الكاتب الكبير أحمد بهجت الذي نحتفل اليوم, كأسرة في الأهرام,كقراء وتلاميذ له,بعيد ميلاده الثامن والسبعين أمد الله في عمره. شرفتني الاستاذة آمال بكير بأن أنوب عن الزملاء في تهنئته والاشارة إلي الجانب المسرحي في كتاباته وربما لايعرف الكثيرون أن الاستاذ أحمد بهجت بدأ مشواره الأدبي كقاص وناقد مسرحي لكن طغت نجاحاته في الكتابة الدينية وفي الأدب الساخر علي باقي أوجه نشاطه الابداعي وصعد إلي صدارة أعماله: كتب أنبياء الله, الله في العقيدة الإسلامية, قصص الحيوان في القرآن, بحار الحب عند الصوفية, وكتب أخري ذات طابع اجتماعي ساخر مثل مذكرات زوج, مذكرات صائم, صائمون والله أعلم, صندوق الدنيا وغيرها كانت بدايته بكتابة القصة القصيرة متأثرا بأسلوب الكاتب الروسي الكبير انطون تشيكوف ومازال فوق مكتبه تمثال لتشيكوف بجوار صورة والده مدرس اللغة الانجليزية محمد أفندي بهجت, وقد جمع كاتبنا عددا من قصصه القصيرة في كتاب حمل عنوان ثانية واحدة من الحب أما المسرح فله مقالات عديدة في مجلة المسرح ومجلة الجيل الجديد وغيرها من الإصدارات ويذكر المخرج الكبير أحمد زكي أنه لا ينسي المقال النقدي الذي كتبه أحمد بهجت عن مسرحيته الغول التي يعتبرها عملا ابداعيا موازيا للعرض المسرحي كما أذكر دراسة لاستاذنا أحمد بهجت عن الفكر الثوري وتأثيره علي عدد من كتاب المسرح المصري وصدرت هذه الدراسة في أحد اعداد مجلة المسرح قبل ما يقرب من خمسين عاما, كما اجري أحمد بهجت عددا من الحوارات الصحفية مع بعض أعلام ورواد المسرح المصري وعلي رأسهم الأستاذ توفيق الحكيم والكاتب المبدع بديع خيري ويذكر الاستاذ بهجت في إحدي جلساته الخاصة مع الاصدقاء أنه كان في شبابه يعد برنامجا للإذاعة المصرية وطلب حضور الكاتب بديع خيري ليتحدث عن زميل رحلته الموسيقار الراحل زكريا أحمد وفوجئ بحضور بديع خيري مستندا علي عكازين وفي حالة صحية متأخرة بسبب أزمة سكر فاجأته قبل التسجيل لكنها لم تمنعه من الخروج واداء واجبه نحو زميل وفنان راحل وبرغم سلاسة لغة الحوار في أدب أحمد بهجت وعمق التأمل وبساطة الأسلوب فإنه لم يحاول مرة أن يكتب للمسرح بينما قدم للسينما المصرية ثلاثة أفلام حوار البؤساء عن قصة فيكتور هوجو ولعب بطولته الفنان فريد شوقي وأمرأة من القاهرة بطولة محمود ياسين وماجدة الخطيب وأخيرا أيام السادات بطولة أحمد زكي والذي نال عنه تكريما خاصا من الرئيس حسني مبارك ضمن مجموعة عمل هذا الفيلم, بالاضافة لأعمال درامية كثيرة بالإذاعة والتليفزيون ولكنه اكتفي مع فن المسرح بالنقد والتأمل.