انهت الاسهم في سوق الاوراق المالية الامريكية تعاملات الاثنين علي تراجع بعد تلميح بين بيرنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي ( البنك المركزي الامريكي ) الي مواصلة رفع اسعار الفائدة دون توقف في ظل سرعة النمو الاقتصادي الذي يهدد باشعال فتيل التضخم . و هوت اسعار الاسهم في الساعة الاخيرة من التداول عقب اعلان شبكة " سي ان بي سي " ان بيرنانكي اشار الي ان وسائل الاعلام اساءت فهم شهادته امام الكونجرس عندما قال ان المشرعين الفيدراليين " ربما يقرروا عدم رفع الفائدة خلال اجتماع او اكثر " بعد زيادتها خلال 15 اجتماعا متتاليا منذ يونيو 2004 . و قال انه لم يقصد بذلك التخلي عن جولة رفع الفائدة مؤكدا ان البنك ما زال يتبني سياسة متشددة في مواجهة التضخم . و كانت الاسهم قد بدأت التعاملات علي ارتفاع بعد ظهور تقارير توضح نمو الانفاق الاستهلاكي و قطاع التصنيع بمعدلات اسرع من التوقعات في الوقت الذي اعلنت فيه سلسلة المتاجر الشهيرة " وول مارت " اكبر متاجر التجزئة في العالم تحقيق مبيعات اقوي من التقديرات الاولية . و هبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 ب 5.42 نقطة او ما يعادل 0.4 % الي 1305.19 في نهاية الجلسة بعد ان كان قد قفز ب 0.5 % الي اعلي مستوياته في خمسة اعوام في بدايتها . و امتدت الخسارة الي مؤشر داو جونز الصناعي الذي فقد 23.85 نقطة او 0.2 % مسجلا 11343.29 نقطة . اما مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا فتراجع ب 17.78 نقطة او 0.8 % الي 2304.79 نقطة . و شهدت تعاملات الاثنين في بورصة نيويورك تراجع سبعة اسهم مقابل ارتفاع خمسة فيما تم تداول ما يقرب من 1.73 مليار سهم خلال الجلسة . بيرنانكي و كانت تصريحات بيرنانكي لشبكة " سي ان بي سي " هي المحرك الاساسي لتوجهات المستثمرين يوم الاثنين . و بسؤاله عما اذا كانت الاسواق قد فسرت شهادته الماضية امام الكونجرس تفسيرا صحيحا اجاب بيرنانكي " لا " مشيرا الي ان اعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح يحاولون خلق المزيد من المرونة امام البنك لكن البيانات الاقتصادية هي الفيصل في قرارات البنك بشأن اتجاه الفائدة . و كان بيرنانكي قد اوضح في اطار شهادته في السابع و العشرين من ابريل ان الضغوط التضخمية تبدو " مريحة بصورة كبيرة " . و قد بدأت التعاملات وسط نشاط كبير بعد ان اشارت بيانات وزارة التجارة الي صعود الانفاق الاستهلاكي ب 0.6 % في مارس متفوقة علي توقعات المحللين التي لم تتجاوز 0.4 % . اما مستوي الدخل فقفز ب 0.8 % . في الوقت نفسه لم يضف مؤشر الانفاق الاستهلاكي الشخصي باستثناء مواد الغذاء و الطاقة غير 0.3 % فقط عقب زيادة قدرها 0.1 % في فبراير مما يعكس احتواء التضخم . و تزامن مع تقرير الوزارة بيانات مؤسسة ادارة الامداد التي اظهرت صعود مؤشر المصانع الي 57.3 نقطة في ابريل من 55.2 نقطة في مارس . و كان الاقتصاديين يتوقعون هبوط المؤشر الي 55 نقطة . تجدر الاشارة الي ان تجاوز القراءة لمستوي الخمسين نقطة يعني تسجيل توسع . تراجع و قادت اسهم قطاعي المال و المرافق خسارة مؤشر ستاندرد اند بورز 500 حيث تراجعا ب 1.5 % و 0.9 % علي الترتيب لان ارتفاع الفائدة يقلص قيمة السندات التي تمتلكها البنوك و مؤسسات السمسرة و التامين مما يضعف الطلب علي الرهونات العقارية و القروض . كما ان عائد السند المرتفع يجعل مدفوعات عائدات اسهم المرافق اقل جاذبية . و هوس سهم " فاني ماي " اكبر شركات التمويل العقاري في الولاياتالمتحدة بسبعين سنت الي 49.90 دولار بينما هبط سهم العملاقة المصرفية " سيتي جروب " اكبر مقدمي الخدمات المالية علي مستوي العالم ب 49 سنت الي 49.46 دولار . و تراجع ايضا سهم " اديسون انترناشيونال " التي تمتلك ثاني اكبر مؤسسات المرافق بولاية كاليفورنيا ب 1.06 دولار الي 39.35 دولار . و امتدت الخسائر الي قطاع التكنولوجيا ليفقد سهم " ريسيرش ان موشن " ب 3.60 دولار الي 73.03 دولار . كما انخفض سهم " جوجل " صاحبة اكبر محرك للبحث عبر الانترنت ب 19.04 دولار الي 398.90 دولار الامر الذي اسهم في خسارة مؤشر ناسداك . تفاؤل علي الجانب الاكثر اشراقا قفز سهم " وول مارت " بتسعين سنت او ما يعادل 2 % الي 45.93 دولار مسجلا اقوي اداء علي مستوي مؤشر داو جونز . و عزز المكاسب اعلان الشركة ارتفاع مبيعاتها الامريكية في ابريل ب 6.8 % تدعمها مبيعات الاغذية و الملابس خلال اعياد الفصح متجاوزة تقديرات الشركة المتراوحة بين 4 و 6 % . و من المنتظر ان تعلن " وول مارت " تقريرها عن المكاسب في السادس عشر من الشهر الجاري .