التركيز لا يزال منصبا على يوم الجمعة المقبل، حيث ستصدر وزارة التجارة الامريكية تقرير الناتج المحلي الإجمالي في البلاد بالإضافة إلى أن كل العيون ستكون على خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي بن بيرنانكي حول التطورات الاقتصادية الأخيرة، حيث اختلفت التوقعات بين من يرى بأن برنانكي سيعلن عن حزمة جديدة من شراء السندات و بين من يعتقد بأن برنانكي سيشير إلى استعداد البنك الفدرالي لاجراء المزيد من التخفخ الكمي اذا ما اقتضت الحاجة إلى ذلك. خطاب بيرنانكي والذي سيكون في جاكسون هول بولاية وايومنغ سيحظى باهتمام بالغ من الأسواق العالمية، حيث أنه قد يعلن البنك الاحتياطي الفدرالي عن برنامج جديد لشراء السندات، الأمر الذي يمكن أن يساعد الاقتصاد الأمريكي على الانتعاش مجددا و قد يقلل من حدة المخاوف في الأسواق المالية.في الواقع ساهمت هذه التوقعات المتفائلة على توجيه الأسواق الأمريكية على مدار الأيام الماضية، واستعادة قليل من الثقة التي طغت وسط الضعف الذي شهدناه مؤخرا في البيانات الاقتصادية خلال الأشهر الماضية، مما ساعد الاسهم الامريكية على تعويض خسائر سابقة قضت على ما يقدر بقيمة 8 تريليون دولار من الأسواق المالية. و يبقى السؤال حاليا هل سيقوم البنك الفدرالي باقرار خطة تخفيف كمي جديدة، علما بأن البنك الفدرالي قد أعلن نيته الابقاء على أسعار الفائدة ضمن مستوياتها التاريخية المتدنية حتى منتصف عام 2013، و لكن نظرا للضعف الشديد في البيانات الاقتصادية فقد انتشرت توقعات حول امكانية اقرار خطة تخفيف كمي للمرة الثالثة منذ عام 2008. هناك أيضا نقطة جديرة بالاهتمام ألا و هي تتمحور حول عدد من أعضاء اللجنة الفدرالية المفتوحة و الذي يعتبرون من الصقور ضمن اللجنة، حيث يركز هؤلاء الأعضاء على معدلات التضخم في تحديد السياسة النقدية، حيث أن ثلاثة من أعضاء البنك الفدرالي عارضو التزام البنك الفدرالي باقاء أسعار الفائدة حتى منتصف عام 2013، و من المؤكد أن هؤلاء الأعضاء سيعارضون أي خطة تخفيف كمي في ظل الأوضاع الاقتصادية السائدة، حيث أن معدلات التضخم تبقى ضمن السيطرة، في حين أن الاقتصاد الأمريكي يواصل نموه على الرغم من الضعف في معدلات النمو. أما اليوم فسيكون المستثمرون في انتظار مؤشر طلبات الاعانة الأسبوعي، حيث من المتوقع أن ينخفض عدد طلبات الاعانة للأسبوع المنتهي في 19 من آب ليصل إلى 405 ألف مقارنة بالقراءة السابقة بقيمة 408 ألف طلب، أما مؤشر طلبات الاعانة المستمرة للأسبوع المنتهي في 13 من آب فمن المتوقع انخفاضه ليصل إلى 3700 ألف مقارنة بالقراءة السابقة بقيمة 3702 ألف. و يبقى قطاع العمالة يرزح تحت ضغط شديد في ظل استمرار ضعف معدلات التوظيف الجديدة، في حين أن الضعف الاقتصادي الذي شهدناه مؤخرا قد يدفع الشركات غلى تسريح المزيد من العاملين، ما يدفعنا للاعتقاد بأن قطاع الاعمالة سيواصل ضعفه خلال هذا العام على أقل تقدير، بل و قد يستمر الضعف خلال العام القادم أيضا خصوصا اذا ما عاد الاقتصاد الأمريكي للركود من جديد.