بات يوم 12 ديسمبر يوما تاريخيا حيث رسم عالم جديد وسمح ببارقة أمل لسكان الأرض فى الحفاظ على كوكبهم ، حيث شهدت الليلة الماضية الموافقة على أول اتفاق عالمى فى تاريخ مفاوضات المناخ للحفاظ على هذا الكوكب من انبعاثات الغارات الضارة المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى المؤدى إلى ارتفاع درجة الحرارة . موافقة أعقبها توقيع الوفود المشاركة فى المفاوضات المنبثقة عن قمة المناخ التى استضافتها العاصمة الفرنسية باريس على الصيغة النهائية للاتفاق التى ترجمت بست لغات عالمية ، لتمثل لحظة التوقيع لحظة تاريخية ثمنها ورحب بها قادة العالم والزعماء والمسئولين والمجتمع المدنى لاستهدافها تحقيق التوازن بين معدلات الانبعاثات الكربونية والنمو الصناعى للدول ، فيما يمثل الهدف الاسمي الوصول إلى صفر لانبعاث الغازات . سنوات طويلة من المفاوضات للحد من الانبعاثات الكربونية وفشل غير مسموح به هذه المرة ، وصل فيها فرقاء اتفاق كيوتو والفاشلون فى مؤتمر كوبنهاجن الى اتفاق تبنته دول العالم درأ لسيناريوهات كارثية متوقعة حال عدم الاتفاق ، وأخفها هو ارتفاع درجات حرارة الأرض بمعدل درجتين أو درجة ونصف ، وأسوأها يشير إلى ارتفاعها ب4 أو 5 درجات مئوية ، بما يؤدى إلى ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحار والمحيطات وغرق بعض الجزر واستحالة العيش فى دول بعينها بالإضافة إلى ندرة انتاج الغذاء، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". ظرف أفضل من أى وقت مضى ، دفعت المفاوضين الى الاتفاق والتوقيع على الصيغة النهائية الملزمة قانونا للدول الموقعة عليها ، رغم وجود بعض السلبيات فيها الا إن الجميع كان لديه رغبة وإرادة للوصول الى اتفاق ، واعتبروا الاتفاق بأنه اتفاق طموح ومتوازن ، فالنص أفضل بكثير من سابقتها ، حيث غالبت الإيجابيات النقاط السلبية ، واتفق الجميع على التخفيف من الانبعاثات الكربونية والتكيف مع آثار التغير المناخى بما يتيح للجميع العيش بسلام مع التغيرات المناخية، أصبح النجاح فى متناول الايدى بموجب هذا الاتفاق الطموح لمحاربة التغيرات المناخية وبذل قصارى الجهد للحفاظ على كوكب الأرض وإعادة النظر فى الإسهامات الوطنية والالتزامات المالية.