تفاقمت أمس الأزمة السياسية بين تركيا وسوريا إثر مقتل ثلاثة لاجئين سوريين داخل الحدود التركية برصاص قوات الجيش السوري أمس الأول, حيث قطع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زيارته للصين. فيما أكد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي يزور الصين إدانته للحادث مؤكدا أن بلاده اتخذت استعدادات لمنع تكرار ذلك دون أن يفصح عن ماهيتها. وقال أردوغان في حديث للصحفيين الأتراك في بكين إن مقتل ثلاثة مواطنين سوريين لاجئين في مدينة كيليس علي إثر اطلاق القوات السورية النيران عليهم هو انتهاك واضح لحدودنا ونحن نقيم تلك المسألة ونجري اتصالات دبلوماسية مستمرة مع الدول المجاورة لنا وبطبيعة الحال سنتخذ من بعد ذلك الخطوات اللازمة. وفيما يتعلق بجولته الخارجية, قال رئيس الوزراء التركي إنه سيجري مباحثات تتركز علي الشأن السوري في السعودية يوم الجمعة القادم بعد انتهاء زيارته للصين مباشرة, مؤكدا أن هدف تركيا إيقاف نزف الدماء في سوريا, ووجه أردوغان نداء إلي مجلس الأمن لإعداد حزمة جديدة متعلقة بالشأن السوري. ومن جانبه, أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن تركيا تتحمل كثيرا من المسئولية عن العنف المتواصل في سوريا بسبب دعم أنقرة الجوهري للمعارضين الذين يحاربون نظام الرئيس بشار الأسد. وحول وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ وفق خطة المبعوث الدولي والعربي لسوريا كوفي عنان, قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن دمشق تريد ضمانات من عنان بأن المجموعات المسلحة التي تهاجم القوات السورية ستلتزم بوقف اطلاق النار تماشيا مع خطة السلام التي توسطت فيها الأممالمتحدة. وفي القاهرة طالب الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بالوقف الفوري لاطلاق النار في سوريا من جميع الاطراف واعطاء الفرصة للمبعوث الدولي العربي المشترك الخاص بسوريا كوفي عنان للاستمرار في مساعيه لايجاد حل لهذه الأزمة. وقال العربي إنه أطلع ماريو مونتي رئيس وزراء إيطاليا أمس علي اقتراحه خلال اجتماع مؤتمر أصدقاء سوريا إلي ضرورة صدور قرار ملزم من مجلس الأمن لوقف اطلاق النار من قبل جميع الاطراف في سوريا. ومن جانبه, أكد مونتيدعم بلاده لمبادرة الحل العربية للأزمة السورية وللجهود التي يقوم بها كوفي عنان, موضحا ان الوضع في سوريا كان احد الملفات المطروحة للنقاش خلال المباحثات. وعلي صعيد آخر, أعلن المكتب التابع للأمم المتحدة بالعاصمة النمساوية فيينا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استنكر قيام الجيش السوري بإطلاق النار علي الأراضي المتاخمة للحدود مع تركيا ولبنان. وفي غضون ذلك, وصل أنان إلي محافظة هطاي بجنوب تركيا لتفقد أحوال اللاجئين في مخيمات اللاجئين السوريين في مدينة هطاي التركية علي الحدود السوريا. وتضمنت جولة أنان زيارة لمخيم يايلي داغ بمحافظة هطاي, ثم طائرة مروحية إلي محافظة كيليس التركية التي تضم مدينة حاويات كبيرة للاجئين السوريين الفارين من أعمال العنف في بلادهم. وفيما يهدد خطة عنان للسلام في سوريا بالفشل, تواصلت أعمال العنف والاشتباكات المسلحة بين القوات السورية والجيش السوري الحر في مناطق متفرقة, حيث أكد ناشطون من المعارضة أن دبابات سورية قصفت مدينة حماة كما سقطت قذائف مورتر علي مناطق من مدينة حمص ومناطق في شمال حلب في اليوم الذي كان من المقرر ان يمتنع فيه الرئيس السوري بشار الاسد عن استخدام الاسلحة الثقيلة ويسحب قواته من المدن. وأعلنت لجان التنسيق المحلية السورية عن مقتل40 شخصا بنيران قوات الأمن والجيش أغلبهم في محافظة حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان الهدوء النسبي ساد معظم المدن بعد أعمال عنف دامية خلال الايام القليلة الماضية لكنه قال انه لا توجد دلائل واضحة علي انسحاب قوات الاسد.