ناقش صالون الأديب الدكتور علاء الأسواني أمس أسباب نجاح التيار الإسلامي بانتخابات المجلس التشريعي المصري بنسخته الثورية . وقال الأسواني : من غير المقبول الاعتقاد بأن أسباب انتصار التيار الإسلامى أنهم على اتصال بالنخبة المثقفة، ولكن ذلك حدث نتيجة انتشارهم بين شرائح المجتمع بدء من القاعدة والارتباط بمشاكلهم وحل عقدهم التي تأزمت مع مرور الوقت في النظام السابق ، ودليل ذلك صعود حزب "النور" السلفي الذي تشكل قبل الإنتخابات بأشهر . وقال الأسواني أن حزب النور وليد مقارنة بحزب الإخوان المسلمين الذي تفاعلت جماعته مع المصريين منذ 1928 ، ورغم ذلك فاز حزب النور بنسبة كبيرة وهي 25% من مجمل الأصوات . وحول مواجهة الإسلاميين والليبراليين، قال الأسواني : التيارات الإسلامية تنظر لليبرالية باعتبارها كافرة وملحدة لمجرد أنها تخالفهم في الرأي أو بالأخرى تخالف الشريعة في بعض تصرفاتها، وهي نظرة استعلائية غير مبررة . واعتبر الأسواني أن المصريين انتخبوا التيار الديني لأنهم تلاعبوا بمشاعرهم الدينية وفرغوا عقولهم من أي حلول أخرى لدفع الوطن للأمام ، وساعد على ذلك أن التيار الليبرالي اهتم فقط بالنخبة المثقفة وليس بجموع الشعب، وكان حديثهم في الصالونات المغلقة التي يعبأ جوها بدخان السجائر ، وقد ابتعدوا بشكل عنصري عن عامة المصريين . وبخصوص الإنتخابات، رأى الأسواني أنها لم يتم تزويرها كسابقاتها ولكنها لم تكن عادلة، وقال أنه تم شراء الأصوات بالفكر والتأثير، وليس بالطريقة التقليدية بفض صناديق الانتخاب و سرقتها، واعتبر أن ذلك جريمة يجب أن يعاقب مرتكبها ، وهنا قاطعه أحد الحضور بقوله أنه لا يمكن أن يوجد نص قانوني يجرم التأثير، وأن الإنتخابات نفسها عبارة عن عملية إقناع من جانب المرشحين، ولا عيب في ذلك . وهنا انتقل الأسواني لموضوع تمويل الأحزاب من الخارج، واتهم جماعة الإخوان بتوزيع ألف اسطوانة بوتاجاز في قرية واحدة، وواصل حديثه بالقول أن المجلس العسكري خيرنا بينه وبين الإسلاميين ، كما فعل الرئيس المخلوع مبارك ، حينما خيرنا بينه وبين الفوضى. وقال الأسواني : الإسلاميون وخاصة الإخوان وسيلة فى يد المجلس العسكرى للإرهاب و وسيلة لإيجاد سبب قوى لبقائه فى السلطة ، وقال بوجود مؤامرة لا يمكن تجاهلها وهي التي أدت لصعود السلفيين والإخوان بالبرلمان، واصفا إياهم بالجبهة الواحدة ضد الثورة . وهنا اعترضه أحد الحضور بقوله أنه لا يملك دليلا على وجود مؤامرة بالفعل، وأن حديثه متناقض ، فتارة يقول بمؤامرة وتارة يقول أن الإسلاميين لهم وجود قوي بالشارع . كما اعترض بعض الحضور على ضياع كثير من وقت الصالون لسماع شهادات "غير موثقة" لمصريين يقولون أنهم شاهدوا منتقبات وملتحين يدعون لمرشحين بعينهم داخل اللجان. وهنا صعد أحد المنتمين للتيار الإسلامي السلفي وقال : جميعنا يريد تولية من يصلح حال مصر، وقد اختار الشعب بأغلبيته التيار الإسلامي، ولم ينجح من التيار الآخر الليبرالي سوى أسماء معدودة مثل عمرو حمزاوي، وأنا أؤيده ولا أجد مانع في وجوده لأنه يريد الديمقراطية الملتزمة. وهو ما اعترض عليه الأسواني، مصرا على أن الإنتخابات لم تكن عادلة، ومصرا على أن الفصيل الإسلامي حماه المجلس العسكري بشكل غير شرعي، لأنه يمثل فقط سلطة انتقالية، ولا يجوز أن يؤيد فصيل بعينه ، ولكنه يريد البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة، والتيار المحافظ سيعينه على ذلك، ويحقق ذلك مصلحة أخرى وهي الخروج الآمن للمجلس العسكري إذا ما صعد تيار المحافظين للحكم .