميس بيان الرباعية الدولية الذى جددت فيه إلتزامها بكافة عناصر بيانها الصادر في 23 سبتمبر 2011، مؤكدين أنه يصب فى مصلحة إسرائيل المباشرة على حساب الشعب الفلسطينى، وأنه لم يأت بجديد بالنسبة للقضية الفلسطينية. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينة حنا عميرة - لوكالة " أنباء الشرق الأوسط " فى غزة اليوم الخميس - "إن البيان كرر نفس المواقف السابقة، مشيرا إلى أن الجزئية المتعلقة بالإستيطان غير واضحة وغير ملزمة لإسرائيل بوقف الاستيطان فى الضفة الغربية". وأكد أنه كان ينبغى على الرباعية أن ترهن العودة للمفاوضات بين الجانبين بوقف عمليات الاستيطان، ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية فى مواقفها، لافتا إلى أن إسرائيل رحبت سريعا بالبيان فور إعلانه لأنه لم يلزمها بشيء بل كان فى صالحها، إذ أنه دعا إلى العودة للمفاوضات دون شروط. وعن إدانه الرباعية لإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، شدد عميرة على أن إطلاق الصواريخ يلقى رفضا لأنه يزيد من حصار القطاع ويرفع عدد الضحايا. ومن جانبها، قالت حركة فتح "إن القيادة الفلسطينية متمسكة بوقف الاستيطان كشرط أساسي، إضافة إلى تحديد مرجعية واضحة ملزمة لعملية السلام". واتفق الناطق باسم فتح الدكتور فايز أبو عيطة فى أن البيان لم يأت بجديد، داعيا الرباعية إلى تحديد موقفها من الجهة المعطلة للوصول إلى مفاوضات حقيقة وجادة وهى إسرائيل التى رفضت الاستجابة من قبل لشروط الرباعية التى دعت فيها أكثر من مرة بوقف الاستيطان بالضفة الغربيةالمحتلة. وقال "إن الحكومة الإسرائيلية بات تغولها واضحا في التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية ومحاولات تهويد القدس ومحيط المسجد الأقصى.. وهذا يؤكد أن هذه الحكومة لا تريد السلام مطلقا". ومن جانبه، أكد القيادي فى حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن الشعب الفلسطينى لا يعول كثيرا على أوروبا فى مواجهة الإجرام الإسرائيلي، ولا يراهن على أن ينحاز موقفها لصالحه. ورفض إدانة الرباعية لإطلاق الصواريخ من غزة، قائلا "إن إطلاق هذه الصواريخ التى تصنعها المقاومة هو رد على العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الرباعية تعمل لصالح إسرائيل على حساب الشعب الفلسطينى، مؤكدا أن الشعب لن يقف صامتا تجاه هذا العدوان". وكانت اللجنة الرباعية الدولية (الولاياتالمتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة) قد أصدرت بيانا الليلة الماضية جددت فيه إلتزامها بكافة عناصر بيانها الصادر في 23 سبتمبر 2011، كما جددت دعوتها للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق أهداف هذا البيان، وشددت على ضرورة استمرار الدعم الدولي للجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لبناء المؤسسات الهامة. وفى هذا الصدد، دعت اللجنة الرباعية، المجتمع الدولي إلي ضمان تقديم مساهمة مالية بقيمة 1ر1 مليار دولار من المساعدات للسلطة الفلسطينية العام الجاري.
وأدانت اللجنة - فى بيانها - الهجمات الصاروخية من غزة، معربة عن قلقها إزاء الإجراءات الأحادية والاستفزازية من قبل أي طرف، بما في ذلك استمرار الاستيطان.