صدر مؤخرا للكاتب البريطاني كريغ شيرلي كتابا بعنوان "ديسمبر 1941: 31 يوما غيرت أميركا وانقذت العالم" ووفق صحيفة "القدس" اللندنية، يدعي الكتاب أن الرئيس الاميركي فرانك روزفيلت أبلغ بقيام اليابانيين بالتجسس على قدرات الولاياتالمتحدة العسكرية لكنه لم يتخذ أي قرارات مهمة بناء على المعلومات التي قدمت إليه والتي من الممكن الاستنتاج منها أن اليابان كانت تعد لهجوم على الولاياتالمتحدة. وقد نشرت صحيفة "ذي تايمز" اللندنية تقريراً عن هذا الموضوع اليوم الاربعاء هذا نصه: "الهجوم المفاجئ على بيرل هاربر الذي شنته قاذفات قنابل يابانية في مثل هذا اليوم قبل 70 عاما كان نتيجة لواحد من أسوا الأخطاء الاستخبارية في التاريخ الاميركي، وأدى إلى تعرض الاسطول الأميركي في المحيط الهادئ لمباغتة تامة. وهذه هي الرواية المقبولة وراء الضربة الكارثية على القاعدة البحرية الأميركية في هاواي والتي شنتها 353 طائرة يابانية انطلقت من ست حاملات، واسفرت عن قتل 2402 أميركيا وجرح 1282 آخرين وإغراق أو إعطاب 16 سفينة حربية، بينها ثماني سفن قتالية وتدمير 188 طائرة. وقبل ثلاثة أيام من الهجوم الذي وقع صباح 7 كانون الأول (ديسمبر) 1941، وصلت إلى طاولة روزفلت مذكرة من 26 صفحة صادرة عن مكتب استخبارات البحرية الأميركية. وحذرت المذكرة من أن اليابانيين منهمكون في عملية استخبارية مكثفة لتحديد حجم القوة العسكرية الاميركية، "ويهتمون بشكل خاص بالساحل الغربي، وقناة بناما وجزر هاواي". ورفعت السرية عن المذكرة لكنها ظلت مهملة طيلة السنوات الماضية. والمذكرة السرية المؤرخة يوم 4 كانون الأول (ديسمبر) أعدها قسم مكافحة التخريب في مكتب الاستخبارات البحرية. ولاحظت المذكرة "حركة برقيات واتصالات لاسلكية ورسائل بين وزارة البحرية اليابانية في طوكيو" والملحقين البحريين في الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك واروروبا. وكشفت المذكرة أن "هناك دلائل قوية بأن مكتب الملحق البحري الياباني في واشنطن يشغّل جهاز إرسال واستقبال على الموجة القصيرة تم تمويهه على أنه "محطة هواة" وان الجهاز مرتبط بمحطات استقبال عديدة من المعروف ان اليابانيين يشغلونها في الساحل الغربي وفي هاواي". وفي ذلك الحين كان روزفلت يحاول تشجيع اليابانيين على التفاوض من اجل السلام، وكان تركيز السياسة الخارجية الأميركية منصبا على ممارسة ضغط دبلوماسي على طوكيو. ومع ذلك فقد حذر مكتب استخبارات البحرية ضمن استنتاجاته الرئيس بأنه خلال الأسبوع الأول من ديسمبر فإن "هناك موجة خروج واسعة النطاق يقوم بها اليابانيون المقيمون في الولاياتالمتحدة". واعترف المؤلف بان تقارير الاستخبارات في ذلك الحين كانت مجرد تحذيرات عامة. ولكن على الرغم من ذلك فقد كان الاسطول الياباني قادرا على الإبحار قرب هاواي من دون أن يرصده أحد. وفي اليوم نفسه الذي وقع فيه الهجوم على بيرل هاربر، ضربت القوات اليابانية الفيليبين وجزيرة غوام وماليزيا وجزر ميدواي والويك. واعترف ونستون تشرتشل بارتياح: "اخيرا اجبرت الولاياتالمتحدة على دخول الحرب ضد قوى المحور". والحقيقة أنه في يوم 8 كانون الاول (ديسمبر) 1941، اليوم الذي تلا الهجوم على بيرل هاربر، أعلن روزفلت الحرب على اليابان فقط. وتطلب الأمر ثلاثة أيام أخرى، وصولا إلى يوم 11 كانون الاول (ديسمبر)، قبل ان يصدر اعلاناً مماثلا بالحرب على المانيا وإيطاليا، أي بعد أن أعلنت دولتا المحور أنهما في حالة حرب مع الولاياتالمتحدة".