سادت حالة من الخوف بعد مشاهد المياه الصرف المحيطة بمساجد شارع المعز لدين الله الأثري القاهري العريق، ولكن مختصون ساهموا بترميم تلك الآثار أكدوا أن المياه محصورة فقط بين مباني أثرية هي مسجد السلطان برقوق وسبيل محمد علي "متحف النسيج" ونتيجة ارتفاعهما عن الأرض بمتر ونصف لم تصعد المياه لباقي مساجد الشارع . وقال صالح عبود أخصائي ترميم آثار في إدارة صيانة القصور والآثار بشركة "المقاولون العرب"، التي قامت بتطوير وصيانة شارع المعز وسلمته لوزارة الثقافة في عام 2007 ل"محيط": بعد علمنا بتسرب المياه تحرك المهندس المعماري حسنين عبدالله مدير مشروع ترميم مجموعة المنصور قلاوون، والمهندس سلامة عبد المعين مدير إدارة صيانة القصور والآثار، وأنا معهم لمعاينة نظام سحب المياه الجوفية من أسفل مجموعة المنصور قلاوون، والتي كانت الشركة مسئولة عن ترميمها؛ وتأكدنا أن نظام سحب المياه يعمل بكفاءة ، واتضح أن السبب الرئيسي في طفح هذه المياه هو تعطل طلمبة شفط مياه الصرف الصحي في بيارة التجميع الرئيسية الموجودة بشارع الأزهر. وأضاف عبود أن حالة المباني الأثرية في شارع المعز جيدة ولم تتأثر بتسرب المياه ، وأنه تم شفط هذه المياه خلال ساعات . كما أثبتت المعاينة أن المياه محصورة في منطقة تطل على أربعة مباني أثرية هم "السلطان برقوق"، وسبيل محمد علي "متحف النسيج"، وهما يرتفعان على الأرض بحوالي متر ونصف، ثم "الناصر محمد بن قلاوون"، ومجموعة "المنصور قلاوون" وهما الأثرين اللذين دخلتهما المياه ، إلا أن شركة "عوف" التي تعاقد معها المجلس الأعلى للآثار لصيانة وحراسة وتنظيف شارع المعز بمبانيه الأثرية، تعاملت مع الموقف بشكل سريع. من جانب آخر فإن مجموعة "المنصور قلاوون" بها منافذ لتصريف المياه لبيارات مخصصة لذلك؛ مما أدى أيضا للسيطرة على المياه بشكل سريع، كما أن مجموعة "المنصور قلاوون" تتمتع بنظام صرف عال المستوى مصمم داخل المبنى نفسه استخدم في السيطرة على المياه بالداخل، علما بأن المياه عند دخولها إلى "المنصور قلاوون" لم تدخل سوى لممر المدخل فقط؛ لأن المدرسة والضريح المطلان على الممر على ارتفاع متر وعشرة سنتيمترات من أرضية الممر بواقع خمس درجات سلالم. بالإضافة إلى أن هناك تعاقدا بين المجلس الأعلى للآثار وهيئة الصرف الصحي لمتابعة حالة مياه الصرف الصحي بالشارع بعقد مدى الحياة، وهذا أيضا يقلل من الأضرار التي من الممكن أن تقع على المباني الأثرية في شارع المعز؛ لأن هذه الهيئة هي المتخصصة في التعامل مع مثل هذه الأزمات.