أكد الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ثورة الخامس والعشرين من يناير قد حققت انجازات معقولة أهمها أن الخوف قد تبدد وأصبح المواطن المصري يتمتع بمساحة كبيرة من الحرية قد يرى البعض أنها ربما تصل إلى الفوضى ، لكن في الوقت ذاته هناك أحلام كثيرة ومطالب عديدة للثوار لم تتحقق فالنظام القديم تداعى لكن لم يتم استئصاله بعد. وأضاف نافعة، عبر لقائه ببرنامج " صباح الخير يا مصر "، أن الثورة قد قطعت شوطا لا بأس به بإجراء انتخابات مجلس الشعب خاصة فى ظل نسبة المشاركة التى وصلت إلى نحو 60% وهى نسبة معقولة جدا ، موضحا أن الشعب أبدى استعداد كبيرا للمشاركة في التغيير ومع الإقرار بوجود تجاوزات منها استخدم سلطة " الدين والمال " لكن تظل النتيجة النهائية أن الانتخابات قد تمت وبشكل عام وبلا تزوير.
وأوضح نافعة أنه ليس هناك ضرورة لمجلس الشورى لتعجيل عملية نقل السلطة بعد وضع الدستور ، مشيرا إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد قرر انه سيسلم السلطة فى 30 يونيو لكن حتى الآن لم يصدر تعديل دستوري يشير إلى ضغط " الستة أشهر " المتاحة لوضع الدستور.
وعن الخريطة السياسية ، ذكر نافعة أن الوضع آخذ في الوضوح فاكبر حزب فى مصر الآن هو " الحرية والعدالة" يليه "حزب النور" و انه في حالة تحالفهما سيشكلان اغلبيه ساحقه ، وهذا يعنى مشكلة للوضع السياسي العام لأن هذا سيؤدى إلى سيطرة تيار معين سيتمكن من الهيمنة على الآلة التشريعية و يمرر كل القوانين التى يراها ضرورية ويتجاهل غيرها ، لكنه اكد فى الوقت ذاته انه من الصعب أن يدوم هذا التحالف وارجع نافعه السبب إلى تعدد ظلال وألوان تيار " الإسلام السياسي ".
ولفت نافعة إلى أن هناك مخاوف لدى القوى السياسية من التعرض لفكرة الدولة المدنية، بسبب بعض التصريحات التي تحدثت عن السياحة او الفن ، وقال : " فى العموم يظل المحك الفعلى عندما تطرح قوانين على مجلس الشعب ويتم اتخاذ مواقف محدده تجاهها ".
واستبعد نافعة حدوث صدام بين القوى السياسية خاصة فى هذا الوقت الحساس الذى نحتاج فيه لبناء نظام سياسي ، مضيفا أن اى شرخ يحدث فى المرحلة القادمة سيؤدى إلى تداعيات خطيرة.
وشدد نافعة على ضرورة كتابه الدستور قبل الولوج إلى انتخابات رئاسة الجمهورية ، و هذا يستدعى اختصارا للفترة الزمنية الممنوحة لأعضاء البرلمان المنتخبين لاختيار لجنة المئة ، كما يجب ان تكون هذه اللجنة معبرة وممثلة لكل أطياف الشعب ، مؤكدا أن المجلس الاستشاري يقوم بدوره فى ذلك عن طريق خلق حالة من التوافق الجمعي بين مختلف الاحزواب حتى يتم يتم الاتفاق على المعايير العامة لاختيار اللجنة.
وأشار نافعه إلى أن الثورة قامت بهدف إصلاح المجتمع بشكل عام لكنها عجزت عن تحقيق ذلك لأنها دخلت في متاهة فالطريق غير واضح ، لدرجة سقوط ضحايا ومصابين جدد.
وعن انسحاب البرادعى من انتخابات الرئاسة ذكر نافعة أنه قد أقدم على هذه الخطوة لأنه استنتج ان فرصه ضعيفة للفوز، مضيفا أن انسحابه ربما يكون ذكاء شخصي لكنه فى الوقت ذاته اعتراف بالهزيمة ولا يصب فى الصالح العام ، فمصر تبحث عن انتخابات يتنافس فيها كل الذين يستطيعون أن يخدموا أبنائها.
وأضاف أن مثل هذه الخطوات قد تضعف من العملية ولا تعطلها او توقفها ، ولكنها فى ذات الوقت تثير قدرا من البلبلة وتعكس حالة الإرتباك التى تمر بها مصر وتوحى بأن هناك تربيطات تتم حول انتخابات رئاسة الجمهوريه بين المجلس الأعلى من جانب وبين التيار الحائز على الأغلبية من جحانب آخر.