رحل أول من أمس الكاتب المارتينيكي إيمي سيزير، عن عمر يناهز 94 سنة، بعد معاناة طويلة من مرض القلب. ووجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحية الى الشاعر الفقيد معتبرا انه "رمز الامل لكافة الشعوب المضطهدة" عبر نضاله "من اجل الاعتراف بهويته وغنى جذوره الافريقية" ، وستنظم له جنازة وطنية في موعد لم يحدد بعد. واعرب امين عام الفرنكوفونية السنغالي عبدو ضيوف عن "الحزن الكبير الذي تشعر به العائلة الفرنكوفونية". ولد إيمي سيزير عام 1913 وسط عائلة كبيرة وفقيرة شمال جزيرة المارتينيك. تخرج في ثانوية " لوي لو جران" في باريس، والتقى هناك بالشاعر السنغالي ليوبولد سيدار سينجور والكاتب عصمان أوسي. وبتعرفه عليهما، أدرك التهميش الذي كان ضحيته سكان الجزر الفرنسية والأفارقة، فسخر قلمه للدفاع عن المضطهدين والمستعمرين ، في عام 1934، أنشأ إيمي سيزير مع سينجور وعدد من الأصدقاء الأفارقة صحيفة "الطالب الأسود" فظهر للمرة الأولى مصطلح الزنجية. وقد أريد من هذه الفكرة التخلص من صورة الرجل الأسود المتواني غير القادر على الأخذ بزمام أموره بنفسه وبناء مستقبله. في عام 1935 التحق سيزير بإحدى أفضل مدارس التعليم العالي في فرنسا، ونشر في السنة نفسها "مذكرات العودة إلى الوطن الأم" التي يعد من أهم أعماله الأدبية قبل أن ينضم إلى الحركة السريالية بقيادة أندريه بروتون الذي أشرف على كتاب "الأسلحة العجيبة" لإيمي سيزير. عمل إيمي سيزير في المجال الأدبي والسياسي معا، وأصبح نائبا برلمانيا وعمدة لمدينة فور دو فرانس عام 1945. وبعد اثنتي عشرة سنة من العمل، أنشأ حزبه الخاص باسم حزب التقدم المارتينيكي. وكان من أهم مشاريعه محاربة الاستعمار والعنصرية. وكان من أبرز المطالبين بالحكم الذاتي للمارتينيك وليس باستقلالها. ولم يغادر الساحة السياسية إلا في عام 2005 بسبب مشاكل صحية. وفي ستينات القرن الماضي، اقتحم إيمي سيزيرعالم المسرح، وأشرف على مسرحية " مأساة الملك كرستوف" 1963 التي لاقت نجاحا فائقا في العواصم الأوروبية، وكتب كذلك مسرحية " فصل في الكونغو"، وبعدها " العاصفة".