أسدل الستار في وقت متأخر من الليلة الماضية على صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندى الاسرئيلي جلعاد شاليط والتي تمت على مرحلتين بجهود ورعاية مصرية وبموجبها أطلق سراح 1027 أسيرا وأسيرة من السجون الإسرائيلية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والأردن. وحسب مصادر مطلعة فى حركة حماس لمراسل "وكالة أنباء الشرق الأوسط " في غزة فان مفاوضات هذه الصفقة بدأت فى اليوم التالى من خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والتي تمت في يونيو 2006 والذي تم أسرة فى عملية عرفت باسم "الوهم المتبدد" ونفذتها ثلاثة أجنحة عسكرية هى الوية الناصر وكتائب عز الدين القسام وجيش الاسلام وقتل فيها ثلاثة جنود إسرائيليين. ونفذت المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى فى 18 أكتوبر الماضي وأطلق خلالها من السجون الاسرئيلية سراح 477 أسيرا وأسيرة بالتزامن مع خروج شاليط من موقع إحتجازه "الذى لم يتم الكشف عنه حتى الآن" . وكانت المرحلة الاولى قد شملت قيادات كبيرة في الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية أبرزها حماس والجهاد .
محاولات لافساد الصفقة
أما المرحلة الثانية والتى نفذت الليلة الماضية وافرج فيها عن 550 اسيرا فقد حاولت إسرائيل إفسادها فقد افرجت عن 41 اسيرا من قطاع غزة فقط ، والباقى من الضفة الغربية بخلاف انها استثنت أسرى حماس والجهاد منها ، إلا أن رد فعل الفصائل تجاه هذه السياسة الاسرئيلية كان مغايرا اذ رحبت بها واعتبرت أن خروج أي فلسطينى من السجون مكسبا كبيرا للشعب الفلسطيني بغض النظر عن انتمائه السياسي.
وأشاد الأسرى الفرج عنهم بالدور المصري فى هذه الصفقة واستمراره حتى اللحظات الأخيرة للإفراج عنهم ،وكشف أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة أحد الفصائل التى أسرت شاليط عن أن الوفد المصري الذى كان يدقق فى أسماء المفرج عنهم فى المرحلة الأولى وفقا لبنود الصفقة قد حال دون توقيع الاسرى على تعهد من الشاباك الإسرائيلي على إقرار بعدم العودة الى ما اسماه بالعنف ضد إسرائيل ، وانه إذا عاد سيتم إعتقاله مرة أخرى لقضاء بقيمة محكوميته.
وكان وفد أمنى مصري قد أشرف الليلة الماضية أيضا على عمليات إطلاق سراح أسرى الدفعة الثانية حتى وقت متأخر ، كما حيت الفصائل الفلسطينية الدور المصري فى هذه الصفقة وأكدت حكومة حماس المقالة أن الدور المصري كان راعيا مهما للصفقة وبذل جهدا كبيرا.
دور مصرى بارز
وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أن مجموع أحكام أسرى المرحلة الثانية يزيد عن 2350 عاما ، وحررنا 20\% من أسرانا مقابل جندي واحد رغم أنف الاحتلال . واضاف ابو عبيدة لقد تابعنا مع الأشقاء في مصر مجريات تنفيذ الاتفاق في كلتا المرحلتين وما بينهما، وحتى اللحظات الأخيرة، لنتأكد من التزام الاحتلال بتنفيذ ما أتفق عليه برعاية مصرية. وأعتبر أبو عبيدة خروج أي أسير فلسطيني "هو مكسب ونصر للشعب والمقاومة بغض النظر عن انتمائه السياسي، فنحن ملتزمون دينيا وأخلاقيا ووطنيا بإتجاه كل أسير في سجون العدو مهما كان انتماؤه الفصائلي. وأضاف أبو عبيدة أن طموح المقاومة الفلسطينية كان وما يزال وسيبقى خروج كل الاسرى من سجون الاحتلال ، وإن النجاح التاريخي في هذه الصفقة المشرّفة لن يشغلنا عن واجبنا المقدس في كافة الاسرى . ومن جانبه قال أبو عطايا الناطق الإعلامي لألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة ان تنفيذ الاحتلال للمرحلة الثانية من الصفقة هو استكمالا للنصر الذي حققته المقاومة على صعيد ملف الأسرى. واضاف أن هذا الانجاز ثمرة جهاد المخلصين من أبناء المقاومة وعلى رأسهم الاستشهاديين محمد فروانة وحامد الرنتيسي منفذي عملية " الوهم المتبدد ". واشار إلى أن الإفراج عن الأسرى من السجون الاسرائيلية بالقوة تأكيد على أن خيار المقاومة والجهاد هو الطريق الأنجع لاستخلاص الحقوق وتحقيق الانتصار حيث أن الاحتلال لا يفهم.