في غياب مشاهير ورموز الثقافة والسياسة، شُيعت ظهر اليوم من مسجد السيدة نفيسة، جنازة الكاتب الكبير أحمد بهجت الذي وافته المنية أمس الأحد عن عمر يناهز 79 عاما . وحرص على مرافقة الكاتب الراحل حتى مثواه الأخير الكاتب الصحفي صلاح منتصر وإبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق، والكاتب سلامة أحمد سلامة، وحضر من الفنانين محمود ياسين، خالد جلال، طارق النهرى . وصف الشاعر والناقد شعبان يوسف الراحل أحمد بهجت بأنه أحد شرفاء الصحافة المصرية، قائلاً ل"محيط" أن المقال الذي حرص الراحل على كتابته بعنوان "صندوق الدنيا" باب ذكي ومهم، ميّز صحيفة "الأهرام" حتى أن كثير من القراء كانوا يحرصون على شراء الصحيفة بسبب كتابة الراحل. بالإضافة إلى مقاله المميز، كان كثير من أعماله يتميز بالطرافة مثل "مذكرات صائم"، و"مذكرات زوج" . وطالب يوسف أسرته بالعكوف على جمع مقالات الراحل وتحقيقاته القديمة التي نشرها في الصحف سابقاً، وإعادة نشرها مؤكداً أن الراحل كان أحد الوجوه المتميزة في الصحافة المصرية وبالتحديد في الستينيات. كما لفت إلى أن أحمد بهجت رغم نزاهته إلا أنه ظًلم من وسائل الإعلام التي لم تسلط عليه الضوء بما يكفي، نظراً لأنه لم يحترف الترويج لنفسه، واعتمد على رشاقة قلمه الذي لم يكن شفيعاً كافياً له، كان الراحل يتميز بالوسطية فلم يكن متطرفاً، وكان مع إعطاء الحرية لكل تعبير. من جانبه أعرب الكاتب الشاب محمد فتحي عن خسارته لبهجت الذي يعد نموذجاً لكاتب متعدد المواهب، يجذبك إلى جمال الصوفية، فهو متعدد القدرات، يملك القدرة على جعلك تضحك من فرط السخرية، خاصة في كتاباته الأولى، وبالتحديد كتابه "تحتمس 400 بشرطة"، وكتاب "صائمون والله أعلم"، كما أنه كاتب قصة قصيرة من طراز رفيع. يواصل فتحي: الراحل بهجت له مجموعة بديعة بعنوان "ثانية واحدة من الحب"، كذلك تميز في الكتابات الدينية وأقربهم إلى نفسي كتاب "قصص الحيوان في القرآن"، و"قصص الأنبياء"، حيث جعلنا ننتقل من مجرد سماع قصص الأنبياء من أبائنا إلى مرحلة قراءتها، بسهولة وعمق، فقد كان يستعين بمراجع كثيرة ويبسطها بأسلوبه. كذلك كان كاتب مقال متميز، ويعد نموذجاً للكاتب متعدد المواهب والقدرات، كاشفاً أن الأشعار التي ضمها كتابه "تحتمس 400 بشرطة" كانت لابنه محمد بهجت، الذي أصر والده على عدم إعلان ذلك حينها. وأكد أن سر عبقرية الراحل تكمن في قلمه القوي، مشيراً إلى أنه تعلم منه أن الكاتب المتميز هو الذي يستطيع أن يضحكك ويبكيك، كما أن الراحل كان عبقرياً في النفاذ إلى أعماق النفس الإنسانية. وعبّر الكاتب صلاح منتصر عن حزنه الشديد على صديق عمره الذى كانت له كتابات متميزة, بينما ذكر إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق أن الفقيد أثرى المكتبة العربية بإبداعاته وكتبه فى الأدب والدين وكذلك كتب الأطفال؛ كما أعلن المعلم عن نية دار الشروق فى نشر كتاب تذكارى لتأبين الكاتب الراحل أحمد بهجت.