واشنطن: توقع رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) بن بيرنانكي فوزه بولاية ثانية لتولي منصبه مدتها أربع سنوات والتي تنتهي ولايته الحالية لرئاسة المجلس بنهاية شهر يناير 2010م وذلك على الرغم من الانتقادات الشديدة التي يتعرض لها من بعض اعضاء الكونجرس بسبب ما يصفوه بالاجراءات غير المناسبة التي اتخذها المجلس قبل واثناء الازمة المالية الحالية. ويأتي توقع بيرنانكي هذا في الوقت الذي ينتظر فيه أن يواجه انتقادات من قبل لجنة مجلس الشيوخ الامريكي على خلفية تدخله في تعاملات بورصة "وول ستريت" خلال فترة الركود العميق وارتفاع نسبة البطالة ورهونات المنازل التي شهدتها البلاد. وكان بيرنانكي قد اخبر أعضاء اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ وفقا لما ورد في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" انه يمتلك كل المؤهلات التي تجعله يواجه عمليات الانقاذ الأمريكية الضخمة للشركات العملاقة التي تواجه الفشل متعهدا بأن يعمل مع مجلس الشيوخ لاصلاح النظام المالي التنظيمي للولايات المتحدة وتنفيذ رقابة مالية اقوى واكثر فعالية. وفي السياق ذاته ذكر بيرنانكي لمجلس الشيوخ خلال جلسة اجتماع أول أمس "ستكون مأساة اذا ما فشل الامريكيون بعد كل هذه المشقة وما تحملوه خلال السنتين الماضيتين في اتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب تكرار ومواجهة ازمة بحجم هذه الازمة التي نواجهها في الآونة الأخيرة". وبهذا الخصوص تنبأ رئيس مجلس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ كريستوفر دود من جانبه ان يستمر بيرنانكي في منصبه حيث قال "انه خلال رئاستك قام البنك المركزي باتخاذ اجراءات استثنائية لتصحيح الاقتصاد " مضيفا ان هذه الجهود لعبت دورا مهما في الحد من تأثير الازمة المالية. يذكر أن كريستوفر دود كان قد تقدم باقتراح لوضع تشريعات للحد من صلاحيات مجلس الاحتياطي الاتحادي بما في ذلك سلطة الاشراف على المصارف الا ان بيرنانكي ودفاعا عن اجراءاته الاخيرة ذكر ان البنك المركزي الامريكي كان يعمل على تحديد وتنفيذ التحسينات. وكان بيرنانكي قد تعرض للمساءلة من قبل العديد من اعضاء الكونجرس بسبب فشله على حد قولهم في الكشف عن العلامات المبكرة لانهيار اسعار المساكن وسوء الرقابة التنظيمية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الإجراءات الصارمة والحازمة التي اتخذها المجلس حالت بشكل كبير دون تفاقم ألازمة المالية الكارثية التي تعرض لها الاقتصاد الأمريكي ولازال يعاني من تداعياتها في مختلف المجالات. واوضح بيرنانكي الذي كان يتحدث في شهادة له امام اللجنة البنكية بمجلس الشيوخ في الكونجرس الامريكي في جلسة استماع مخصصة لمناقشة اعادة ترشيحه لفترة ثانية على قمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي ان اجراءات المجلس ساهمت مساهمة واضحة في التحسن الكبير الذي شهدته مؤخرا الاوضاع المالية في الاقتصاد الامريكي والعالمي على حد سواء. وقال بيرنانكي الذي تنتهي ولايته الحالية لرئاسة المجلس بنهاية شهر يناير 2010م والذي يواجه معارضة قوية من بعض اعضاء الكونجرس لاعادة ترشيحه لتولي المنصب بسبب ما يصفوه بالاجراءات غير المناسبة التي اتخذها المجلس قبل واثناء الازمة المالية الحالية ان الاجراءات الكثيرة وغير المسبوقة في تاريخ البنوك المركزية الامريكية التي اتخذها حالت دون حدوث كارثة مالية كان يمكن أن تؤدي إلى نتائج اسوء بكثير مما هو حاصل الان دون اغفاله للجهود التي اتخذها الكونجرس ووزارة الخزانة الامريكية ومؤسسة التامين على الودائع الفيدرالية بالاضافة الى السلطات المالية الاخرى سواء في داخل الولاياتالمتحدةالامريكية او خارجها.. مشيراً الى ان معظم المؤشرات الاقتصادية الاخيرة توقعت استقرار اسواق المال وبداية تلمس الاقتصاد الامريكي لطريقه في الخروج من حالة الركود التي يعاني منها حاليا. كما اشار الى ان مجلسه سيدرس بعناية الطريقة المثلى لرفع اسعار الفائدة المخفضة حاليا بشدة ولسحب جزء من السيولة المالية الوفيرة التي ضخها في النظام المالي ضمن إجراءاته التي اتخذها للتعامل مع الازمة المالية حتى يضمن عدم تاثر حالة التعافي التي بداها الاقتصاد الأمريكي. وأكد إدراكه التام انه لكي يتحقق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل فان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي يجب ان يكون مستعدا لمراجعة دعمه للسياسات المالية الاستثنائية التي اتخذت ولكن بطريقة سلسه وفي توقيت مناسب يتماشى مع تطورات حالة التعافي التي بداتها الاسواق المالية والاوضاع الاقتصادية الاخرى. وطالب بيرنانكي الكونجرس الامريكي بعدم التدخل في عملية اتخاذ المجلس لقرارات السياسات النقدية، مشيرا في ذلك الى تصاعد بعض الاصوات في الكونجرس التي تطالب بسلطة للكونجرس في مراجعة عملية صنع تلك القرارات. ووعد بيرنانكي بان يكون مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي الذي يضم 12 بنكا فيدراليا اقليميا جهازا تنظيميا اكثر صرامة ونشاطا في التعامل مع تطورات الاوضاع المالية في الولاياتالمتحدةالامريكية مدافعا كذلك عن النظام اللامركزي الذي يمارسه المجلس. يذكر انه رغم المعارضة التي يجدها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي من بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي لإعادة ترشيحه لفترة اربع سنوات اخرى تبدا من الاول من شهر فبراير 2010م الا ان فوزه بالمنصب يعتبر شبه مضمون بسبب الدعم الذي يجده من الإدارة الأمريكية الحالية رغم ان تعيينه في المنصب كان خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش.