وصلت الأسيرة الفلسطينية المحررة هناء الشلبي مساء اليوم إلى قطاع غزة عبر معبر ايريز"بيت حانون" شمال القطاع والذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية ويفصل بين القطاع والأراضي الفلسطينيةالمحتلة ، وذلك بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي بإبعادها للقطاع ، مقابل وقف إضرابها عن الطعام احتجاجا على اعتقالها إداريا والذي دام 44 يوما. والتقت هناء بأسرتها على معبر ايريز قبل دخولها إلى الجانب الفلسطيني بقليل ، رغم القرار الإسرائيلي بمنعها من الالتقاء بأهلها ،وتم نقل الشلبي إلى مستشفى الشفاء بوسط مدينة غزة لمتابعة وضعها الصحي إذ ستخضع لمعاينة طبية شاملة بإشراف طاقم من الاستشاريين الأكفاء بعد تدهور صحتها نتيجة الإضراب.
وكان في استقبالها خارج المعبر أعداد كبيرة من فلسطيني القطاع وقيادات حركة الجهاد الإسلامي، رافعين الأعلام الفلسطينية ورايات حركة الجهاد الإسلامي الذي تنتمي إليه الشلبي إضافة إلى صورها.
وقالت الأسيرة الشلبي إن موافقتها على وقف إضرابها عن الطعام مقابل إبعادها إلى غزة جاء بعدما تدهورت حالتها الصحية وفقدت 20 كيلوجراما من وزنها وأكدت أنها في غزة بين أهلها.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش رفض حركته لخطوة إبعاد الأسيرة الشلبي، وقال انه كان من المفترض أن تعود إلى بيتها والى ذويها، أما أن تبعد فهذا أمر مرفوض ومخالف لكافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
وأضاف البطش "فلسطين كلها أرض واحدة للشعب الفلسطيني، لكن كنا نتمنى أن تعود الشلبي إلى بيتها، وأضاف أن سياسة الإبعاد نكراء وعقاب جماعي تفرضه إسرائيل على المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني.
ودعا البطش المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للعمل على رفض سياسة الأبعاد، مضيفا أن إسرائيل تحاول أن تظهر غزة وكأنه مكان للمقاومة التي يرفضها وأنه من الممنوع أن يبقى مقاوم واحد في الضفة الغربيةالمحتلة.
من جانبه وصف الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم إبعاد الشلبي إلى قطاع غزة بأنه جريمة تأتي في إطار إمعان الاحتلال، وتنكيله بالشعب الفلسطيني من خلال الاعتقال والتعذيب والاقتلاع والإبعاد.
وشدد برهوم على حق الأسيرة الشلبي أن تكون بين أهلها وذويها في الضفة الغربية، وقال إن الاحتلال يريد فتح باب الإبعاد للأسرى، ولأبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن قرار إبعاد هناء الشلبي يمثل إمعانا في الجريمة حيث تم الإفراج عنها ضمن صفقة التبادل وبعد ذلك تم سجنها وإبعادها، مؤكدا أن هذا يمثل جريمة قانونية لا يمكن السكوت عنها.
وتابع أن الاحتلال الإسرائيلي يستفرد بالأسرى في إطار العربدة وفرد للعضلات عبر كسر كل القوانين الدولية التي تحمي الأسرى في ظل الصمت العربي والأوروبي، مضيفا أن الأسرى الفلسطينيين أسرى حرب يجب أن يحترموا، وأن يتم تشكيل أكبر حملة إسناد لدعمهم.
يشار إلى أن هناء يحيى الشلبي (30 عاما) من بلدة برقين بمحافظة جنين شمال الضفة الغربية، سبق وأن أمضت أكثر من عامين في الاعتقال الإداري ، قبل أن تتحرر ضمن الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى التي تمت في الثامن عشر من أكتوبر من العام الماضي.
وأعيد اعتقالها في السادس عشر من فبراير الماضي بعد مداهمة منزلها والعبث بمحتوياته ، ومن ثم التنكيل بها والاعتداء عليها وإذلالها ومعاملتها بقسوة، والمساس بكرامتها وإجبارها على التفتيش العاري والزج بها في زنازين سجن " هشارون " الإسرائيلي.
ومنذ اللحظات الأولى لاعتقالها تم إبلاغها بأن سلطات الاحتلال أصدرت بحقها قرارا إداريا بالاعتقال لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد ، وبدون تهمة أو محاكمة.
ولم تستسلم هناء لما تعرضت له من إهانات ومعاملة وحشية خلال استجوابها في المعتقل واستقبلت قرار الاعتقال الإداري بالإعلان عن إضراب مفتوح عن الطعام دام44 عاما.
ويتيح القانون الإداري للمحاكم الإسرائيلية تحويل المعتقلين إلى السجن دون تهم ومرافعات، واعتقلت إسرائيل منذ عام 2000، أكثر من 20 ألف فلسطيني إداريا بمن فيهم أطفال ونساء ونواب من التشريعي الفلسطيني.