الزيارة التي قام بها وفد سعودي رفيع المستوى إلى إثيوبيا وكذا التغريدة المنسوبة خطأً إلى مسئول قطري يعمق الخلافات بين مصر والدول الخليجية. هكذا استهلت صحيفة "ميدل إيست أي" البريطانية تقريرًا سلطت فيه الضوء ردود الفعل الغاضبة التي سادت الأوساط الإعلامية تجاه الزيارة السعودية المثيرة للجدل التي قام بها وفد سعودي ل إثيوبيا، وشكوك مصر في احتمالية مساهمة الرياض في بناء مشروع سد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة بشدة لكونه يضرّ بأمنها القومي. وتطرق التقرير أيضًا إلى استمرار تدهور العلاقات بين مصر وقطر، ما ينذر بإيصال العلاقات المصرية الخليجية إلى طريق مسدود. انتقدت وسائل الإعلام المصرية الزيارة التي قام بها وفد سعودي رفيع المستوى إلى سد النهضة الإثيوبي خلال رحلته القصيرة لإثيوبيا الجمعة الماضية. وقال خبراء إن قرار الرياض بزيارة سد النهضة الإثيوبي يجيء كردّ فعل انتقامي تجاه مصر والذي من الممكن أن يزيد حدة التوترات بين البلدين. وزار أحمد الخطيب، كبير مستشاري الديوان الملكي للمملكة العربية السعودية ورئيس مجلس إدارة صندوق التنمية السعودي موقع بناء السد، وعقد مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايله مريم ديساليجنه ومسئولين آخرين حول تفاصيل المشروع. وتجيء زيارة الخطيب للبلد الإفريقي في أعقاب زيارة أخرى قام بها وزير الزراعة السعودي ل أديس أبابا الأسبوع الماضي، لتكون بذلك الزيارة الثانية من مسئول سعودي لنفس البلد في أقل من أسبوع. وطالب الإعلامي المصري محمد علي خير الرياض ب"إعادة مراجعة سياساتها قبل أن تلوم نفسها على ما سيحدث." وأضاف خير في تصريحات متلفزة:" مصر ليست مضطرة للاستمرار في احتواء ردود أفعالها تجاه المملكة العربية السعودية... وأي تدخل سعودي في مشروع سد النهضة يعكس ضمنيًا تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصر." واتهم خير صانعي السياسات في السعودية بأنهم "هواة" تسببوا في انهيار العلاقات الثنائية بين البلدين بسبب هذه الزيارة. الإعلامي أحمد موسى المحسوب على الحكومة هدّد هو الآخر السعودية ودول الخليج من مغبة الاستثمار في إثيوبيا، وإلا ستخر هذه الدول استثماراتها في النيل. وعلق الإعلامي، سعيد حساسين، ببرنامجه الذي يبث على قناة العاصمة بالقول: "هذه ليست المرة الأولى، هذه الزيارة السعودية الثانية خلال الأسبوع، حيث كانت الزيارة الأولى لوزير الزراعة السعودي، عبد الرحمن الفضلي، وفي الحقيقة عندما قرأت هذا الكلام لم أرتح." من جهته قال الإعلامي أحمد سالم في برنامجه الذي يبث على قناة القاهرة والناس: "نحن لسنا ضد الزيارة أبدًا، ولكننا ضد طريقة الكيد في التعاملات، خاصة عندما تكون بين أشقاء كبار في المنطقة وتربطهم علاقات المفترض أنها قوية وتاريخية وأي عاقل ومتابع للمشهد الحالي بين الرياضوالقاهرة أكيد سيعرف عمق الخلاف بين مصر والسعودية.." الزيارة السعودية ل إثيوبيا أثارت أيضا غضب عديد من الشخصيات الأكاديمية في مقدمتهم طارق فهمي، محاضر في الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، والذي حذر في تصريحات متلفزة على فضائية "صدى البلد" الخاصة السبت الماضي من أنَّ صبر القاهرة أوشك على النفاد، وأنها لم تعد تقبل أي تدخلات تضر بأمنها القومي. وتابع: "مصر لديها أوراق كثيرة للضغط على الرياض، والتي لم تستخدمها بعد." من جهته، رأى المحلل السياسي حسن نافعة، في تصريحات لصحيفة "ديلي نيوز إيجيبت" أن زيارة الوفد السعودي ل إثيوبيا ما هي سوى رسالة من السعودية مفادها أن بمقدورها التحالف مع أي أحد حال لم تتجاوب القاهرة مع السياسة الخارجية للرياض. وأردف نافعة بأن الزيارة ستزيد على الأرجح التوترات في العلاقات المصرية السعودية، مشددا على أن القاهرة لن تتساهل أبدا مع أي دعم سعودي لمشروع بناء سد النهضة. ووصل التوافق بين مصر والسعودية ذروته بعد ال 3 من يوليو 2013، بعدما تبنى العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز لكل السياسات التي يتبعها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خاصة فيما يتعلق بفكرة المواجهة الاستئصالية لتيار الإسلام السياسي وعلى رأسه جماعة الإخوان. وبدأت التوترات بين القاهرةوالرياض من خلال التراشق الإعلامي بين إعلاميين سعوديين ومصريين، وذلك بعد تصويت القاهرة في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الروسي حول سوريا في أكتوبر الماضي. العلاقات المصرية القطرية تنهار وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات المصرية السعودية مرحلة من التوتر، تواجه العلاقات بين مصر وقطر أيضًا المأزومة في الأصل سلسلة جديدة من العقبات. وزاد التوتر بين القاهرةوالدوحة تداولت العديد من المواقع الإخبارية مؤخرًا خبرًا عن منع استقدام العمالة المصرية إلى دولة قطر حيث نسبوا الخبر إلى "سلطان بن راشد الخاطر" وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة القطري". وبمراجعة حساب الشخص المذكور وُجد شخص يدعى "بن راشد آل خاطر" وهو مواطن قطري عادي؛ حيث تبين أنه هو الذي كتب تغريدة عن منع استقدام العمالة المصرية . وفي نفس الوقت، انتقد الإعلامي جابر القرموطي تداول هذا الخبر واصفًا إياه بأنه "قلم على قفا الإعلام المصري". حسب تعبيره. وساءت العلاقات المصرية القطرية في أعقاب عزل المؤسسة العسكرية في مصر الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في ال 3 من يوليو 2013. ولطالما اتهمت القاهرةالدوحة باستغلال شبكة الجزيرة القطرية في تشويه صورة النظام .