صدر عن "لاديكوفرت" بباريس كتاب "فرنسا السوداء..ثلاثة قرون من الحضور" الذي كتبه مجموعة من الكتاب، ويشرف عليه المؤرخ الفرنسي باسكال بلانشار المساهم الرئيسي في تأليف الكتاب، الذي يقع في 360 صفحة من القطع المتوسط. يقول المؤلف - وفق جريدة "البيان" الإماراتية - أنه إذا كان الأميركيون من أصل إفريقي، أي السود، يشكّلون أحد المكونات الأساسية في المجتمع الأميركي، فإن لهم حضوراً كبيراً ومهماً في المجتمع الفرنسي خلال ثلاثة قرون منذ القرن الثامن عشر، حتى اليوم. هذا ما يشرحه الكتاب. تعالج فصول الكتاب الثمانية "الحضور الأسود" في فرنسا، منذ أن كان يتم النظر للسود كمتوحشين، وحتى اعتبارهم كمواطنين فرنسيين سود. وكأحد تعبيرات الثقافات المتنوعة التي امتزجت في المجتمع الفرنسي. وتتعرض الفصول الأخرى للسود كجنود في الجيش الفرنسي، خاضوا الكثير من المعارك الاستعمارية، وكذلك للسود كعبيد، ولهم كممثلين للحضور الإفريقي. ولهم كمهاجرين في إطار موجة جديدة قادمة من إفريقيا ومن منطقة جزر الانتيل. ما تؤكده مساهمات هذا الكتاب هو أن أشكال الحضور "الأسود" أسهمت في بناء التاريخ السياسي والثقافي والعسكري والفني والاقتصادي لفرنسا خلال النظام القديم ثم في العهد الجمهوري. وهذا ما تتم البرهنة عليه من خلال ما يزيد على سبعمائة وثيقة، الجزء الأكبر منها يتم نشره للمرة الأولى، وهي مأخوذة من أعماق "الأرشيفات"، كما تتم الإشارة في مقدمة الكتاب. ومن الأفكار التي تتردد في مساهمات هذا الكتاب القول إن العاصمة الفرنسية باريس كانت خلال فترة طويلة "مدينة النور" بامتياز من خلال ملتقى الثقافات والأدب والفكر الأسود. ثم إن مفهوم "السواد" أو "الزنوجة" لم يولد في داكار أو غيرها من العواصم الإفريقية، ولكن في باريس، حيث أسهم فيه بشكل رئيسي كل من ليوبولد سنغور، أول رئيس للسنغال بعد استقلالها وايمي سيزير، الشاعر الأسود.