ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتصر حقا على محاولة الانقلاب العسكري التي كانت تهدف للإطاحة بحكومته، ولكن مصير بلده برمتها مازال مجهولا. وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - إن أفراد القوات المسلحة التركية، الذين كانوا يوما حماة المبادئ العلمانية للدولة وأصحاب ثلاثة انقلابات حدثت خلال القرن الماضي، يجرى حاليا القبض عليهم والزج بهم في السجن، بينما يتعرض أعداء أردوغان الآخرين لأشكال عديدة من العقاب، منها على سبيل المثال منعهم من العمل في الجهاز الإداري للدولة. وأضافت أنه في الزاوية الأخرى من المشهد التركي، نزل الإسلاميون المؤيدون لأردوغان إلى الشوارع للرقص والاحتفال بانتصاره على أعدائه. وأشارت الصحيفة الى أنه مع وأد هذا الانقلاب تم الزج بما يقرب من 6 آلاف شخصية عسكرية إلى السجن، فيما يتم تشييع جنازة نحو 265 شخصا لقوا حتفهم جراء الاشتباكات التي شهدتها تركيا يوم الجمعة الماضية. وتساءلت (نيويورك تايمز) "هل غدا أردوغان أكثر قوة بعد إفشاله لهذا الانقلاب، أم إنه لا يعدو الآن سوى قائد ضعيف عليه احتواء معارضيه حتى يستمر في منصبه". وقالت إن "شريحة كبيرة داخل المجتمع التركي، تشمل هؤلاء الذين اعترضوا بشدة على أداء حكومة أردوغان، نزلت للاعتراض على الانقلاب العسكري، كونه يعد فقط خرقا للديمقراطية، وعلى أمل أن ينتهز أردوغان الفرصة للتواصل مع مختلف الأطياف السياسية داخل تركيا ومحاولة توحيد البلاد". واعتبرت أنه مع مرور الأيام، تجلت حقيقة أنه بالنسبة لأردوغان وأتباعه من المحافظين الإسلاميين، فإن ما شهدته البلاد يعد فقط انتصارا لتيار الإسلام السياسي أكثر من كونه أي شئ أخر. وأضافت "أنه بينما عارض الليبراليون والعلمانيون بشكل عام الانقلاب العسكري، نزل مؤيدو أردوغان إلى الشوارع وتجمعوا، صباح أمس، داخل مطار إسطنبول للتعبير عن رفضهم للانقلاب العسكري وللجيش بشكل عام، كما ظلوا يرددون في الغالب الشعارات الدينية والهتافات التي تدعم أردوغان، لا الديمقراطية نفسها".