تتجه أنظار العالم اليوم الي سوريا لمعرفة مصير خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان لوقف اطلاق النار.وفي الساعات الأخيرة قبل دخول الخطة حيز التنفيذ قال أنان خلال زيارة لطهران انه تلقي تأكيدات من الحكومة السورية بأنها ستحترم وقف إطلاق النار.وأكد قائلا:' إذا احترم الجميع ذلك فأعتقد أننا سنري بحلول الساعة السادسة صباح اليوم الخميس تحسنا في الأوضاع علي الأرض'. وعلي الرغم من كلمات أنان الا أن وتيرة عنف النظام السوري ضد شعبه لم تتوقف حيث أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل21 شخصا برصاص قوات الأمن أمس, أغلبهم في درعا, بينما أفادت لجان التنسيق المحلية السورية أن ما لا يقل عن79 شخصا قتلوا أمس الأول بنيران قوات الأمن والجيش أغلبهم في محافظات حمص و إدلب و حماة. وتتابعت الدول المؤيدة للنظام السوري في اعلان مواقفها قبل دخول الخطة حيز التنفيذ اليوم حيث أكد وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس ان بلاده ستدعم خطة السلام المقدمة من أنان فقط في حال تنفيذ عمليات الاصلاح تحت قيادة الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وكالة أنباء( ارنا) الايرانية- عن صالحي قوله خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع أنان في طهران- انه أعرب عن أمله في ان يتعامل أنان بحيادية مع القضية السورية وان ايران تري ان الشعب السوري مثله مثل أي شعب له الحق في التمتع بالديمقراطية واجراء انتخابات حرة نزيهة,مؤكدا ان بلاده ضد أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوري. وفيما بدا أنه استبعاد لأي تدخل عسكري قال أنان في المؤتمر الصحفي ان المنطقة شهدت العديد من التوترات والصدمات ولا أعتقد ان بامكانها تحمل صدمة أخري,كما أن الوضع الجغرافي لسوريا يجعل أي سوء في التقديرات وأي خطأ يسفر عن عواقب لا يمكن تصورها. لذلك يتعين علينا أن نعمل معا من أجل إيجاد حل واعتقد ان ذلك ممكن. وأضاف قائلا انه شاكر للدعم المقدم من إيران نظرا لعلاقاتها الخاصة مع سوريا وأعرب عن اعتقاده أن إيران يمكن أن تكون جزءا من الحل. أما الصين فقد كررت أمس الدعوة إلي جميع الأطراف في سوريا للالتزام بوقف اطلاق النار,معبرة عن قلقها.وقال ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين ان الحل السياسي للأزمة السورية وصل إلي مرحلة حرجة ومع هذا فإن العنف داخل سوريا مستمر وعدد الضحايا من المدنيين في تزايد. وعلي الصعيد الروسي أعلن نائب وزير الخارجية الروسية جينادي جاتيلوف أمس عن استعداد بلاده لإجراء محادثات مع جميع مجموعات المعارضة السورية سواء كانت من داخل سوريا أو من خارجها. وأوضح جاتيلوف في حوار صحفي أوردته وكالة أنباء نوفوستي الروسية' قائلا اننا سنكون سعداء لدعوتهم إلي موسكو لبدء الاتصالات السياسية معهم.وقال جاتيلوف أن بلاده تدعم التسوية السياسية في سوريا وليس الرئيس السوري بشار الأسد, غير أنه استطرد أنه يجب أن نضع في الإعتبار قطاعا محددا من الشعب السوري وهو قطاع عريض من المواطنين السوريين لا يزالون يدعمون الأسد, وفقا لقوله, ولذلك لا يمكن القول أن الأسد معزول بالكامل عن شعبه. وعلي الجانب الآخر من المواقف المؤيدة للنظام السوري أعلنت وزارة الخارجية التركية إن النظام لم يلتزم بتعهداته بل علي العكس زاد من أعمال العنف.