ناشد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، أولياء الأمور عدم التظاهر يوميًا 24 ساعة، على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات أولياء الأمور، وتحديدًا صفحة "تمرد على المناهج التعليمية"، مضيفًا "تعلمون أنني اقرأ ما تكتبون، وقد حاولت كثيرًا الإيضاح والشرح العلني، لاكتساب بعض من الثقة وأن نجد الوقت والمساندة كي ننجح في المهمة الشاقة جدًا، وبالتالي لا حاجة لأن نتظاهر 24 ساعة يوميًا، نكرر فيها نفس المخاوف ونتهكم على الدولة والمسئولين وكل من يحاول الإصلاح". وأضاف "شوقي"، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": أنا سمعتكم، وقد قلت بكل وضوح إن التعليم المصري فقد الكثير، وأن معظم أولادنا لا يتأهلون بالشكل المناسب، لكي يساعدون هذا البلد على التقدم.. لقد فقدنا الهدف واختلط التعليم بفكرة الحصول على شهادة بتعليم أو بدون تعليم.. هل نحن فعلًا نعتقد أن أولادنا تعلموا شيئًا أم كل اهتمامنا بالشهادة؟ وهل تكافؤ الفرص عن طريق مكتب التنسيق هو الحل الأمثل؟ هل الحصول على فرصة في الجامعة لا تتناسب مع المهارة أو الرغبة جيد؟ هل أن نخرج الآلاف بلا حاجة إليهم أو وجود فرصة عمل شيء جيد؟. وقال الوزير في محض تفنيد رؤيته لهذه المخاوف: 1) الثانوية العامة قتلت التعليم المصري، وأنتجت صناعة كاملة للدروس الخصوصية، يصرف فيها أولياء الأمور أكثر من 30 مليار جنيه سنويًا. 2) الثانوية العامة غيرت الاهتمام من التعلم إلى الحصول على مجموع بأي ثمن وأي طريقة أخلاقية أو غير أخلاقية. 3) الدفاع عن الثانوية العامة تكريس لفشل التعليم المصري واستمرار النزيف الحالي لقدرات أولادنا. 4) تدريب أولادنا على شكل نمطي للامتحان وإجابات نموذجية قتل للإبداع والقدرة على التفكير والبحث. 5) توزيع الطلاب على الجامعات وكأنهم "قطع شطرنج"، دون النظر لاحتياجات الدولة من التخصصات، أو قدرة الجامعات الاستيعابية، أو رغبات وقدرات الطلاب، عدالة اجتماعية مزيفة وضارة بالمجتمع كله وضارة بالتنمية والتنافسية. 6) إلغاء التنسيق واستحداث طرق جديدة ليس معناه أن تختفي العدالة الاجتماعية أو تسود الواسطة والمحسوبية. 7) من المحزن أن نتكلم عن الواسطة والمحسوبية، وكأنها الأساس وأننا جميعًا أصبحنا بلا ضمير وطني.. إن كان هذا هو الحال فدعونا نكتفي بما نحن فيه ونعاقب كل من تسول له نفسه أن يفكر فيما هو أفضل. 8) هناك دائمًا بداية لكل تغيير وهناك دائمًا حل مثالي لكل مشكلة. 9) أنا أعلم مشاكل المناهج والكمبيوتر النظري والرسم والشهادة الابتدائية، وضرورة الاهتمام برياض الأطفال والطفولة المبكرة، وخوفكم من تحكم المدرسين في الدرجات واستفحال الدروس، بدلًا من القضاء عليها، واستفحال الواسطة، بدلًا من العدالة الاجتماعية. 10) كذلك أعلم طلبات المعلمين المتكررة بزيادة الرواتب والتثبيت والترقية والاغتراب والاستثناء من شروط كثيرة، وأحاول جاهدًا حلها بما يضمن حياه أفضل للمعلم المصري. وهذه بعض الإيضاحات: 1) إن زيادة الرواتب تتطلب موازنات ضخمة من الدولة، ونعمل عليها بكل ما أوتينا، ولكنها تحتاج الصبر، لأننا نراجع قانون التعليم وننتظر توافر الموارد، ثم الإجراءات الكثيرة الإدارية، وقد يتطلب هذا أن تتم الزيادة على أكثر من مرحلة، لمراعاة الضغوط الهائلة على الموازنة العامة للدولة، لذلك رجاء أن تثقوا فى أننا نعمل على هذا، ولا حاجة إلى أن نتحدث عن هذا يوميًا مادمتم تعرفون اننا نعمل على حل هذا الموضوع الصعب. 2) إن تغيير الثانوية العامة كنظام تقييم أوحد ضرورة حتمية إذا اردنا أن نعود إلى التعلم، وليس صناعة إنتاج المجموع بلا تعلم. 3) إن الوزارة لن تطبق أي نظام جديد دون الاطمئنان إلى نجاحه.. إن العمل المطلوب شاق وأكاديمي، ويتطلب وقتًا كبيرًا، لذلك أرجوكم أن نتحلى بالصبر، لأن الضغط علينا ليل نهار لا يتيح لأحد فرصة العمل والتروي والاجتهاد. 4) إن استخدام كلمات مثل "هلع" و"مرعوبين" وخلافه لهو مبالغة كبرى في تقدير الأمور.. ليس هناك سبب لكل هذا.. أنا أحاول جاهدًا أن أشارككم فى كل ما يحدث، حتى نهدأ جميعًا. 5) إن تغيير أو تعديل المناهج ليس بالأمر السهل، أو بالأمر الذي يقوم به غير المتخصصين. 6) إن كل ما تطلبونه يحتاج إلى وقت وجهد وكفاءة ليس من السهل إيجادها. 7) القرار الخاص بالنظام الجديد سيكون في الأسبوع الأخير من شهر يوليو، بعد انتهاء العمل الحالي مع العشرات من الخبراء والمؤسسات الدولية، والتشاور مع التعليم العالي وأجهزة الدولة. وفي نهاية كلامه، قال وزير التربية والتعليم "حاولت أن استعرض ما نفعل، وأجاوب عن كل المخاوف قدر الإمكان.. أتمنى أن يكون في حوارنا "طاقة إيجابية"، وأن ندرك أن الهدف القومي لتطوير التعليم يستحق منا أن نتحلى بالشجاعة والصبر، وأن نعمل جميعًا على تحقيقه، وأن نتجرد من الأهداف الشخصية إلى الأهداف القومية".