هاجمت اليابان السفن الحربية الأمريكية ب «الكاميكاز»

يابان الحلم والدقة والأناقة، آية من آيات جميل صنع الله فى خلقه.
كل شىء فيها مزخرف: الزهور، الطيور، الفراش، وروائح عطرية تسربت من جنات عدن، وورود سخية الألوان.
وفتيات يشبهن الدمى بضفائرهن الطويلة وأقدامهن الصغيرة، وتقاليد مرعيّة عمرها آلاف الأعوام.
وهناك يابان الهول والنار والدمار، يابان العزلة الجغرافية والتنّين الأسطورى النائم منذ ألف عام!!.
فى القرن السادس عشر وصل تجّار إسبانيا والبرتغال وهولندا، وفى أعقابهم المبشرون، التنين فتح عينه مرتابا وأمرهم بالانصراف، اعتبروا التبشير طلائع غزو عسكرى فقطعوا صلتهم بالعالم الخارجى، وعاد التنين يواصل سباته قرنين ونصف القرن. البحرية الأمريكية أيقظت التنين بالمدافع حين اقتحمت البلاد لتنهى عزلة دامت آلاف السنين!!.
اليابان فى لغتها الأصلية تعنى منبع الشمس، والشمس لها وجهان: وجه مشرق يتدفأ به القاطنون على الأرض، ووجه لاهب يصطلى به المغامرون بالاقتراب.
المحيط الهادى لم يعد يتسع للاثنين. فى الحرب العالمية الثانية هاجموا القاعدة البحرية الأمريكية فى بيرل هاربر عام 1941. بعدها دخلت الولايات المتحدة الأمريكية بعنفوان قارة تملك موارد بلا حدود. حينما بدأ التوازن فى المحيط الهادى يميل لمصلحة الأمريكان، ووصلت العسكرية اليابانية إلى وضع ميؤوس منه. وقتها فقط بدأ (الكاميكاز).
الكاميكاز فى اللغة اليابانية يعنى عاصفة النار، الرياح المقدسة التى تقف فى صف اليابانيين. فى نهاية الحرب العالمية الثانية استخدموا الجنود الانتحاريين فى ضرب الأسطول الأمريكى، يتجه الطيّار اليابانى بطائرته المحملة بالذخائر إلى سفن الأسطول الأمريكى لا ليقصفها وإنما ليصطدم بها، ويتجه الجنود بزوارق ملغمة إلى بطون السفن الحربية لينفجروا معها.
التنين الأسطورى لم تسكته إلا القنابل النووية، والدستور اليابانى تغيّر حتى لا يكون كاميكاز. اليابانيون تظاهروا بالموافقة وفى نيتهم أن يتحولوا إلى كاميكاز جديد: كاميكاز العلم والعقل والحضارة.
درس بليغ أعطوه لنا وللعالم أجمع: الله سبحانه وتعالى منحنا عقلاً لو استخدمناه بشكل جيد لتفوق على جميع الكاميكاز.