سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على حالة الازدهار التي يعيشها اليهود الأرثوذكس المتطرفون أو ما يعرف بالمجتمعات الحريدية في إسرائيل.. متسائلة عما إذا كان هذا سيؤدي إلى مشاكل لمستقبل البلاد؟. وأشارت المجلة - في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - إلى أنه في مدينة بيت شيميش الإسرائيلية وغيرها من الأماكن في جميع أنحاء البلاد حاول اليهودالأرثوذكس المتطرفون فرض نوع من التدين المجتمعي يتمثل في قانون سلوكي صارم يشمل الفصل بين الجنسين في حافلات الركاب حيث تم تخصيص المقاعد الأمامية للرجال والخلفية للسيدات.
وأوضحت المجلة أنه بالنسبة لمعظم الإسرائيليين فإن التطرف أصبح أمرا مزعجا، حيث أن لدى إسرائيل مجتمعا سريع النمو يتجاهل الحداثة ويرى العالم من خلال منظور ضيق بتصريح توراتي.
مشيرة إلى أن اليهود الأرثوذكس المتطرفين الذين كانوا أقلية في وقت من الأوقات والمعروفين بالحريديم يمثلون حاليا أكثر من نسبة 10% من السكان الإسرائيليين و21% من جميع طلاب التعليم الأساسي.
ولفتت المجلة إلى أنه مع زيادة معدل الإنجاب داخل هذا المجتمع أكثر من ثلاثة أضعاف اليهود الإسرائيليين الآخرين، يتوقع خبراء السكان أنه بحلول عام 2034 سيكون هناك أرثوذكسي متطرف من بين كل خمسة إسرائيليين.
وأوضحت المجلة أن التأثير سيتعدى خلافات الجيرة بكثير الخاصة بالحافلات التي تفصل بين الرجال والنساء أو الثياب المعتدلة ليصل إلى قلق في جميع أنحاء إسرائيل من التوترات التي يثيرها القلق بشأن الحريديين.
واعتبرت المجلة أن معظم الأرثوذكس المتطرفين يفتقدون إلى مهارات العمل في اقتصاد حديث حيث درسوا القليل أو لم يدرسوا من الأساس الرياضيات والعلوم التي تتخطى التعليم الأولي وتتركز مناهجهم الدراسية بشكل كامل تقريبا على النصوص الدينية مثل التوراة والتلمود.
وأوضحت المجلة أنه نتيجة لذلك فإن أكثر من 60% منهم يعيشون تحت خط الفقر مقارنة بنسبة 12% بين اليهود غير الحريديين، هذا بالإضافة إلى أن معظم الأرثوذكس المتطرفين يختارون عدم الاشتراك في الخدمة العسكرية الإجبارية على غيرهم من الإسرائيليين.
واعتبرت المجلة أن المشهد السياسي سيتغير أيضا حيث أن الأحزاب التي تمثلهم لديها بالفعل سلطة سياسية كبيرة في النظام الإسرائيلي القائم على الائتلاف، مشيرة إلى أنه إذا ما ثبتت الإحصائيات السكانية، فإن فرصة الحصول على أغلبية في إسرائيل لتأييد التسويات المطلوبة لاتفاق السلام ستقل مع مرور كل عام.