بقلم / صلاح بديوي اليوم تتوجه شرائح واسعة من أبناء شعبنا العظيم في مصر، لاختيار ممثليها في مجلس الشعب، تحت حماية ورعاية خير أجناد الأرض، في انتخابات حرة تماما، ومن صناعة مصر. نتوقع أن تدرس في اكاديميات العالم المهتمة بالحريات، وذلك جراء نزاهتها، كما ستدرس في تلك الأكاديميات ثورة 25يناير المجيدة، التي فجرها وقادها طليعة عظيمة من أولادنا وبناتنا، الذين سيظلون في قلوبنا دومًا حتي نلقى الله سبحانه وتعالي.
يتوجب علي جماهير شعبنا التي انضمنت إلى شباب ثورتنا المجيدة ودعمتهم ووقفت الي جوارهم، كما يتوجب علي ابناء جيشنا الذين حموا تلك الثورة وانحازوا لها، وساهموا في نجاحها أن يضعوا هؤلاء الشباب في عيونهم.
ومن المهم هنا، أن نشير هنا إلي أن رصيد رجال قواتنا المسلحة، كان كبيرا في قلوب وعقول، وفي عيون أولادنا وبناتنا، كان كبيراً، منذ خرجت تلك القوات، واعلنت بوضوح انحيازها للثورة، وظل هذا الرصيد كبيرا، إلي أن فوجئ أولادنا وبناتنا الثوار، من بين عناصر تلك القوات، من يتطوع للكشف عن عذرية ثائرات منهن، وآخر يعتدي عليهم وعليهن بالضرب، ويحول أعدادا منهم إلى المحاكمات العسكرية، ثم تطور الأمر إلى الضرب بالرصاص الحي في سويدا القلب، والقتل والتعذيب، والدهس تحت عجلات السيارات، ثم الضرب بقنابل غاز مميتة.
كنا جميعا نتابع تلك الروايات غير مصدقين، حتي جاءت حوادث التحرير الأخيرة، وعرت ما فعلوه بحق شبابنا، ومن هنا انهارت في عيونهم أسطورة "الجيش والشعب إيد واحدة"، انهارت علي الأقل في رؤية الطرفين للموقف من مطالب الثورة.
وفي مشهد كوميدي، يثير السخرية والرثاء، ويتناسب بالفعل مع العباسية ومستشفاها أيضا، يطل علينا كل ليلة صاحب قناة قضائية، وهو يحاول حشد فلول النظام المنهار لدعم المجلس الاعلي للقوات المسلحة، وبشكل يسيء لهذا المجلس.
صاحب القناة هذا، سبق ان اشترى رسالة دكتوراة مزعومة، و يقول إنه حصل عليها تحت إشراف استاذ يهودي، وسبق له أيضًا أن زار "اسرائيل" مراراً، واستولي علي آلاف الأفدنة من أراضي الدولة في مدينة السادس من أكتوبر، استولي عليها، بعد أن قاد تظاهرات الحزب الوطني تأييداً للدكتور يوسف والي، وزير الزراعة الأسبق ونائب رئيس الوزراء والامين العام للحزب الوطني المنحل، المحبوس بالسجن حاليا في قضايا فساد، قاد تلك التظاهرات في عام 1999م، أمام محكمة جنوبالقاهرة، ضد عدد من الصحفيين بجريدة الشعب، الذين كانوا يقاومون "التطبيع مع إسرائيل" "والمبيدات المسرطنة، وأحالهم يوسف والي إلي محكمة عادل عبد السلام جمعة بجنوبالقاهرة، هذا المستشار الشهير بموالاة السلطة.
وكان الثمن حصول صاحب الفضائية، والذي كان معدما وقتها، علي تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية المستصلحة، مقابل ملاليم، وباعها بعد ذلك بالملايين.
ورأينا صاحب تلك الفضائية قبيل الثورة، يسبح بحمد حسني مبارك، ويسجد في محراب نجله جمال، ويقبل أيادي صفوت الشريف، وجاء الثمن ترشيحه في آخر مجلس شعب مزور، وفور الإطاحة بمبارك، ركب "موجة الثورة"، ونقل العطاء للمجلس العسكري، واستغل الفضائية ليجمع فلول أمن الدولة، والمخبرين، والحزب الوطني بالعباسية، لكي يرسو العطاء علي المجلس العسكري، محاولين الانتقام من الثوار، ولايزال المذكور يواصل حشد فلوله، بتأييد خفي من المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
وترددت أنباء أن رجال أعمال بالحزب الوطني المنحل يقومون بتمويل عمليات نقل الفلول بأتوبيسات مكيفة للعباسية والانفاق معهم للنيل من الثورة، ونتوقع أن يكون المذكور مثل الدببة التي تقتل صاحبها.
وفي مقابل هذا المشهد الذليل، يحتشد جانب من ثوار 25 يناير في ميدان التحرير وعدد من الميادين المصرية لليوم العاشر علي التوالي، من أجل المطالبة الفورية بتحقيق أهداف الثورة، وتسليم إدارة البلاد إلى حكومة إنقاذ وطني ثورية، من الممكن أن يضمنون من خلالها، تحقيق مطالب الثورة.
وعندما اختار لهم المجلس الأعلي للقوات المسلحة الدكتور كمال الجنزوري، وهو رجل يشهد له غالبية أبناء الوطن بالصلاح، رفضوه وأهانوه وتطاولوا عليه، ناهيك عن التطاولات على القوات المسلحة، وهي ممارسات مرفوضة تماما، خصوصا أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة تعهد بمحاسبة من أطلقوا الغازات السامة علي الثوار، وقتلوهم بدم بارد، وتعويض الضحايا، وإن كان الثوار بالفعل يحرصون علي مستقل مصر، فأطالبهم بالنزول إلى صناديق الانتخابات لحمايتها ممن تزين لهم أنفسهم تزويرها أو إلغاءها، عليهم أن ينتظروا تشكيل حكومة ثورية بعد الانتخابات.
والعبد لله، بصفته ممن مهدوا وخططوا لثورة 25 يناير المجيدة، عندما كان أولادنا وبناتنا في التحرير- ما زالوا بمراحل تعليمهم الأولية- وبصفته شاركهم التخطيط والتنظيم والحشد للثورة، منذ بدأنا معا علي شبكات التواصل الاجتماعي، ونزل معهم منذ اليوم الأول للثورة الي الميدان، وبات معهم في الميدان، نقول لهؤلاء الشباب: لا نريد كل من يطرحون أسماءهم لحكومة الإنقاذ أو للوزارة أو المجلس الرئاسي، لأننا نري أن خير من يسلم السلطة للشعب، هو المجلس الاعلي للقوات المسلحة، وجيشنا الذي هو أمين علي مصر.
وهنا أيضا أسجل رفضي لكل الحكومات والوزراء الذين اختارهم المجلس خلال الفترة التي أعقبت الثورة، لكونهم فلولا ولا علاقة لهم بالثورة.
وحتي لا يقول الصغار: إن مواقفنا متناقضة، محاولين أن يلعبوا علي الناس، نسجل هنا أن مواقفنا واضحة، ألا وهي أننا ضد سلبيات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكننا في الوقت ذاته مع إيجابياته، وننحاز له حتى النهاية لتسليم السلطة للمدنيين.
وكما قلنا مرارا فإن المجلس الاعلي للقوات المسلحة له وجهات نظر في اختيار المسئولين، تنطلق من رؤيته للصورة الخفية كاملة، علي العكس منا كثوار، فنحن نريد من يمتلك الإرادة السياسية، ليحقق لنا مطلب ثورتنا، وهو عنصر غير موجود بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يتطلع لإتمام إجراء الانتخابات الحرة وتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، تكون قادرة علي تنفيذ ما تبقي من أهداف الثورة، وتلبية أماني الشعب وطموحاته.
وفي انتظار انتهاء الانتخابات البرلمانية التي تنطلق اليوم، نتمني أن يختار شعبنا عناصر صالحة، تجعلنا كثوار نشعر بأن ما ضحي لأجله شهداء الوطن قد تحقق، وأن مصر المستقبل ستكون حرة مستقلة، ترفرف في سماها رايات العدالة.
ساعتها يمكن للمرء أن يلقى الله وهو مستريح؛ لأنه ترك لأولاده وبناته وطنا حرًّا، وهذه ثروة لا تقدر بثمن.