قال رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي "البنك المركزي" الامريكي بن برنانكي، ان الازمة الراهنة في اسواق المال الامريكية مازالت ماثلة وتهدد الاقتصاد الامريكي. واوضح برنانكي ان المحنة المالية يضاف إليها اسعار البترول القياسية وضعف الاقتصاد قد خلق مناخا اقتصاديا ذا تحديات لا مثيل له. وفي تعليقات محضرة مسبقا اطلقها رئيس البنك المركزي الامريكي في مؤتمر اقيم في مدينة جاكسون هول بولاية وايومينج، قال برنانكي انه متفائل بتراجع اسعار النفط مؤخرا ما قد يؤشر إلي انحسار وطأة التضخم. غير انه اوضح قائلا "بالرغم من لمسنا لبعض التحسن في اداء الاسواق، الا ان العاصفة المالية التي تحولت إلي ريح هوجاء قبل اسابيع من آخر اجتماع لنا هنا في جاكسون هول، لم تنحسر بعد تماما". واضاف ان اثرها اصبح جليا علي الاقتصاد بشكل عام حيث انحسرت النشاطات الاقتصادية وارتفعت معدلات البطالة. ووفق مراقبين فإن تعليق برنانكي قد يكون مؤشرا إلي إبقاء البنك المركزي اسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية 2% ودون رفعها في محاولة لكبح رفع الاسعار. ومنذ سبتمبر 2007 حتي ابريل المنصرم خفض المجلس الاحتياطي الفيدرالي اسعار الفائدة سبع مرات، الا انه لم يدخل اي تعديل عليها منذ آخر اجتماعين له مؤخرا. تعليقات رئيس البنك المركزي تأتي بعد أكثر من أسبوع علي ظهور بيانات حكومية اشارت إلي ان التضخم في الولاياتالمتحدة بلغ أعلي معدل سنوي له منذ 17 عاما مرتفعا 5.6% في الأشهر ال 12 الماضية. وقال برنانكي ان توقعات التضخم تبقي ملتبسة بشكر كبير، فيما بدا كأنه يقلل من مخاطر التضخم مقارنة بتحديات أخري تواجه الاقتصاد واسواق الائتمان العالمية. يذكر ان تعليق المسئول عن التضخم كان جزءا مختصرا من كلمة ألقاها وتركزت علي الحاجة لاستقرار اسواق المال. ودافع برنانكي عن الاجراءات التي اتخذها البنك المركزي العام الماضي، قائلا ان البنك المركزي والهيئات الرقابية الأخري كانت مضطرة لمراقبة ما اذا كان هناك تهديدات أخري للاسواق المالية، معطيا مثالا علي ذلك بتدخله لمنع وقوع افلاس مصرف "بير ستيرنز" خامس أكبر مؤسسة استثمارية في امريكا، في مارس الماضي.