زوج حفيدة طه حسين يكشف إعادته النياشين الفرنسية بعد عدوان 56 الملك فاروق قال عن حسين أنه رجل المتاعب حسين هاجم اسماعيل صدقى و رفض تولى الوزارة فى عهد ناصر حسين دافع عن استقلال شمال أفريقيا و عروبة فلسطين طه حسين رسول الشرق والغرب قال د. أنور مغيث أنه شرف كبير بدأ ندوات معرض الكتاب بالحديث عن طه حسين ، شاكرا د. عبد الرشيد المحمودى لترجمة مخطوطات طه حسين الفرنسية و كشف النقاب عنها ، بينما عبر عن حزنه لعدم اهتمام جمهور المعرض بالندوات ، فلم يتعدى الحاضرين سوى عدد قليل . جاء ذلك خلال مناقشة كتاب " الأوراق المجهولة مخطوطات طه حسين الفرنسية " ترجمة د. عبد الرشيد المحمودى ، و الصادر عن المركز القومى للترجمة ، و أدار الندوة د. أنور مغيث مدير المركز . و قال د. عبد الرشيد المحمودى أن تلك المخطوطات بعضها منشور فى الصحف الفرنسية و العربية ، بينما هناك مخطوطات مكتوبة على الآلة الكاتبة و لم تنشر من قبل ، لترى تلك المخطوطات النور من خلال الكتاب ، الذى احتوى على النصوص الأصلية و ترجمتها بالإضافة للتعليقات و الشروح . و صنف المحمودى تلك النصوص لرئيسية و ثانوية ، مشيرا أن تلك النصوص ، منها نص وجهه للغرب عن قضايا الشرق الأوسط مركزا على قضية شمال أفريقيا و كان يشير للجزائر و سيطرة فرنسا عليها فى تلك الفترة و مشكلة فلسطين ، و قد حلت مشكلة الجزائر ، فيما لازالت فلسطين تعانى ، و تظل كتابات طه حسين عن فلسطين صالحة للقراءة ، لتكشف كذب ادعاء المتطرفين أنه لم يهتم بقضية فلسطين ، بينما أكد حسين على عروبتها و دافع عن قضيتها أمام الغرب . أما من ضمن الوثائق الثانوية ، يتحدث طه حسين على مصر تحت الحكم العثمانى ، و خضوعها لعقود طويلة تحت حكم الأجانب ، مفرقا بين من نهضوا بمصر و بين من عاثوا فيها فسادا . كما تضمنت دراسات هامة ، و قال المحمودى أن من أهمها ، دراسته عن جماليات القرآن الكريم من حيث فن التشكيل و شرحهها للغرب ، و مقدمته لكتاب الشفاء لابن سينا و تأثره بأبو العلاء المعرى و الذى ينعكس فى كتاباته ، كما اهتم بالفلسفة و كتابها و كتب عنهم ، و كتب عن المعتزلة ، و طالب المحمودى الباحثين بالاهتمام بالكتاب لما يحتويه من مخطوطات هامة . من جانبه قال د. محمود فهمى حجازى ، أن طه حسين أدرك دور الثقافة فى بناء الدولة و الوطن ، و اهتم بقضايا الفكر أكثر من قضايا السياسية ، و فى وقت عصيب خرج ليتحدث عن قضية استقلال شمال أفريقيا و قضية عروبة فلسطين ، و كل كتاباته تؤكد بقوة أن العلم و الثقافة ضمان القوة و الاستقلال ،و اهتم بقضية اللغة متحدثا عن اللغات الحديثة و اللغات الكلاسيكية ، و كان مثالا للمثقف الذى يحافظ على لغته الوطنية ، و قد اهتم أيضا بالتراث العربى ، مقدمته لكتاب الشفاء لابن سينا بطريقة علمية ، دليلا على ذلك ، مؤكدا أن ابن سينا عرف فكر فى كل مكان ، فالفكر لا يعرف الحواجز . كما عمل حسين على توضيح حقائق الإسلام و تقريبه للغرب ، و قال حسين ان القرآن يمثل رابطة حقيقية بين الأخلاق و الحياة مع الأديان الأخرى . و قال حجازى أنه كان حريصا على حضور ندوات طه حسين ، و أن أفكاره كانت ثابتة تؤكد على احترام الوطن و حرية الدين و حرية الفكر . و أشار فى حديثه عن عهد ثورة 1952 ، أن كل وزراء العهد الملكى تم ازدرائهم ما عدا طه حسين الذى درس لهم ما بين أعوام 54 و حتى 57 فيما تحدث د. كمال مغيث مثمنا انطلاق المعرض تحت عنوان " الثقافة فى المواجهة " فى ظل ما نعايشه من فساد و استبداد متمنيا أن تصبح الثقافة فى الوجه بدلا من الحل الأمنى . و قال مغيث أن طه حسين رفضه الجمهوريين لأنه يتنمى للعهد الملكى و الملكيين رفضوه لأنه ثائر على الملكية و بشر بالجمهورية ، و أصحاب السلطة و النفوذ رفضوه لكتابته عن " المعذبون فى الأرض " و الشعب أحيانا لما كان يثار عليه من نقد لعدم تعليم ابنته العربية و سفره كل صيف لفرنسا و لكن هكذا كان حال المثقفين ، كما رفضه اليساريين و الإسلاميين المحافظين . و أشار مغيث أن طه حسين عملة لوجهين و رسول الحضارة الغربية و الاستنارة فى الشرق ، و رسول للعربية و ثقافتها فى الغرب ،كما أكد أنه عرف باستقامة فكره ، و تجاوز الأدب للحديث عن الدستور و الديمقراطية و علاقة الشعب بالحكومة ، كما تجاوز السياسة للأدب و رعاية المعاهد و الفنون . و عندما تحدث طه حسين عن تخلف مصر فى عهد الخلافة العثمانية ، بعث له الوزير التركى جوابا يعاتبه ، قائلا لو مصر تخلفت تحت الحكم العثمانى فلماذا دول مثل تونس و المغرب و غيرهم لم يكونوا تحت الحكم العثمانى و تخلفوا أيضا ، فرد عليه قائلا أنا أتحدث عن تاريخ بلدى الذى أعرفه ، و لا أعرف كثيرا عن تاريخ باقى البلدان لأتحدث عنها . و من الأفكار التى عرض لها أيضا طه حسين عن فكر المعتزلة عن العدل و التوحيد و الحرية و الصفات الآلهية ، و تناول مفكر ألمانى كبير لها ، كما تحدث مغيث عن جمال نص القرآن لطه حسين ، و قوله أن السجع ليس لغو فارغ و زخرفة ، و أظهر الرؤية التى كانت سائدة فى ذلك الوقت من حيث الذوق و الوجدان و التأثير الجغرافى ، وحديثه عن فنون الشرق والزخارف الإسلامية و الأرابيسك . و عن علاقة حسين بالأنظمة ، فقال المحمودى أن الملك فاروق قال أن طه حسين رجل المتاعب ، و رد عليها حينها أن المتاعب لا تخلق لذاتها بل خلال بحث الإنسان على الحق ، و هاجم إسماعيل صدقى ، و قال عن حركة الضباط ثورة قبل أن تعرف بذلك ، و لكن ذلك تغير بعد أزمة مارس ، و رفض حسين أن يتولى وزارة المعارف عندما عرضها عليه جمال عبد الناصر ، لأنه طلب بوجبة لكل طالب لأننا شعب فقير ، و استهتر ناصر بكلامه و قال هذا أمر تناقشه مع زميلك وزير المالية عندما تتولى الوزارة ، فرفضها حسين وقتها . و أشار د. أنور مغيث أن منذ صدور الكتاب أشاد به الوزير ، لأنه يوضح موقف طه حسين من قضية استقلال شمال أفريقيا و فلسطين ردا على ما أثير ضده من انتقادات بالتبرير ، و كان يورط حسين الدولة فى دعم الثقافة فاتحا المعاهد العربية فى الغرب . و قال على القاضى زوج حفيدة طه حسين أن بعد عدوان 1956 ، أعاد طه حسين كافة النياشين التى أخذها من فرنسا ، و شعر أن فرنسا خانته ، و اتجه بعدها لإيطاليا و تأثر بثقافتها .