من الطبيعى ان تستغل امريكا وربيبتها اسرائيل انشغال الشعب العربى فى ثورات الربيع العربى . لتنفيذ المخطط الصهيونى الذى يهدف الى تهويد مدينة القدس واستيلاؤه عليها تماماً بزعم انها عاصمة الدولة الصهيونيه الى الابد . وذلك المخطط قد بداء تنفيذه بالاستيلاء على كثير من منازل المقدسيين وطردهم منها ثم اقامة المستوطنات اليهودية على الارض الفلسطينية وطرد سكان القدس حتى يتم الاستيلاء كاملاً على المدينة لكى يسهل الاستيلاء على المسجد الاقصى لتحقيق هذا المخطط الصهيونى . ذلك المخطط الذى يهدف الى اعادة بناء هيكل سليمان مرة اخرى . فلماذا يريدون بناء الهيكل ؟ ذلك لان هناك عقيدة صهيونية تستغل بعض النصوص التوراتية والتى جاءت فى شكل نبوءات بمجئ المسيح الى العالم ليحكم لمدة الف عام . كما انهم يعتقدون ان المسيح لن يجئ الا بعد اعادة بناء هيكل سليمان . والغريب ان ما يسمى بالمسيحية الصهيونية قد استطاعت ان تغرر بكثير من المسيحيين خاصةً فى امريكا منذ عهدد ريجان وتوهمهم بان المسيحى لابد من ايمانة بهذة العقيدة . ومن الطبيعى ان يتصور خطأ بعض المسيحيون بصحة هذة العقيدة حتى يساعدوا الدولة الصهيونية فى احتلال فلسطين وفى اعادة بناء الهيكل فى اطار استغلال الدينى لصالح السياسى مما جعل امريكا تتبنى اسرائيل وتساعدها على اسقاط القوانين والاعراف الدولية . كما انهم يؤمنون بحتمية هدم المسجد الاقصى لكى يتم بناء الهيكل الذى يتخيلون انه يقع اسفل الاقصى. فما حقيقة ذلك؟ بدايةً فان كل النبوءات التى تنباءت بهدم الهيكل واعادة بناءه وايضاً مجئ المسيح قد تحققت بالفعل . حيث ان الهيكل قد دمر ثلاث مرات وتم بناءه وهذا يعنى ان فكرة اعادة البناء قد تمت بالفعل . اما مجئ المسيح فمن الطبيعى ان يكون معلوماً ان كل العالم المسيحى قد امن بمجئ المسيح حتى انهم اعتنقوا العقيدة المسيحية حسب الانجيل والا لو لم يجئ المسيح ما صاروا مسيحيين . اما تلك العقيدة الصهيونية الكاذبة فهى عقيدة يؤمن بها بعض التيارات البروتستانتية التى توجد فى الولاياتالمتحدةالامريكية والتى يطلق عليها الصهيومسيحية الامريكية . اما الكنائس التقليدية ومنها الكنيسة المصرية فلا تؤمن بهذة العقيدة حيث ان السيد المسيح قد جاء لكل من امن به واصبحوا هم شعب الله المختار وليس الشعب اليهودى الذى رفض المسيح وكل الرسل والانبياء . وان السيد المسيح يحكم المؤمنين به حكماً روحياً وليس سياسياً كما يتصور اليهود بناءً على كتابهم الذى اعتمد على القتل والسحل والاستيلاء وهو يحكم الان فى الالف عام حيث ان اليوم عند الله كالف عام والالف علم كيوم فهذا تعبير مجازى . ولا نعلم هنا كيف يغرر بهؤلاء المسيحيون وينتظرون مجئ المسيح وهم مؤمنين به وبمجيئه وكيف يتصورون ان اليهود هم شعب الله المختار فى الوقت الذى اسقطوا فيه التعاقد الذى يحتم عليهم ان يؤمنوا بالرسل والانبياء حتى يكونوا شعب الله المختار . ولذلك فهذا مخطط صهيونى سياسى يستغل الدين لتثبيت احتلاله للارض الفلسطينية وتهويد الاماكن المقدسة المسيحية والاسلامية فى مدينة القدس وهى اماكن وتراث دينى ملك العالم والانسانية كلها . ولهذا فعلى العرب والمسلمين والمسيحيين والعالم والانسانية كلها الحفاظ على ذلك التراث الدينى من ذلك الصلف الصهيونى . ولا يجب ان يشغل العرب والمسلمين ما يحدث فى دول الربيع العربى عن اجهاض ذلك المخطط الصهيونى . فماذا نحن فاعلون من اجل الاقصى ومن اجل القدس الذى يجب ان يكونا تحريرهما هما فى اعناقنا وحمايتهما فى عيوننا .