تعد مدرسة «مركاز هاراف» التلمودية المتطرفة التي استهدفت في القدسالغربية محتلة من أكبر المراكز التعليمية الإسرائيلية التي تهتم بتعليم التلمود ومبادئ الصهيونية، وتستهدف قطاعا واسعا من المثقفين والعلماء وكان خريجوها من أبرز قادة الجيش والصهيونية في إسرائيل. وتوضح المصادر الإسرائيلية، أن هذه المعهد تأسس في العام 1924 ميلادية في القدس، على يد الحاخام الراب ايرتز أفراهام هاكوهين كوك، وهو من أوائل الصهاينة الداعين للاستيطان في أرض فلسطين. ورأى هاراف كوك في تأسيس هذه الكلية بمثابة «إعادة انبعاث اليهود في أرض الميعاد» وهو من أوائل الداعين إلى الاستيطان الإسرائيلي لليهود في أرض فلسطين. وترتقي هذه المدرسة التي تعلم فن القيادة السياسية والانتماء إلى اليهودية الصهيونية، إلى مستوى كلية تمنح الشهادات في الدراسات العليا. وقد تأسست لتكون مقرا لدارسي التوراة من العلماء والقادة الصهاينة والمثقفين، وتعمل على تعزيز محبة الأفكار الصهيونية في نفوس طلابها من خلال تعميق علاقتهم بما يسمونها «أرض إسرائيل». ويقول القائمون عليها، إن مدرسة «مركاز هاراف» صممت لتصبح اليوم حلقة الوصل بين ما يسمونهم «الشباب الطامحين في المشي على خطا الصهاينة الأوائل» وبين قادة الصهيونية ومؤسسيها، ونبراسا لتعليم كل ما يتعلق بحياة الشعب اليهودي في«إسرائيل والشتات». وتضم هذه المدرسة آلاف التلاميذ والطلبة من المتدينين المتطرفين في المرحلة الثانوية، كما أنها تؤهل طلابا في أقسام أكاديمية لمرحلة ما بعد الثانوية. ومعظم المنتسبين إليها ينتمون إلى حركات يمينية متطرفة. ويرأس هذه المدرسة مجموعة من الحاخامات الصهاينة المتطرفين وعلماء التوراة والتلمود، أبرزهم المدعو روش يشيفا وافراهام شابيرو (الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل) والذي يوصف بأنه واحد من أعظم علماء التوراة من الجيل الجديد. وتعد شخصية هؤلاء الحاخامات مصدرا للإلهام والتعلم لدى طلاب الكلية. وتدرس «مركاز هاراف» مساقات (مناهج) متخصصة في الأدب الصهيوني والوجود اليهودي والقانون، بالإضافة إلى منهجيات مختلفة في دراسة الفكر اليهودي وضع تعاليمها كبار الحاخامات الصهاينة. ويتم إعداد طلبتها ليكونوا بمثابة الزعماء الروحيين في المجتمع الإسرائيلي، ويتم تدريبهم على تعلم طريقة الحاخامات في الحياة، عن طريق تطبيق تعاليم تلمودية صهيونية، مع اهتمام بمبادئ تنمية المدن والبلدات والمستوطنات والقرى الحدودية في إسرائيل.