قُبيل ساعات من انتهاء المهلة التي حددها كوفي انان المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا لوقف اطلاق النار في سوريا المقرر اليوم الثلاثاء ال 10 من الشهر الجاري ، تصاعدت أعمال العنف في البلاد ، الأمر الذي يهدد مبادرة السلام الدولية في تلك البلاد وينذر بعواقب وخيمة على المنطقة برمتها. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء امس الاثنين عن معارضين سوريين قولهم " ان ما لايقل عن 115 شخص قتلوا جراء قصف الجيش السوري محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد على مدى اليومين الماضيين. واكد الناشطون ان عمليات القتل وقعت في منطقة سهل الروج التي تضم قرى وأراضٍ زراعية جنوب غربي مدينة إدلب، حيث تحاول القوات الحكومية استعادة السيطرة على مساحات من الأراضي كانت قد سقطت في أيدي مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض. التزام الأسد ومن جانبها ، أعلنت الولاياتالمتحدة يوم الاثنين أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يبدو ملتزما حتى اللحظة بتعهداته الخاصة بتطبيق بنود خطة المبعوث العربي والدولي كوفي أنان لوضع حد لأعمال العنف في بلاده رغم قرب نهاية مهلة الأممالمتحدة التي وافق عليها الأسد وماطل في تنفيذها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين "لم نر أي مؤشر بعد على أن نظام الأسد يلتزم بتعهداته" بموجب الاتفاق الذي تم بوساطة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية والذي يقضي بانسحاب القوات السورية يوم الثلاثاء من المدن التي تشهد تمردا. وبدورها عبرت الخارجية الأمريكية عن "غضبها الشديد" بعد ورود أنباء عن شن القوات السورية هجوما على لاجئين سوريين على الجانب التركي من الحدود. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فكتوريا نولاند في مؤتمر صحفي "ندين بشدة أي هجوم من النظام السوري على اللاجئين في الدول المجاورة ونحن غاضبون بشدة من تقرير اليوم". وتابعت قائلة "إننا نضم صوتنا إلى صوت الحكومة التركية في دعوة النظام السوري إلى الوقف الفوري لإطلاق النار"، مشيرة إلى أن "الحادث هو مؤشر آخر على أن نظام الأسد لا يبدو مستعدا بتاتا للوفاء بالالتزامات التي قطعها لكوفي أنان". يأتي هذا بينما أكدت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل يوم الاثنين "الالتزام التام" بمبادرة أنان و"البيان الرئاسي لمجلس الأمن". وقالت القيادة في بيان "إننا كطرف مدافع عن هذا الشعب الأعزل، نعلن عن وقف إطلاق نار ضد جيش النظام ابتداء من صباح العاشر من أبريل/نيسان الجاري"، مضيفة "سنحافظ على هذا الوعد إذا واظب النظام الالتزام ببنود المبادرة". غضب تركي وذكر ناشطون أن اشتباكات دارت بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة بالقرب من الحدود التركية، فيما قال مسئولون أتراك ان اثنين من اللاجئين السوريين ومترجما تركيا أصيبوا بنيران أطلقت من داخل سوريا على مخيم للاجئين في الأراضي التركية، الأمر الذي أثار غضب الحكومة التركية. وقال الناشطون إن عمليات القتل وقعت في منطقة سهل الروج التي تضم قرى وأراضٍ زراعية جنوب غربي مدينة إدلب، حيث تحاول القوات الحكومية استعادة السيطرة على مساحات من الأراضي كانت قد سقطت في أيدي مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض. تقول تركيا إنها ستتخذ ما يلزم إذا تكرر إطلاق النار على الحدود، كما ذكر ناشطون أن اشتباكات دارت بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة بالقرب من الحدود التركية. وقال مسؤولون أتراك ان اثنين من اللاجئين السوريين ومترجما تركيا أصيبوا بنيران أطلقت من داخل سوريا على مخيم للاجئين في الأراضي التركية، الأمر الذي أثار غضب الحكومة التركية. استنكار أممي في غضون ذلك، استنكر بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إطلاق النار عبر الحدود من سوريا إلى تركيا ولبنان قُبيل مهلة وقف إطلاق النار في الصراع الناشب منذ أكثر من عام والذي دفع البلاد إلى حافة الحرب الأهلية.
وقال كي مون في بيان صدر عن مكتيه أصدره الاثنين قائلا " ان الأمين العام ينزعج من ورود أنباء أفادت باستمرار العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، الأمر الذي أدى إلى زيادة تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة." وأضاف البيان: "يشجب الأمين العام بشدة إطلاق النار المميت من سوريا إلى تركيا ولبنان." وكان من المقرر أن تبدأ سوريا سحب قواتها من المدن بحلول اليوم الثلاثاء، ممهدة الطريق لهدنة تبدأ في الساعة السادسة من صباح الخميس المقبل. لكن الرئيس السوري بشار الأسد طالب الأحد الماضي بضمانات مكتوبة من مقاتلي المعارضة بأنهم سيوقفون القتال ويلقون أسلحتهم، الأمر الذي رفضه المقاتلون على الفور. وقال نائب وزير الخارجية التركي، ناجي كورو، "إن مهلة العاشر من أبريل/نيسان قد أصبحت الآن بلا جدوى." من جهتها، قالت كاثرين أشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن اضافة المزيد من الشروط على خطة عنان "أمر غير مقبول على الإطلاق." بدورها، دعت الصين، التي ساندت موقف دمشق حتى الآن، الجانبين إلى الالتزام بوقف إطلاق النار ومساندة جهود عنان. استمرار الرفض الروسي أما روسيا، التي دافعت بشراسة أكبر عن موقف الحكومة السورية في مجلس الأمن الدولي ولا تزال تُعتبر أهم حلفاء دمشق، فلم تصل إلى حد الضغط على النظام السوري، بل عبرت عن رفضها لأي تدخل دولي في سوريا. وقال جينادي جاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي: "إن محاولات فرض حل على سوريا من الخارج لن تؤدي إلا إلى تصاعد التوتر، فكل شيء يجب أن ينطلق من احترام سيادة سوريا، كما يجب أن يتوقف العنف." وأضاف جاتيلوف: "لا يمكن لأي قرار مفروض على سوريا من الخارج أن يكون قابلا للحياة دون حوار سياسي داخلي في البلاد"، مذكرا بكيفية تأويل قرار مجلس الأمن حول ليبيا بصورة خاطئة. وتابع قائلا: "إن موسكو لا تستبعد احتمال توجيه ممثليها للمشاركة في بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سورية"، موضحا "إننا ننظر حاليا في مثل هذا الاحتمال، لكن المسألة معقدة وتتطلب معالجة إضافية". لكن جاتيلوف قال إنه يتوجب على الحكومة السورية أن تسحب قواتها من المدن في العاشر من نيسان الجاري، كما يجب أن يتم وقف أي عنف من قبل جميع الأطراف، أي من قبل الحكومة والمعارضة المسلحة، في غضون 48 ساعة من اليوم الثلاثاء، مضيفا "ان روسيا ستنظر بعد ذلك في أي اتجاه يسير الوضع". المعلم في موسكو في غضون ذلك، بدأ وليد المعلم، وزير الخارجية والمغتربين في سوريا، الاثنين زيارة إلى روسيا لإجراء مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف "تتركز حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات المتعلقة بمهمة انان". وقالت مصادر سورية إن زيارة المعلم إلى موسكو تأتي في سياق عملية التنسيق المتواصل والمشاورات المستمرة بين البلدين "لاتخاذ مواقف واقعية متزنة للخروج بحل سياسي سلمي للأزمة السورية". ويجدر الاشارة الي الأممالمتحدة قالت إن القوات الحكومية السورية قتلت أكثر من 9000 منذ بداية الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الخامس عشر من شهر مارس/آذار من العام الماضي. إلا أن سوريا أبلغت المنظمة الدولية الأسبوع الماضي أن عدد القتلى منذ بداية الانتفاضة بلغ 6044 شخصا، بينهم 2566 من العسكريين والشرطة وقوات حفظ النظام