بيروت: رأى سمير جعجع رئيس حزب "القوات اللبنانية" أن الرئيس السوري بشار الأسد أمضى ساعة يتكلم في كل شيء إلا في حقيقة الأزمة، ورسم واقعاً لا علاقة له بالواقع المعاش، وأول ما تبادر الى ذهني هو اختيار "مفاهيم سفسطائية" في منطق "بيزنطي". وقال جعجع في مؤتمر صحفي الثلاثاء، في معراب: "حاولت الاقتناع أو الانسجام مع ما يرسمه الأسد، لكني لم أستطع، لأن الواقع بعيد جداً عما يقوله".
وسأل جعجع حسبما ورد بجريدة "الحياة" اللندنية: "هل كل وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم مشتركة في مؤامرة ضد الأسد؟"، مضيفاً: "المفاهيم التي طرحها الأسد غير صحيحة، "الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر" قال: "إن سوريا قلب العروبة النابض"، لكنه قصد سوريا وليس النظام السوري، الأسد يخلط دائماً بين سورية والشعب السوري وبين النظام السوري".
واعتبر جعجع أن هناك بُعداً ديماغوجياً في الخطاب، فإسرائيل شيء، وانقضاض النظام السوري على المتظاهرين ملحِقاً أضراراً أكثر مما ألحقت الحروب الاسرائيلية، شيء آخر".
وتابع جعجع: "لا أستطيع أن أفهم ما هي هذه المؤامرة التي تحرِّك على الأقل مئات الآلاف من السوريين منذ بدء الثورة؟ وكيف يقتل أكثر من 10 آلاف سوري جراء أنهم عملاء لقوى خارجية؟"، وأضاف: "إذا كانت هذه مؤامرة خارجية يشترك فيها معظم الدول ووسائل الإعلام، كان الأمر ليحسم بالدعوة لاستفتاء بإشراف الاممالمتحدة".
ورأى جعجع أن الأسد يستطيع أن يوفر كل هذا العناء بالذهاب إلى استفتاء، وعندها ينكشف إن كان الأمر مؤامرة خارجية أو واقعاً شعبياً كي يستعيد الشعب كرامته ووجوده وحريته"، وقال: "شخصياً لا أصدق أي شيء يقوله النظام، وأقولها بكل شفافية بعد خبرة 35 عاماً، وذلك تبيَّن مع أفلام وليد المعلم والأفلام التي ركّبوها حين أخذونا إلى الاعتقال".
وعن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبنان، لفت جعجع إلى أنه صدرت بعض الأصوات النشاز التي تطرح طروحات لا تتلاءم مع وجود دولة في لبنان، فمَن يرحب ومن لا يرحب هي السلطات الرسمية، يمكن البعض أن يعترض، أما اختصار لبنان كله والقول لبان إنه غير مرحب به، فهذا ضرب بعرض الحائط للدولة كلها، وللحكومة ورئيس الجمهورية والمؤسسات وبقية الشعب.
وسأل: "إذا كنا لا نستطيع تحمل بان كي مون في لبنان، هل نستطيع فقط تحمل وزيري خارجية ايران وسوريا صالحي والمعلم؟".
وشدد جعجع على وجوب وضع جدول بحث محدد مع بان، وإبلاغِه اعتراضاتٍ إنْ وجدت، مشيراً إلى أن اعتبار رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن بان يمكن أن يخدمنا بمسائل عدة، موقف رجل دولة، وحين يحدِّد المواضيع بهذا الشكل فليس ليرضي بان، بل هو يسعى لتحقيق مصالح لبنان. واعتبر جعجع أن مَن وَضَع تصريح وزير الدفاع فايز غصن في شأن وجود عناصر لتنظيم "القاعدة" في لبنان في إطار استثمار سياسي مطلوب من السلطات السورية، كان على حق.