القيادة الفلسطينية ترفض استمرار المفاوضات في ظل الاستيطان نتنياهو وعباس خلال اطلاق المفاوضات المباشرة رام الله: قررت القيادة الفلسطينية السبت رفض استمرار مفاوضات السلام المباشرة بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار الاستيطان. وكانت القيادة الفلسطينية عقدت اليوم اجتماعا لاتخاذ قرار حول استمرار مفاوضات السلام المباشرة مع إسرائيل بعدما استأنفت الأخيرة الاستيطان في الضفة الغربية. وحضر الاجتماع الذي عقد في مدينة رام الله بالضفة الغربية أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال مسئول فلسطيني إن عباس سيعرض على الاجتماع تطورات الموقف من المفاوضات والخلاف على الاستيطان مع إسرائيل، تمهيدا لاجتماع لجنة متابعة السلام العربية. وأكد المسئول أن القيادة الفلسطينية تميل لقرار (لا مفاوضات في ظل الاستيطان) بعد أن أخفقت الإدارة الأمريكية في إقناع الحكومة الإسرائيلية بتمديد تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. ومن جانبه ، اكد محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوضها الاعلامي ان المفاوضات مع نتنياهو فشلت مطالبا لجنة المتابعة العربية بالتوجه الى مجلس الامن الدولي بصورة فورية. وقال صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة ان القيادة الفلسطينية "ستؤكد اليوم موقفها السابق بانه لا يمكن استمرار المفاوضات المباشرة مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان". وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مقاطعتها لهذا الاجتماع بعدما كانت اعلنت تعليق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية الاسبوع الماضي, احتجاجا على "آلية اتخاذ القرارات في اللجنة التننفيذية". وقال ناطق باسم الجبهة في بيان صحفي، إن عدم مشاركة الجبهة في هذا الاجتماع يرجع إلى قرارها بتعليق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وما لديها من تحفظات فيما يتصل بالتعامل مع الموقف الأمريكي وحقيقة سياسات إسرائيل. وأضاف إن القرار يأتي كذلك احتجاجا على حالة التدهور السياسي والمؤسساتي التي تعيشها الساحة الفلسطينية، والتي باتت عبئا ثقيلا على القرار الوطني الفلسطيني، وقدرته على الاستجابة للتحديات التي تواجه شعبنا وأمتنا. اجتماع سرت في غضون ذلك ، أعلن مسؤول في جامعة الدول العربية السبت أن الجامعة ستعقد اجتماعا حول مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في الثامن من تشرين الاول/ اكتوبر في ليبيا على هامش قمة عربية طارئة. وصرح أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة تقرر عقد الاجتماع في سرت في الثامن من اكتوبر/ تشرين الاول المقبل. وكانت القاهرة طلبت إرجاء الاجتماع الذي كان مقررا في السادس من تشرين الاول/ اكتوبر لانه كان يصادف يوم عطلة في مصر. وقد أرجئ الاجتماع مرة أولى من الرابع إلى السادس تشرين الاول/ اكتوبر بأمل التوصل إلى نتيجة للجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة من أجل انقاذ مفاوضات السلام. تصريحات مستفزة من جهته، زعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عمليات بناء معتدلة ومحدودة في مستوطنات الضفة الغربية سيجري تنفيذها خلال هذا العام لن تؤثر على "خريطة السلام" مع الفلسطينيين. وفي تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية طالب نتنياهو الفلسطينيين "بأداء مرونة في شروطهم للعودة الى المفاوضات مع اسرائيل" ، وذلك بعد وقت قليل من فشل مبعوث السلام الامريكي جورج ميتشل في مهمته لاعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات. وزعم نتنياهو أن الحكومة الاسرائيلية "نفذت قائمة طويلة من اشارات حسن النية ومن طرف واحد نحو الفلسطينيين من اجل العودة مرة اخرى لاستئناف مسيرة المفاوضات غير ان هؤلاء وللاسف ابدوا تشددا في مواقفهم". العرض الأمريكي وكانت اسرائيل رفضت حزمة المقترحات السخية التي عرضتها الولاياتالمتحدة عليها لقاء تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لشهرين اخرين حتي يتسنى الاستمرار في المفاوضات. واوضحت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان "هذه المقترحات ومنها منح ضمانات امنية وسياسية مدار بحث خلال اجتماعات عقدها وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك ومبعوث رئيس الوزراء يتسحاق مولخو مع موظفي الادارة الامريكية". وقالت ان "اسرائيل اقترحت خلال هذه اللقاءات الا تستأنف اعمال البناء الاستيطاني الا في الكتل الاستيطانية الكبيرة تحت اشراف حكومي وبعيدا عن وسائل الاعلام". وكان الموفد الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل انهى الجمعة جولة مكوكية جديدة بين اسرائيل والفلسطينيين دون تحقيق اي اختراق يتيح استمرار مفاوضات السلام التي يهدد الاستيطان الاسرائيلي بنسفها. واجتمع ميتشل خلال جولته التي بداها الاربعاء مرتين مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. واعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان اللقاء بين الرئيس عباس وميتشل الجمعة لم يحدث "اي اختراق" يتيح استمرار مفاوضات السلام مع اسرائيل. وقال ابو ردينة "ليس هناك اختراق بعد ولا يوجد تغيير في الموقف الاسرائيلي تجاه الاستيطان. الموقف الفلسطيني ثابت ابلغه الرئيس عباس لميتشل وهو انه لن تكون مفاوضات ما دام الاستيطان مستمرا". واضاف ابو ردينة ان الرئيس عباس وميتشل اتفقا على "استمرار الجهود الاميركية والاتصالات الفلسطينيةالامريكية". وتابع ابو ردينة "الرئيس عباس سيعرض الموقف على القيادة الفلسطينية السبت خلال اجتماعها ليضعها في صورة تفاصيل ما يجري من جهود. حتى اللحظة لا نستطيع القول ان هناك نجاحا او فشلا لكن لا يوجد اي اختراق في هذه الجهود لاستمرار المفاوضات المباشرة لان اسرائيل تواصل الاستيطان". وانتهى الاحد 26 سبتمبر/ ايلول سريان قرار إسرائيل بتجميد جزئي للاستيطان بالضفة الغربية استمر عشرة اشهر ، وباشر المستوطنون البناء من جديد ، الأمر الذي يبشر بانهيار مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تم استئنافها مطلع هذا الشهر. وكان المفاوضون الفلسطينيون اشترطوا تمديد هذا القرار للاستمرار في المفاوضات بينما دأبت الحكومة الاسرائيلية على رفض التمديد.