وصلت الأسيرة الفلسطينية هناء يحيى الشلبي، إلى قطاع غزة، مساء أمس الأحد، ضمن صفقة تقضي بإبعادها إلى القطاع مقابل تعليق إضرابها عن الطعام الذي اجتذب الكثير من الانتقادات لسياسة الاعتقال الإداري الإسرائيلية.
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أن "هناء دخلت قطاع غزة عن طريق معبر بيت حانون (إيرز)، وحظيت باستقبال رسمي وشعبي فور وصولها.. وتم نقلها إلى مستشفى الشفاء لإجراء الفحوصات لها".
ونقل المركز عن شلبي قولها عقب وصولها إلى القطاع إنها "سعيدة بوصولها إلى قطاع غزة، ولا أشعر إلا بالنصر على إرادة السجن والسجان"، مضيفة: "إنني في وطني وبين أهلي". مؤكدة في الوقت نفسه على رفضها القاطع لسياسة الإبعاد التي فرضتها عليها سلطات الاحتلال.
وتنتمي هناء، 30 عامًا، لبلدة برقين في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، وكانت ضمن الذين أفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندي جلعاد شاليط العام الماضي.
وكانت إسرائيل قررت إبعاد شلبي إلى قطاع غزة لمدة ثلاث سنوات، ولم تسمح لها بلقاء والديها أو أي من أهلها قبل إبعادها، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
وعلقت شلبي إضرابها المفتوح عن الطعام والذي امتد لأكثر من 40 يومًا مقابل إنهاء اعتقالها إداريًا في إسرائيل، وإبعادها إلى قطاع غزة.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الشابةالفلسطينية، في 16 فبراير الماضي، بعدما زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن لديه تقارير استخباراتية تفيد بأنها استأنفت نشاطها "الإرهابي".
بينما أجمعت حركتي حماس والجهاد الإسلامي، على أن إبعاد الكيان الصهيوني للأسيرة هناء شلبي إلى قطاع غزة بعد 45 يومًا من إضرابها عن الطعام يعتبر "جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الصهيونية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وأسراه الأبطال".
وأكد الناطق باسم حركة حماس- فوزي برهوم، -في تصريح له- أن تلك الجريمة تأتي في إطار "إمعان العدو الصهيوني وتنكيله في الشعب الفلسطيني من خلال الاعتقال والتعذيب والاقتلاع والإبعاد"، مبيناً أن "الاحتلال يريد فتح باب الإبعاد للأسرى ولأبناء الشعب الفلسطيني".
وشدد برهوم، على أنه من حق الأسيرة الشلبي أن تكون بين أهلها وذويها، وقال: "القرار يمثل إمعان في الجريمة، حيث أفرج عنها ضمن صفقة وفاء الأحرار وبعد ذلك تم سجنها وإبعادها، هذا يمثل جريمة قانونية، لا يمكن السكوت عنها، وعلى كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية مساندتها وتشكيل شبكة أمان للأسرى من العزل والتنكيل والإبعاد، كذلك تشكيل لجنة في جامعة الدول العربية للدفاع عن الأسرى".
وتابع المتحدث باسم حماس: "واضح أن العدو الصهيوني يستفرد بأسرانا في إطار عربدة صهيونية وفرد للعضلات، عبر كسر كل القوانين الدولية التي تحمي الأسرى في ظل الصمت العربي والأوروبي"، مبيناً أن الأسرى الفلسطينيين أسرى حرب يجب أن يحترموا وأن يتم تشكيل أكبر حملة إسناد لدعمهم.
ووجه برهوم كلمته للأسيرة الشلبي قائلاً: "أنتِ وكل أسرانا تيجان على رؤوسنا، فأنتم من أسرتم من أجل فلسطين والقدس وعدالة قضيتنا، نرحب بك وبكل أبناء شعبنا على أي بقعة، وستكونين بين أهلك وإخوانك في غزة، وسنعمل جاهدين على كسر المعادلة الصهيونية كي ترجعي إلى أهلك".
من ناحيته؛ أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي- خالد البطش، -في تصريح له أمس الأحد- على رفض حركته لهذه الخطوة المتمثلة بإبعاد الأسيرة المجاهدة هناء الشلبي، وقال: "كان من المفترض أن تعود إلى بيتها وإلى ذويها، أما أن تبعد فهذا أمر مرفوض ومخالف لكافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية".
وأضاف: "في نفس الوقت فلسطين كلها أرض واحدة للشعب الفلسطيني ولكن كنا نتمنى أن تعود الشلبي إلى بيتها"، مبيناً أن سياسة الإبعاد هي سياسة نكراء وعقاب جماعي يفرضه الكيان الصهيوني على المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني.
ودعا البطش، المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للعمل على رفض هذا القرار، مضيفاً: "الكيان الصهيوني يحاول أن يظهر غزة وكأنه مكان للمقاومة التي يرفضها الكيان، وأنه من الممنوع أن يبقى مقاوم واحد في الضفة".
هذا، ويسمح الاعتقال الإداري لإسرائيل باحتجاز المعتقلين إلى أجل غير مسمى لأسباب أمنية، كما يسمح أيضاً بالاعتقال بناء على أدلة سرية، وليس هناك حاجة لتوجيه الاتهام إلى المعتقلين أو السماح لهم للمثول أمام المحكمة.
ومع حلول ديسمبر 2011، كان هناك 307 فلسطينيين رهن الاعتقال الإداري، وفقاً لجماعة "بتسليم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، ما يشكل زيادة بنسبة 40 في المائة عن العام السابق.