أثار حادث الهجوم المسلح على متحف اللوفر والذي وقع مساء أمس الجمعة التخوف لدي الفرنسين من تجدد الأعمال الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس خلال السنوات القليلة الماضية . وكان شخص قد هاجم قوات الأمن الفرنسية المتواجدة امام المتحف الباريسي بسلاحا أبيضا وتصددت القوات له بإطلاق النار عليه، مما أدي إلي إصابته بإصابات خطيرة ، و أشتبهت السلطات الفرنسية في أن يكون مرتكب الحادث مصري الجنسية ويبلغ من العمر 29 عاما. وقال المدعي العام الفرنسي مولاينس في تصريحات له أمس إن تم معرفة بيانات المتهم من خلال هاتفه المحمول ، كما تم العثور على جواز سفره أثناء مداهمة الشقة التي أستأجرها في الدائرة الثامنة بباريس قرب "الشانزليزيه"، مضيفا أنه لم يتم تحديد هوية المشتبه به وما إذا كان الحادث فرديا أم لا. وأضاف أن المتهم هاجم الجنود وهو يحمل سكنيا كبيرا ويهتف "الله أكبر"، فقاموا بإطلاق النيران عليه مشيرا إلي أن الحادث أسفر عن إصابة مرتكبيه بطلقات نارية في البطن وجروح طفيفة في الرأس، بالإضافة إلي إصابة أحد الجنود بجروح طفيفة. وأعلن أن مرتكب الحادث يتلقى العلاج بأحد المستشفيات وهو في حالة خطيرة ،موكدا أنه كان يحمل "حقيبة ظهر" بها عبوات رش طلاء ونافيا وجود أي متفجرات بها. وفي السياق نفسه كشف المتحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية الجمعة عن توقيف شخص ثان للاشتباه في صلته بالهجوم على المتحف، مشددا على ضرورة التريث حتى تتأكد صلته بالهجوم. فيما أشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في تصريحات صحفية برد فعل الجنود، قائلا: "لقد منعوا هجوما ذو طبيعة إرهابية دون شك." كما حذر رئيس الوزراء الفرنسي برنارد كازنوف من ما اعتبره" تهديدات حقيقة في الظرف الحالي." وتشهد فرنسا حالة طوارئ منذ الاعتداءات التي جرت في نوفمبر 2015 حيث أسفرت عن سقوط 130 قتيلا بالعاصمة الفرنسية. كما يقوم الجيش الفرنسي بتأمين الشوارع والأماكن العامة. وتشير العديد من أصابع الاتهام ضد تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي بارتكاب الأحداث الأخيرة في فرنسا ردا علي العمليات العسكرية الفرنسية ضد بعض قواعدهم بالشرق الأوسط. على حين كشفت صحيفة "لوفيجاور" الفرنسية اليوم السبت أن مهاجم متحف اللوفر عبدالله الهمامي كان يستأجر شقة في حي الشانزليه الراقي بالعاصمة باريس (الدائرة الثامنة) ، وأنه عثر بداخلها على جواز سفر مصري يحمل تأشيرتي دخول إلى تركيا في العام 2015 . ونقلت الصحيفة عن المحققين الفرنسيين قولهم "إنه عثر بالشقة التي استأجرها الهمامي بمبلغ 1700 يورو في الأسبوع على مبلغ آخر قدره 965 يورو إضافة إلى الفاتورة التي تم بمقتضاها شراء الساطورين اللذين عثرا بحوزته لحظة اعتدائه على الجنود المكلفين بحراسة متحف اللوفر أمس الجمعة" إضافة إلى جهاز (تابلت أي باد). ووفقا للصحيفة الفرنسية فقد دخل مهاجم متحف اللوفر الهمامي إلى فرنسا يوم 26 يناير الماضي بتأشيرة دخول سياحية صادرة من الإمارات لمدة شهر (20 يناير إلى 20 فبراير 2017 ) فيما كان من المقرر أن يغادر فرنسا يوم 5 فبراير الجاري. وكان المئات من الزوار داخل متحف اللوفر وقت وقوع الحادث، وهو المتحف الذي يضم العديد من الأعمال الفنية الشهيرة بما في ذلك لوحة الموناليزا. ورغم أن اللوفر مازال يحظى بشعبية كبيرة، فإنه يعاني انخفاضا في أعداد الزائرين وسط مخاوف من هجوم من قبل المتشددين. وجدير بالذكر أن فرنسا كانت قد وضعت منظومة أمنية بمشاركة القوات المسلحة والداخلية يطلق عليها سانتينال (أي حراسة) وهي تتألف من 10 آلاف من رجال القوات المسلحة والأمن وهي تهدف إلى الوقاية والحماية والردع.