لندن: ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في مقال لها الخميس تحت عنوان "إذا كان الإرهاب مشكلة فلن نحلها في أفغانستان" أن الإستراتيجية البريطانية لمحاربة الإرهاب "خاطئة" ، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية تخوض حربًا لا يؤمن بها أكثر من نصف المواطنين البريطانيين وقد ألزمت نفسها أكثر من أي وقت مضى بتنفيذ ما تمليه واشنطن. ويقول كاتب المقال أدريان هاملتون: "إن السياسيين البريطانيين لا يفهمون تماما الغرض من هذه الحرب ، والجانب الأكثر كآبة في هذه المسألة هو عدم قدرة النظام السياسي البريطاني على إدارة حوار حقيقي حول الأمر والمسؤولون يعمدون بدلا من مناقشة الأهداف المرجوة من الحرب إلى تبادل لاذع ومتزايد للتهم بشأن توفر المروحيات وعدد القوات على الأرض". ويوضح هاملتون أن "هذه القضايا المتعلقة بنقص المعدات والجنود وخطورة ذلك على المهمة البريطانية في أفغانستان تعتبر عوامل نقص ولا شك غير أن الإكتفاء بالحديث عنها وتبادل التهم لن يؤدي إلى إحداث تغيير في الوقت الحالي". وأشار إلى أن الحديث عن هذه العوامل صار جزءا من "لعبة إلقاء اللوم السياسية" التي تصلح لمشاحنات ما قبل الانتخابات لكنها لا تفيد في تحديد الغرض الذي توجد من أجله القوات البريطانية في أفغانستان. وتساءل: "هل وجود القوات البريطانية بإقليم هلمند الأفغانى هو الوسيلة المثلى لتأمين الإنتخابات الرئاسية المقبلة ، وهل تستطيع هذه القوات إنجاز مثل هذه المهمة ؟". ويستشهد هاملتون في هذا المجال بأرقام المخابرات البريطانية نفسها التي تقول إن "ثلاثة أرباع المخططات الإرهابية التي اكتشفت في بريطانيا كانت مرتبطة بباكستان وأن القليل منها فقط كان مرتبطا بأفغانستان". ويرى الكاتب البريطانى أنه "طالما كانت المشكلة الرئيسية هي الحدود الباكستانية الأفغانية كما يردد الجيش البريطاني ، ألا يكون من الأفضل توظيف القوات البريطانية لإغلاق الحدود بدلا من محاولة السيطرة على إقليم واحد". ومن جانبها ، نشرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية صورا كاريكاتورية لرئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الأمريكي باراك أوباما على شكل صبيين صغيرين يرتديان سراويل قصيرة ويركبان حصانا خشبيا ويمسكان سيوفا خشبية ، وبينما أخذ الحصان الخشبي ينحدر وسط الجبال بإتجاه لافتة لتحديد الإتجاه كتب عليها "أفغانستان- وزيرستان- باكستان" قال أوباما لبراون الذي يركب خلفه :هل ظننت أنني سأتركك تبكي بينما هناك مساحة في حصاني تكفي شخصين. هذا فيما نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية رسما كاريكاتوريا آخر يظهر براون هذه المرة وحده في أفغانستان وقد بدا متعبا وهو يجلس وحيدا تحت لوحة كتب عيها أفغانستان وقد أطل فوقه نسر وأخذ يقترب منه ثعبان.