ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الخميس أن القمة العربية التي تستضيفها العاصمة العراقية بغداد اليوم قد كرست التباين بين الاهداف التي يطمح العراقيون الى إدراكها وبين التحديات التي قد تحول دون ذلك. ولفتت الصحيفة في سياق تعليق اوردته على موقعها على شبكة الانترنت إلى أنه بدلا من أن يحتفي العراق بخروجه كدولة فعالة وكقوى جيوسياسية هامة بعد انجلاء الاحتلال الامريكي عن أراضيه أواخرالعام الماضي،شهدت الاشهر القليلة التي سبقت موعد انعقاد القمة عمليات قتل و إراقة للدماء واسعة وأزمة سياسية حادة.
ونقلت الصحيفة عن رامي خوري محلل وصحفي قوله"أن العراق قد أبتلي بالعديد من المشكلات من بينها العنف الممنهج و تنامي انعدام الثقة بين الاطراف الداخلية وإرهاب وفساد مستشري وغياب الكفاءات ولكن وعلى نحو يثير السخرية والغصة في ذات الوقت:لا يزال العراق يعكس جميع التيارات السلبية التي ابتلي بها العالم العربي على مدار عقود طويلة وأدت في نهاية المطاف الى اندلاع موجة انتفاضات شعبية واسعة النطاق على مدار العام الماضي".
وأضافت أنه بينما يتوافد وزراء خارجية الدول العربية على العاصمة العراقية بغداد لحضور القمة،يحرص المسئولون العراقيون على إخراج الحدث في صورة تظهر "تحول جذري عن ماضى العراق الدامي "مستشهدة في ذلك بالعبارات التي جاءت على لسان كبار المسئولين العراقيين مؤخرا كوصف رئيس الوزراء نور المالكي لبلاده "بمدينة السلام" بينما تحدث وزير الخارجية هوشيار زيباري عن المدلولات والمعانى الخاصة التي يعكسها ذلك التجمع العربي بعد سنوات تم عزل العراق عن سائر العالم العربي.
وأضافت الصحيفة تقول "إنه على الرغم من أن جميع الانجازات التي حققها بلد غارق في بحر الطائفية منذ خمسة أعوام، غير أن معظم تلك الانجازات لا تزال هشة ومحدودة لافتة الى الدعوة التي أطلقها وزير المالية رفاعي الصاوي الى الدول العربية كي تسقط ديون العراق لديها خلال فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
كما أشارت الى أن الحكومة العراقية الائتلافية لا تزال تترنح من أثار الازمة السياسية التي اندلعت بعد بضع أيام من انسحاب القوات الامريكية عن العراق حيث هرب نائب الرئيس طارق الهاشمي المنتمي الى الطائفة السنية من العاصمة بغداد متهما رئيس الوزراء نور المالكي المحسوب على الشيعة بالتخطيط الى إصدار مذكرة اعتقال ضده في تهم إرهاب.
ورأت الصحيفة البريطانية أن تلك الازمة تعكس مخاوف أكبر من أن التوترات بين الفصائل السياسية لطوائف السنة والشيعة والاكراد قد تثبط الجهود بشأن الحفاظ على تعددية الحكومة ومن ثم تؤدي الى حالة ركود سياسي مستدامة.
وقالت الصحيفة في ختام تعليقها أنه بعيدا عن أروقة دوائر النفوذ السياسي في العراق أصبح الشعور بالارتياح نوعا ما بتحرر البلاد من عقود السلطوية والديكتاتورية والاحتلال الاجنبي مشوبا بقلق حول الاوضاع الامنية والبنية التحتية في البلاد.