هى العملية (زد) كما كان أطلق عليها مقر الإمبراطورية العامة اليابانية وهى غارة جوية نفذتها البحرية اليابانية بصورة مباغتة (فى مثل هذا اليوم 7 ديسمبر 1941) على الأسطول الأمريكى فى قاعدته البحرية فى ميناء بيرل هاربر بجزر هاواى، الأمر الذى أرغم الولاياتالمتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية. وارتكابها عملاً عسكرياً لا إنسانياً، وكانت تلك الضربة بالنسبة لليابانيين بمثابة إجراء وقائى لكى يظل الأسطول الأمريكى فى المحيط الهادى، بعيداً عن الحرب، التى كانت تخطط اليابان لشنِّها فى جنوب شرق آسيا ضد بريطانيا وهولندا وأمريكا، وقد جاء الهجوم الجوى اليابانى على موجتين بمجموع 353 طائرة يابانية انطلقت من ست حاملات يابانية للطائرات إضافة إلى عدة غواصات قزمية لضرب الأسطول الأمريكى، ومما تمخض الهجوم عن اغراق أربعة بوارج حربية أمريكية وثلاث مدمِّرات وتدمير 188 طائرة. ومقتل 4022 شخصاً وإصابة 2821 جريحا بينما كانت الخسائر اليابانية ضئيلة، فقد دُمِّرت 29 طائرة وأربع غواصات قزمة، وكانت طبيعة الهجمة الفجائية سبباً فى تغيير الرأى العام الأمريكى من الموقف الانعزالى إلى دعم المشاركة المباشرة فى الحرب. وكانت الضربة تهدف إلى إبطال تأثير الأسطول الأمريكى فى المحيط الهادِئ، وبالتالى حماية تقدم اليابان فى ملايا البريطانية وجزر الهند الشرقية الهولندية، حيث سعت اليابان إلى الحصول على الموارد الطبيعية مثل النفط والمطَّاط. وقد بدأ التوتر يتصاعد بين البلدين خلال الثلاثينيات، مع توسع اليابان فى منشوريا والهند الصينية الذى استقبلته الولاياتالمتحدة ودول أخرى بفرض عقوبات على اليابانيين. وفى عام 1940، أوقفت الولاياتالمتحدة شحنات الطائرات، وقطع الغيار، والمعدات الآلية، ووقود الطيران استناداً لقانون الرقابة على الصادرات واعتبرت اليابان ذلك عملاً عدوانياً ثم أوقفت أمريكا صادرات النفط إلى اليابان، وفى صيف عام 1941 نقل الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت أسطول المحيط الهادئ إلى هاواى وأمر بزيادة القوات العسكرية فى الفلبين على أمل إحباط أى عدوان يابانى فى الشرق الأقصى، والجدير بالذكر أن هناك أكثر من فيلم أمريكى حول هذه الواقعة بين ماهو روائى ووثائقى.