أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 7 أشخاص الأربعاء برصاص قوات الأمن، أغلبهم في درعا الواقعة جنوب البلاد. وأفادت لجان التنسيق المحلية السورية أن ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا أمس بنيران قوات الأمن والجيش أغلبهم في محافظة حمص و إدلب و حماة . قصفت القوات السورية الاربعاء أحياء المعارضة في مدينة حمص بالمورتر بعد ساعات من تأكيد الرئيس السوري بشار الاسد للامم المتحدة التزامه بوقف اطلاق النار مع مقاتلي المعارضة ومن المقرر ان يبدأ بعد أقل من 24 ساعة. وظهر في لقطات فيديو بثها نشطون على يوتيوب قذائف تسقط على حي الخالدية والذي كان أحدث هدف لحملة الاسد للقضاء على معارضيه بعد ان اقتحمت القوات السورية حي بابا عمرو في حمص قبل شهر، ولم يتسن التحقق من جهة مستقلة من مصداقية اللقطات وتمنع الحكومة السورية معظم وسائل الاعلام المستقلة من دخول البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض للاسد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان شخصا قتل في الهجمات التي شنت في الصباح. وأكد الناشط المعارض وليد الفارس في حمص ان قذائف المورتر بدأت تسقط في الساعة السابعة صباحا وانه كان يسمع انفجارا كل خمس دقائق. وقتل في حمص وحدها أمس الثلاثاء 26 شخصا على الاقل وهو اليوم الذي كان من المفترض ان يبدأ فيه الاسد سحب قواته ودباباته وأسلحته الثقيلة من المناطق الاهلة بالسكان. وسخرت القوى الغربية من وعود الاسد باحترام الهدنة التي قدمها لكوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية لكنها لم تطرح سياسة فعالة لوقف اراقة الدماء في سوريا نظرا لاحجامها عن التدخل العسكري ولمقاومة روسيا والصين لاي تحرك من جانب مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وصرحت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية بانها ستجتمع الاربعاء مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية في مسعى لاقناع واحدة من الدول القليلة المؤيدة للاسد بتغيير سياستها. واعلنت كلينتون قائلة:"سنقوم بمحاولة اخرى لاقناع الروس بأن الموقف يتدهور وبأن احتمال نشوب صراع اقليمي او حرب اهلية يتصاعد". وكررت الصين الاربعاء الدعوة الى جميع الاطراف في سوريا للالتزام بوقف اطلاق النار. ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الصينية "وصل الحل السياسي للازمة السورية الى مرحلة حرجة ومع هذا فان العنف داخل سوريا مستمر وعدد الضحايا من المدنيين في تزايد، وتعبر الصين عن قلقها البالغ"، ووصفت أيضا خطة عنان بانها "فرصة هامة ونادرة" لانهاء الازمة. وقال عنان الاربعاء ان الحكومة السورية أكدت له أنها ستحترم وقف اطلاق النار مع مقاتلي المعارضة. وعلى الجانب الآخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية جينادي جاتيلوف الأربعاء عن استعداد بلاده لإجراء محادثات مع كافة مجموعات المعارضة السورية سواء كانت من داخل سوريا أو من خارجها. وأوضح جاتيلوف قائلا:"سوف نفتح أي اتصالات مع كل مجموعات المعارضة، واننا لا نزال على اتصال مع المعارضة الخارجية في العواصم التي يوجد لهم تواجد بها ويقيمون بها، ولكنهم ليسوا في موسكو إلى الأن، ولذلك فإننا منفتحون وسنكون سعداء لدعوتهم إلى موسكو لبدء الإتصالات السياسية معهم". جاء ذلك قبل أقل من 24 ساعة من موعد انتهاء المهلة لوقف الاشتباكات. وقال أنان خلال زيارة لطهران تستهدف كسب التأييد لخطته من أجل انهاء العنف في سوريا "تلقيت تأكيدات من الحكومة بأنها ستحترم وقف اطلاق النار. واذا احترم الجميع ذلك فأعتقد أننا سنرى بحلول الساعة السادسة صباح الخميس تحسنا في الاوضاع على الارض". وتستمر القوات السورية في مهاجمة عدد من معاقل المعارضة المناهضة للاسد متجاهلة خطة السلام الدولية التي تقضي بسحب القوات من المدن والبلدات أمس وذلك قبل 48 ساعة من بدء وقف اطلاق النار. وأعلن المرصد السوري عن ان شخصين قتلا خلال هجمات للجيش السوري على دير الزور في وادي نهر الفرات الى الشرق كما قصفت المدفعية منطقة جبل الاكراد في محافظة اللاذقية المطلة على البحر المتوسط. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد ان طائرات الهليكوبتر كانت تحلق فوق الرؤوس وان الجيش منع اجلاء السكان وانه وردت تقارير عن تدمير منازل خلال القصف والسكان بداخلها. وفي درعا في الجنوب مهد الانتفاضة المستمرة ضد حكم الاسد منذ 13 شهرا قال نشطون ان العديد من الحافلات المليئة بالجنود تدعمها عربات مدرعة تدفقت على المدينة وان القوات تقوم بعمليات تفتيش للمنازل. والقيود التي تفرضها الحكومة السورية على وسائل الاعلام المستقلة تصعب مهمة التحقق من أقوال المسؤولين والمعارضة. وفي مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الايراني قال عنان خلال زيارته لطهران ان من المهم ان تعمل حكومات المنطقة مع سوريا لحل الازمة مضيفا ان ايران يمكن ان تكون جزءا من الحل. وعبرت طهران عن تأييدها لخطة عنان مادامت لا تدعو لتنحية الاسد وهو أوثق حليف عربي لها. وقال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي انه يجب منح الحكومة السورية الفرصة لاجراء التغييرات التي تعهد بها الرئيس السوري. وأضاف وهو يقف بجوار مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الخاص الى سوريا "يجب منح الفرصة للحكومة السورية لاجراء تغييرات تحت قيادة بشار الاسد". وأضاف ان الشعب السوري يجب ان يتمتع بحقوق منها حرية تشكيل احزاب سياسية واجراء انتخابات حرة "لكننا أعلنا في الوقت نفسه أننا نعارض التدخل في شؤون كل الامم بما في ذلك سوريا".