يقول الدكتور زغلول النجار أن حديث النبي "ص"الذي قال فيه "كانت الكعبة جشعة علي الماء فدحيت منها الأرض" (رواه الزمخشري) يبين حقيقة نشأة اليابسة علي الأرض، والخشعة هي الهضبة الصغيرة، ظل العلماء مندهشين من هذا الحديث إلي أن جاء العلم في القرن العشرين ليؤكد أن الكعبة في احدي مراحل نشأتها كانت مغمورة بالماء غمرا كاملا من جميع الجهات، ولم تكون هناك يابسة علي الاطلاق، فشاء الله أن تحدث صدوع بعميقة الأرض أخرجت معها أطنان من الحمم البركانية التي غطت سطح هذا المحيط المائي مكونة سلسلة من الجبال الضخمة ومع شدة انبعاث الحمم ظهرت قمة من الأرض مرتفعة عن باقي المحيط بها وكانت تلك أول قطعة يابسة تعرف علي الأرض ومع استمرار التدفق البركاني ظلت هذه القطعة اليابسة في الإتساع إلي أن كونت قارة كاملة. ومع استمرار الصدوع المتتالية لتلك القارة ،انقسمت تلك القارة الواحدة إلي أجزاء مختلفة مكونة القارات التي نعرفها الآن، أما الدحو في اللغة لايعني التكوين إنما هو المد والبسط والإلقاء وهو وصف دقيق لثورة البركان، هذه الظاهرة تحدث عنها النبي في حديثه بدقة متناهية. والحديث يشير إلي عدة حقائق أولها أن الأرض بدأت بمحيط غامر بالماء، لم يكن عليها يابسة علي الإطلاق بل اكتسبتها بالتدريج، وهي حقيقة علمية أثبتتها البحوث العلمية الجيولوجية التي أجريت في العقود المتأخرة من القرن العشرين. ثانيها أن الأرض كانت مغمورة بالماء وتكونت بفعل البراكين حيث أثبتت الدراسات الجيولوجية أن كل صخرة علي الأرض تكونت بفعل البراكين العنيفة، ثالثا أن الكعبة مركز الكرة الأرضية وأثبت هذه الحقيقة العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين رحمه الله حيث طلب منه تحديد القبلة إلي مكةالمكرمة من مختلف أنحاء العالم وقد رسم مسار التوجه الي الكعبة من أكبر مدن العالم علي خريطة مسطحة للأرض فاكتشف توسط الكعبة للكرة الأرضية وأنها مركز الأرض في بداية تكوينها فنشر مقالا عن ذلك مستخدما أدلته العقلية والحسابية. ومن عجيب ما اكتشفه الدكتور حسين أن خط طول مكة هو الوحيد المتجه الي الشمال الحقيقي والجنوب الحقيقي الذي يحدد بالنجم القطبي، فكل نقطة علي الأرض لها شمال حقيقي وشمال مغنطيسي والأخير الذي يحدد بالبوصلة حيث ينحرف أحدهما عن الآخر بوجود انحراف ما، إلا خط طول مكة فهو يستوي عنده الشمالين الحقيقي والمغنطيسي ولا يوجد عنده أدني قدر من الإنحراف المغنطيسي.