يلتقي كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية مع الرئيس السوري بشار الأسد اليوم السبت للحث على التوصل لحل سياسي للانتفاضة، التي بدأت قبل عام في سوريا والحملة الدامية، التي قتل فيها آلاف الأشخاص. وتأتي محادثات عنان في دمشق بعد يوم واحد من أعلان نشطاء أن قوات الأسد قتلت 68 شخصا على الأقل مع سعيها لبسط سيطرتها على مدينة حمص المتمردة وسحق معارضة مسلحة في محافظة ادلب بشمال سوريا. ومن المقرر أيضا ان يعقد وزراء الخارجية العرب محادثات في القاهرة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف . واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين للامم المتحدة الشهر الماضي كانا سيؤيدان خطة للجامعة العربية تدعو الى تنحي الاسد.
وقال ناشطون ان قذائف دبابات ومورتر سقطت على احياء معارضة في مدينة حمص المضطربة بوسط سوريا مما اسفر عن مقتل 17 شخصا. وتحدث النشطاء عن مقتل 24 شخصا آخرين في محافظة ادلب الشمالية كما تحدثوا عن مزيد من القتلى في مناطق اخرى في البلاد.
وقال كرم أبو ربيع الذي يقيم بحي كرم الزيتون في حمص "دخلت 30 دبابة في الساعة السابعة صباحا وهي تستخدم مدافعها في إطلاق النار على المنازل." وكان من بين ما ركزت عليه المظاهرات احياء ذكرى احتجاجات للأكراد في شمال شرق سوريا عام 2004 قتل فيها نحو 30 شخصا.
واظهرت مقاطع الفيديو التي نشرت على موقع يوتيوب على الانترنت مشاركة الاف من الاكراد في عدد من المدن الشمالية الشرقية في مظاهرات حيث حمل بعضهم لافتات تدعو إلى انقاذ الشعب السوري. بينما اظهرت مقاطع اخرى بضع مئات من المحتجين في حي العسالي في دمشق يحرقون صورا للرئيس السابق ووالد الرئيس الحالي حافظ الاسد ويرددون هتافات ضده.
وتتضخم احتجاجات الشوارع كل جمعة بعد الصلاة منذ تفجر الانتفاضة المناهضة للاسد قبل عام على الرغم من القمع العنيف الذي يقوم به الجيش والميليشيات الموالية للاسد. وناقش عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية مهمته مع بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ونبيل العربي الامين العام للجامعة العربية.
وقال بان بعد المؤتمر الذي عقد عبر الهاتف "قمت بحث كوفي عنان بقوة على ضمان ان يكون هناك وقف فوري لاطلاق النار". واضاف انه بعد وقف اطلاق النار يجب ايجاد "حلول سياسية شاملة" من خلال الحوار. ويعتزم عنان الاجتماع مع المعارضة السورية قبل مغادرة البلاد يوم الاحد . ودعا عنان الى حل سياسي ولكن المعارضين يقولون انه لا توجد فرصة لاجراء حوار وسط حملة الاسد.
وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ومقرها بروكسل "إذا استطاع (عنان) اقناع روسيا بتأييد خطة انتقالية فإن النظام سيجد نفسه أمام خيارين إما الموافقة على التفاوض بنية صادقة أو مواجهة عزلة شبه تامة من خلال خسارة حليف رئيسي." وإلى جانب الصين عارضت روسيا صدور أي قرار من الأممالمتحدة خشية حدوث تدخل عسكري على غرار ما جرى في ليبيا وهو موقف تأمل ألمانيا ان يتغير بعد فوز فلاديمير بوتين بانتخابات الرئاسة يوم الأحد.
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله للصحفيين في اجتماع للاتحاد الاوروبي في الدنمرك "اتطلع الى أن يكون لدى روسيا رؤية أكثر وضوحا بعد الانتخابات. من الضروري أن يوجه مجلس الامن التابع للامم المتحدة رسالة أكثر وضوحا تظهر أننا نقف بجانب الشعب السوري وأننا ضد العنف والقهر.
ودافعت روسيا حليفة دمشق وموردة الأسلحة الرئيسية لها عن الأسد في مواجهة منتقدي حملته الدموية وانضمت الى الصين مرتين في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين حول سوريا. وقال دبلوماسي روسي ان الاسد يحارب "ارهابيين"مدعومين من القاعدة من بينهم ما لايقل عن 15 الف مقاتل اجنبي سيسطرون على المدن اذا انسحبت القوات الحكومية.
وتنفي المعارضة السورية اي دور للقاعدة في الانتفاضة ولكن معارضي الاسد حملوا السلاح. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان خمسة جنود قتلوا عندما هاجم منشقون عن الجيش حاملة الجنود المدرعة التي كانوا يستقلونها في محافظة درعا بجنوب سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ايضا ان باريس لا يمكنها ان تقبل قرارا لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يوجه اللوم عن أعمال العنف بشكل متساو للحكومة ومعارضيها. وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الوزارة "لا يوجد تكافؤ بين القمع الوحشي الذي ارتكبته جماعة بشار الأسد على مدى شهور ورغبة الشعب السوري المشروعة في احترام حقوقه."
ونفى وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اشارات روسية بان الغرب يسعى الى ايجاد ذريعة للقيام بعمل عسكري. وقال"خيار اي تدخل عسكري غير مطروح على الطاولة." وقالت امس الجمعة الصين التي ارسلت مبعوثا الى سوريا الاسبوع الماضي انها سترسل مساعدا لوزير الخارجية للشرق الاوسط ولفرنسا لبحث سبل تحقيق تقدم.
وحثت بكين عنان على "دفع كل الاطراف في سوريا لانهاء اعمال العنف وبدء عملية محادثات السلام." وقالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية بالأممالمتحدة التي زارت حمص الاسبوع الماضي ان حكومة الاسد وافقت على الانضمام إلى منظمات الاممالمتحدة في "تقييم محدود" لاحتياجات المدنيين في سوريا لكنها لم تستجب لطلبها بالسماح بالدخول غير المشروط لمنظمات الاغاثة.
وقالت آموس في مؤتمر صحفي في انقرة بعد زيارة قامت بها لمخيمات الاجئين السوريين في تركيا ان المسؤولين السوريين طلبوا مزيدا من الوقت. واضافت اموس انها "صدمت" من مشاهد الدمار التي رأتها في حمص وانها تريد ان تعرف مصير المدنيين الذين كانوا يعيشون في حي بابا عمرو الذي غادره مقاتلو المعارضة في الاول من مارس بعد حصار دام 26 يوما.
وتقدر الأممالمتحدة أن قوات الأمن السورية قتلت ما يزيد عن 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة للأسد قبل عام. وقالت الحكومة في ديسمبر إن "إرهابيين مسلحين" قتلوا ما يزيد عن الفين من أفراد الجيش والشرطة.