رئيس جامعة سوهاج: توفير بيئة امتحانات آمنة وعادلة مع تطبيق الإجراءات الاحترازية    الفراخ البيضاء ب110 جنيهات.. ارتفاع أسعار الدواجن في أسواق الإسكندرية    مستقبل وطن: مشاركة الرئيس السيسي بعيد النصر بموسكو تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا    حكماء المسلمين يهنئ البابا ليو الرابع عشر بمناسبة انتخابه رئيسا للكنيسة الكاثوليكية    ميرتس يتوقع "مفاوضات جادة" حول أوكرانيا بعد عطلة نهاية الأسبوع    صلاح يشارك هنري عرش إنجلترا    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    الزمالك في جولته الأخيرة أمام المقاولون في دوري الكرة النسائية    ضبط شخصين لاتهامهما بالنصب وسرقة المواطنين في عين شمس    محمد رياض يعلن تشكيل اللجنة العليا للدورة ال18 للمهرجان القومي للمسرح    الإفتاء توضح شروط وأحكام حج الحامل والمرضع    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    مصر أكتوبر: مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات موسكو تعكس تقدير روسيا لدور مصر    تهدئة أم تخلي.. كيف غيّر اتفاق واشنطن مع الحوثيين ميزان التحالف الأمريكي- الإسرائيلي؟    «التموين» تواصل صرف «الخبزالمدعم» الجمعة 9 مايو حتى الخامسة    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    رئيس مصلحة الضرائب: رفع نحو 1.5 مليار وثيقة إلكترونية على منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى الآن    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    الشباب والرياضة بالأقصر تنظم ورشة عمل الاكسسوارات والأعمال الحرفية    وزير الري يؤكد سرعة اتخاذ قرارات طلبات تراخيص الشواطئ دعما للمستثمرين    دون وقوع إصابات... سقوط سلك كهرباء تيار عالي على 3 منازل بكفر الشيخ والحماية المدنية تخمد الحريق    ضبط شخص بالوادي الجديد لقيامه بالترويج لبيع الأسلحة البيضاء بمواقع التواصل    إدارة شئون البيئة بالإسماعيلية تعقد حلقات حوارية للصيادين ببحيرة التمساح (صور)    مروان موسى: أنا مش سلعة علشان أقعد أتابع أرقام الأغاني    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز توت عنخ آمون استعدادا للافتتاح الرسمي    محمد رياض يعلن تشكيل اللجنة العليا للدورة ال18 للمهرجان القومى للمسرح    ووكر بيرسى.. ضائع فى هذا العالم    السفير الأمريكى لدى إسرائيل: ترامب يوجه بتوزيع الغذاء فى غزة عبر 400 نقطة    تعليم الأقصر يحصد 9 مراكز على مستوى الجمهورية في نشاط الكشافة    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    قصة وفاء نادرة.. كيف ردّ النبي الجميل لامرأتين في حياته؟    10.3 ألف شكوى خلال أبريل.. تكثيف الحملات الرقابية على الأسواق ومحطات الوقود    «الصحة» تُطلق مشروع التكامل بين مراكز زراعة الكبد والجهاز الهضمي    لطفل عمره 13 عامًا وشقيقته هي المتبرع.. نجاح أول عملية زرع نخاع بمستشفى أبوالريش المنيرة    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محمد صلاح يحصد جائزة "لاعب الموسم" من رابطة الكتاب 22 مايو    وزيرة البيئة: التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا عوامل مُمكّنة وحاسمة للعمل المناخي    بسبب حادث سير.. تغيير في طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا    ضبط دقيق مجهول المصدر وأسطوانات بوتاجاز مدعمة قبل بيعها بالسوق السوداء بالمنوفية    سقوط شبكة دولية لغسل 50 مليون جنيه من تجارة المخدرات بمدينة نصر    سنن النبي وقت صلاة الجمعة.. 5 آداب يكشف عنها الأزهر للفتوى    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    إعلام إسرائيلي: تفاؤل أمريكى بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن قطاع غزة    جدول امتحانات خامسة ابتدائي الترم الثاني 2025 بالقليوبية «المواد المضافة للمجموع»    إنفانتينو يستعد لزيارة السعودية خلال جولة ترامب    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    عودة الراعي، البابا تواضروس يحمل إلى القاهرة رسائل سلام من قلب أوروبا    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مياه قرى الدقهلية والشرقية والاسكندرية.. أمراض ومعاناة لا تنتهي(صور)
نشر في محيط يوم 25 - 11 - 2015


شكاوى وأمراض ومعاناة دائمة من تلوث المياه
ميت فارس قرية أنهكها المرض والتلوث
أهالي الشرقية يشكون تغير لون وطعم المياه
الإسكندرية تغرق وما من حل
مصارف قاتلة تلوث مياه الري والشرب
40% من سكان كفر الشيخ مصابين بأمراض الكلى
شركة المياه ترد.. المناطق العشوائية الأكثر شكوى
بين جدران مستشفى بني عبيد المركزي التي لا تنتهي الشكاوى من سوء الخدمة داخلها تقف عبير المرأة الخمسينية في انتظار دورها لإجراء عملية الغسل الكلوي.
عبير أمًا لثلاثة أبناء أصيبت وإياهم بفشل كلوي لا تعرف لمرضها وأولادها سببا غير تلوث المياه في قريتها التي يعاني نصف سكانها من نفس المرض ويقولون نفس السبب "المياه في القرية محملة بالأمراض".
"نقطة مياه تساوي حياة".. شعار يردده الجميع غير أن البعض يعرف أن نقطة مياه قد تحمل ميكروبات ربما تكون سببا لمعاناة عائلة بأكملها في القرى المهمشة منها والحضرية أيضا.
شبكة الإعلام العربية "محيط" بحثت في ثلاث محافظات عن القضية للوقوف على حقيقة الوضع.
وكانت أغلب شكاوى المواطنين في قرى المحافظات الثلاث "الدقهلية والشرقية والإسكندرية" عدم نقاء المياه، وكان كفر ميت فارس بمركز بني عبيد بالدقهلية بداية التحقيق.
معاناة تتصاعد
هي قرية بسيطة لا يزيد عدد قاطنيها عن عشرة آلاف مواطن حسب آخر التقارير الإحصائية لكن الوضع بها يزداد سوءا يوما عن آخر. بدأ عمرو جاد المحامي حديثه لشبكة الاعلام العربية محيط، قائلا: هناك أسر بالكامل مصابة بالفشل الكلوي وأمراض سرطانية بسبب تلوث المياه. في القرية.
وأضاف أن الأهالي قدموا شكاوى كثيرة بأن المياه في القرية تسبب لنا الأمراض، "هي ملوثة ولونها متغير إما صفراء كعصير المانجو أو بيضاء كاللبن، وقدمنا شكاوى كثير لكن لم يستجب لنا أحد وقالوا إن المياه نقية لكن الواقع غير ذلك". ونوه بأنه نتيجة لانتشار مرض الفشل الكلوي بين مواطني قرية "ميت فارس" الذين أصيب أكثر من نصف سكانها به، تبرع مواطنون
من أهالي القرية ومن خارجها لإنشاء مركز خيري للغسيل الكلوي وصلت تكلفته نحو مليونين جنيه يعكف الأهالي على افتتاحه خلال أيام قليلة.
وأوضح أن نسبة الكلور في المياه بالقرية مرتفعة جدا، لافتا إلى أن نسبة الكلور مرتفعة نظرا لأنها أول قرية تُضخ فيها المياه من محطة الشرب.
عبير خليفة مواطنة سمعت الحديث فقالت: نستخدم مياه الصنبور للغسيل وليس للشرب أو طهو الطعام، مطالبة بحل جذري للمشكلة بعدما أصيب اولادهم بالعديد من الأمراض.
الغسيل الكلوي خارج الخدمة
معاناة أخرى تواجه المرضى من القرية خلال رحلة علاج الكلى، وهي أن المستشفى الحكومي به أجهزة الغسيل الكلوي لكنها لا تعمل بالإضافة إلى وجود مستشفى أخرى بها جهاز واحد فقط فهذا لا يفي بحاجة المريض لإجراء عملية الغسل مرتين على الأقل أسبوعيا، "لذلك لجأنا لإنشاء مركز خيري يحل هذه المعاناة عن المواطنين" يوضح جاد.
وقال إنه لكي يلجأ المريض لمستشفى آخر فعليه أن يقطع نحو ثلاثين كليو مترا للذهاب إليها في المنصورة بالإضافة إلى ارتفاع التكلفة في مستشفيات القطاع الخاص.
وأضاف أن هناك أسر مكونة من أربعة أفراد تلجأ للغسل الكلوي ثلاث مرات أسبوعيا وتصل تكلفة المرة الواحدة لأكثر من ثلاثمائة جنيها متسائلا: من الأسرة التي في قرية ريفية دخلها يسمح لها بتحمل تلك الأعباء أسبوعيا؟.
عن الشكاوى والبلاغات لشركة مياه الشرب يقول جاد "تقدمنا بمليون شكوى وطلب لكن الآن من يعترض أو يشكو يتعرض لسيل من الاتهامات إما بالعمالة أو الانتماء للإخوان والمواطنون بسطاء لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم".
وذكر ما قاله لهم محافظ الدقهلية حسام الدين إمام حينما تقدموا بشكاوى بسبب انقطاع المياه وتلوثها وخرج المحافظ يصرح في أحد البرامج التلفزيونية قائلا "أنا مابشتغلش عند الناس ولا بقبض مرتبي منهم" واتهم المواطن بأنه "مزقوق".
وأوضح أن "محطة مياه الشرب الموجودة تُغذي الشرقية وتمتد لخط طوله أكثر من 60 كيلو متر لكن قريت "ميت لافارس" هي الأكثر تضررا لأنها الأولى التي تتم فيها عملية تنقية المياه وترتفع بالماء نسبة الكلور والشبة مع اختلاط المياه بمياه الصرف الصحي.
تغير اللون والطعم
حسن علي مواطن من قرية ميت محسن التابعة لمركز ميت غمر، قال إن المياه في قريتهم صفراء وبعد أن تم تحليلها من قبل متخصصين وفنيين بمعمل محطة الشرب في ميت غمر قالوا إن نسبة الكلور عالية ورائحة المياه كريهة لكن لا حياة لمن تنادي. وأضاف أنه حتى بعد مرحلة غسيل الخزانات، فما يحدث الآن في محطة مياه القرية أن يتم سحب المياه من باطن الأرض ويضاف عليها الكلور والشبة والمنجنيز ويتم إعادة ضخها مباشرة دون أية مراحل التنقية، وترتفع نسبة الكلور أكثر من 2.5 والمفترض أنها لا تتجاوز نسبة 1%..
شكاوى أخرى وردت عن المياه من الشرقية في قرية عرب البيضاين، قال شريف أبو دياب أحد أهالي القرية إنه على مدار شهر مضى كانت المياه ذات لون مميز بالإضافة إلى تغير طعمها وظهور الصدأ بها بحثت ولم أجد أحد يساعدني على حل المشكلة أو حتى مكان يسمح لي بتحليل المياه.
يضيف أبو دياب كانت هناك محطة جديدة يتم إنشائها وتشغيلها ولا ندري هل بدء تشغيلها أم غسل المواسير هو السبب في تحول لون وطعم المياه، رغم أن المياه تحسنت فيما بعد لكنه يقول أن ذلك ظاهريا ولا نستطيع الوقوف على حقيقة إن كانت نقية أم لا. "أكتر محطه مياه من المفروض إنه يتم إبادتها محطه قرية طاروط مركز الزقازيق محافظة الشرقية" هكذا بدأ أيمن طارق الشاب الثلاثيني حديثه، مضيفا "احنا هنا في بلد أرياف الناس بيشربوا وخلاص المشكلة عندنا بتظهر لما بنملى جرادل ميه احتياطي فبيظهر بعد ساعة كمية ترسيب واضحة وهى دي المشكلة".
يقول أيمن إن الوضع في القرى الريفية في العموم يكون سيئ للغاية خصوصا في ظل تجنب الناس للشكاوى بالإضافة إلى فقرهم وضيق حالهم وانشغالهم بتوفير أقوات يومهم، مضيفا أن "هناك بلاد ما وراء الحياة مصيبة المياه بها أكبر وهي القرى والنجوع الصغيرة".
لمحاولة تجنب هذه المياه التي أجزم أنها ملوثة بمياه الصرف الصحي لجأ طارق إلى طريق بديل وهو المياه الجوفية، قائلا "بعد ما اكتشفت أن المياه غير نقية جيبت ناس حفرت لي على عمق 45 متر وعملت طرمبة للمياه ودي تكاد تكون كويسة".
يفسر أيمن أنه لجأ لهذا الحل بعد أن زاره مندوب إحدى شركات الفلاتر بجهاز قاس نسبة نقاء المياه عنده فوجد أن "نسبة الملوثات بها 851 في حين أن المياه الطبيعية يجب أن تكون بنسبة 150 كان شكل المياه بعد تسخينها تشبه مياه المجاري"- على حد تعبيره.
الإسكندرية تشكو
من الإسكندرية يبدأ أحمد طه المحامي حديثه لمحيط قائلا: "مشكلة المياه لدينا نعاني منها منذ فترة وكل الناس لجأت للفلاتر كحل للتخلص من مشكلة الصدأ والملوثات العضوية الموجودة بالمياه والكثير أصيب بالفشل الكلوي".
يوضح أن أكثر المناطق الملوثة مياهها "مناطق نادي الصيد، كرموز، المطار، عزبة محسن، سكينة، والخشب" كل المناطق ما قبل سموحة والمناطق الراقية، مضيفا أن أمر تحليل المياه وإثبات نسب تلوثها مسألة صعبة وطريق شبه مسدود ولابد أن يكون التحليل عن طريق جهة حكومية لضمان المصداقية لأن المعامل الخاصة نتائجها غير معتمدة ولن يصدقها أحد".
وأضاف أن ترعة المحمودية مصدر المياه للإسكندرية ملوثة ومليئة بالقمامة والحيوانات النافقة، مضيفا أن مياه الأمطار التي شهدتها الإسكندرية خلال الفترة الماضية رفعت الشكاوى بعد الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها خصوصا سكان الأدوار الأرضية.
وقال إن سيارات الشفط التابعة للقوات المسلحة لجأت لسحب مياه الأمطار من داخل البيوت والشوارع التي تلوثت بالقمامة والصرف الصحي وأعادت ضخها في ترعة المحمودية التي يعاد تنقيتها وضخها في محطات الشرب في عدة محافظات منها الإسكندرية.
"المياه في الإسكندرية هي قنبلة موقوتة" كان هذا تعليق طه مواطن سكندري، مشيرا إلى أن محطات المياه التي تعمل على تنقية المياه هي بالأساس رديئة وملوثة ولا تستطيع الفلاتر تنقية المياه منها وتصيب المواطنين بالعديد من الأمراض ولكن لا أحد يستطيع إثبات ذلك فقد يرجعون السبب للأكل أو أي سبب آخر".
الأمطار تقلل التلوث
"إعادة ضخ مياه الأمطار يحسن من نوعية المياه الموجودة بترعة المحمودية ويقلل من نسبة تلوثها" كان هذا تأكيد الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، مضيفا أن الترعة ملوثة بسبب عدد من المصانع والشركات البترولية المنشأة عليها وتصرف مخلفاتها في مياهها.
وأوضح نور الدين أن مياه الأمطار عذبة وضخها في الترعة شيء جيد، مضيفا أنه كان يجب وأن تأخذ وزارة الري قرارها في مرحلة الأمطار مبكرا أو ما قبل الكارثة والسيول وتوقف ضخ كمية مياه النيل من وراء السد العالي إلى أقل قدر ممكن ما يكفي للاستهلاك المنزلي والصناعي والزراعي في الصعيد فقط لكي توجه مياه الأمطار للصب في الترع.
وقال إن أراضي الدلتا وصل لها مياه تكفيها شهر على الأقل سيكفيها قبل موجة الأمطار الثانية، مشيرا أن ذلك لم يحدث لكي يقل منسوب المياه في الترع وتخزين مياه الأمطار بها وهو ما يقلل من تأثير التلوث الموجود بها لأن كم الميكروبات والتلوث في المطر أقل بكثير بالإضافة إلى أنها خففت تركيز الملوثات الموجودة سواء في الترع ما يؤدي إلى تحسين مياه الشرب.
3 أنواع للتلوث
مراحل تنقية المياه حددها نور الدين، تبدأ بمرحلة الترسيب ثم أحواض الترويق وثالثا خطوة ضخ غاز الكلور لتنقية المياه وفي النهاية مرحلة الكشف على المياه قبل خروجها، مضيفا أن كل مرحلة يضاف بها الشبة والكلور وقواتل الميكروبات.
يقول أستاذ المياه أن السبب الأول للملوثات الموجودة في الترع هو الصرف الصحي، مضيفا "شبكات الصرف الصحي بشكل عام في كل القرى لا تزيد نسبة تواجده عن 12% ومن لديهم خدمات صرف صحي في مصر كلها لا تزيد عن 30 مليون مواطن فيوجد ما يقرب من 60 مليون لا يملكون شبكة للصرف فيوصلون مواسير الصرف لتلقى إما في الترع أو المصارف التي تمتلئ على إثر ذلك بالميكروبات الممرضة.
وأوضح أن أحد الوسائل التي تتبعها منظمة الصحة العالمية لكي تعرف خلو مصر من مرض شلل الأطفال أو الحصبة على سبيل المثال، هو أن تأخذ عينات من الترع والمصارف إذا وجدت الميكروب موجود فيها أو في محطات الصرف فتوصي بحاجة مصر لمزيد من الحملات لمقاومة الميكروب.
واضاف أن السبب الثاني للتلوث هو الصرف الصناعي لافتا إلى أن المصانع تصرف إما سموما عضوية إذا كانت خاصة بالأغذية أو سموم معادن وفلزات ثقيلة إذا كانت مصانع حديد وصلب ونسيج وبتروكيماويات ومبيدات جميعها تلقي مواد قاتلة مثل الكاديوم والرصاص والحديد والزئبق بالإضافة الملوثات العضوية
وقال إن الخطر الثالث هو الصرف الزراعي، موضحا "نحن نعيد مياه الصرف الزراعي إلى الترع لنستفيد بنحو 10 مليار متر مكعب منها لكنها مليئة بقايا المبيدات والأسمدة التي تم استخدامها في الأراضي الزراعية وتضيف ملوثات جديدة بالإضافة إلى بقايا المزارع السمكية التي تنتج غاز الأمونيا القاتلة التي يوضع بها بعض الطيور والحيوانات النافقة في أكل الأسماك والسبة والسباخ ومخلفات مزارع الدواجن كلها تعطي ملوثات عضوية في مياه الشرب بمياه الترع والنيل.
وأوضح أن النسبة الغالبة من الميكروبات وبعض الفلزات الثقيلة تكون في العوالق، وتترسب هذه العكارة عند دخولها أول مرحلة في أحواض الترسيب التي تخلصنا من 70% من المواد الضارة بعدها يوضع غاز الكلور وبعض المواد التي ترفع درجات الحرارة مثل الجير الحي لتقضي على جزء كبير من الميكروبات وبعدها مرحلة التنقية النهائية والكشف على الميكروبات الفلزات الثقيلة التي غالبا لا يسمح للماء بالخروج إلا إذا كانت خالية تماما منها.
شبكات متهالكة
الدكتور أحمد فوزي دياب أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء قال إن هناك كم من شبكات المياه موجودة منذ أيام الإنجليز وانتهى عمرها الافتراضي وبها شروخ تؤدي لخلط المياه النقية بمياه الصرف الصحي، وأنه يجب لحل هذه المشكلة إعادة تجديد هذه الشبكات المتهالكة وإبدالها بأخرى جديدة وهذا يتطلب مبالغ مالية ضخمة غير متوفرة الآن.
وأكد أن نسب التلوث غالبا تكون محدودة وفسيولوجية أو عضوية وتنتهي بغلي المياه ما يقضي على نسب كبيرة من هذه الملوثات التي قد تؤدي للإصابة بأمراض معوية كالإسهال والقيء والتلبك المعوي.
مياه الآبار والمحطات الأهلية
أما الدكتور نادر نور الدين فأشار إلى أن أكثر المناطق تلوثا هو الجزء الشمالي في نهاية فرعي دمياط ورشيد وبحيرة المنزلة أيضا، مضيفا "لذلك شهد هذا العام نفوق للأسماك ثلاث مرات متتالية في فرع رشيد لأول مرة وهذا مؤشر على وصول التلوث فيه إلى درجة شديدة الخطورة.
أكد أن المشكلة تكون أكبر في بعض الأماكن التي تستخدم مياه الآبار نتيجة لعدم وجود مياه بها مثل مناطق بكفر الشيخ ومدينة 6 أكتوبر فتحتوي مياه هذه الآبار بها منجنيز وحديد وهو ما يؤثر على كفاءة الكلى، مضيفا أن "أحد أسباب انتشار الفشل الكلوي في محافظة كفر الشيخ والواحات هو ارتفاع الفلزات الثقيلة في مياه الآبار المستخدمة في الشرب".
مشكلة أخرى أشار إليها نور الدين وهي محطات المياه الأهلية التي يلجأ بعض الأهالي لإنشائها في القرى الصغيرة، مضيفا أن هذه المحطات المفترض أن توضع تحت رقابة وزارة الإسكان والتعمير عن طريق الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي ويطبق عليها كل معايير محطات الحكومية.
مصارف قاتلة
أكثر الأماكن الملوثة مياهها بحسب نور الدين هو فرع رشيد ودمياط وترعة بحر يوسف في الفيوم، بالإضافة إلى مصرفين بالشرقية يراهما في منتهى الخطورة أولهما بحر البقر وهو شديد التلوث يصب في بحيرة المنزلة ولا نأخذ منه أي مياه لأنه رائحته ومحتوياته "زفت" حسب وصفه.
أما المصرف الثاني فهو بحر حدوس بالشرقية وهو المسئول مع مصرف السرو في دمياط عن مد المياه لترعة السلام الواصلة إلى سيناء، مضيفا "هما مصرفين شديدي التلوث نأخذ منهما نحو 2 ونص مليار متر مكعب لترعة السلام، ونحو 2 مليار من مياه النيل من فرع رشيد لتضخ بها أيضا ويجب عمل وحدات معالجة بهما لأنها تستخدم في عمليات الري ".
والمصرف الثالث هو كيتشنر في كفر الشيخ، وقال إنه أحد أسباب إصابة 44% من أهالي كفر الشيخ بأمراض الكلى والكبد لأنه يحمل كل مخلفات محافظة الغربية ومصانع النسيج ثم يمر بالمنوفية ويستقبل أيضا مخلفات بعض المصانع حتى يصل لكفر الشيخ.
بالإضافة إلى مصرف الرهاوي الذي يحمل كل مخلفات الصعيد وهو سبب رئيسي في تلوث فرع رشيد ونفوق الأسماك به لأنه يصب به وهو يحمل كل الصرف الصحي والزراعي والصناعي من الصعيد، مضيفا "يجب البحث عن بديل ليلقي به مياهه فيه بدلا من النيل، لأنه مسئول عن مياه شرب بمحافظة البحيرة والإسكندرية التي تستمد مياهها من فرع رشيد.
حلول مؤقتة
يؤكد الدكتور نور الدين أن الحلول تبدأ أولا بمعالجة المياه بهذه المصارف التي ترمي في الترع والنيل لأن المياه تستخدم إما في الشرب أو الري فتنتج خضار مليئة بالميكروبات والأمراض.
وأوضح أن أكثر المزروعات ضررا هو خضروات السلطة التي لا يتم طبخها وتعرضها لدرجة حرارة عالية تقضي على الميكروبات مثل "الجرجير والفجل والخس والخيار والفلفل وتصبح مصدرا للأمراض إذا كانت من حقول تروى بمياه يصل إليها الصرف الصحي".
وأشار إلى ضرورة نقع الخضروات في المياه لمدة عشر دقائق أفضل من غسله لمدة ساعتين لأن نقعه في المياه يذيب المبيدات وبقايا الأسمدة.
ثانيا، الفلاتر حل لتنقية مياه الشرب، لكن إذا لم يتم تنقيتها وتغيير الشمعة الخاصة بها في موعدها تصبح هي مصدر للتلوث لأن الميكروبات تتراكم فيها وتنمو على المخلفات بها فبالتالي تصبح مصدر للخطورة يوضح نور الدين.
الشركة القابضة ترد
على الجانب الآخر فال العميد محيى الصيرفي المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي إن الشركة تتلقي يوميا العديد من الشكاوي التي تصل عن طريق المركز الإعلامي والرقم الساخن 125 ومراكز خدمة العملاء بالإضافة إلى الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف الصيرفي أن الشركة تتعامل مع هذه الشكاوي بجدية تامة حيث يتم إرسال ثلاث عينات لمعامل مختلفة الفرعي والمركزي والمرجعي وكل منهم على حدا للتأكد من النتيجة وحتى يكون كلا منها رقيبا على الآخر.
وأكد الصيرفي أن الشركة لا تسمح بخروج نقطة مياه واحدة غير صالحة للشرب من خلالها، مضيفا أن شكاوي التلوث خارجة عن إطار المحطات الخاصة بالقابضة للمياه ربما ترجع للخزانات والمواسير.
وأشار إلى أن هناك بعض الأهالي يلجؤون لتوصيل المياه من خطوط عشوائية غير صالحة وفي هذه الحالة تتواصل معهم الشركة وتقطع المياه عن هذه الخطوط حتى يتم إصلاحها.
وقال إن المناطق العشوائية أكثر الأماكن شكوى من المياه لأنها تُوصل بطرق أخرى بعيدة عن الشركة وتختلط بمياه الصرف الصحي لقلة التكلفة، منوها أن الشركة من ناحيتها تفحص وصلاتها من حين لآخر وعلى مدار الساعة وفي مناطق مختلفة للتأكد من سلامة المياه.
وفيما يخص قرية ميت فارس، قال إنه تم تشغيل مأخذ محطة مياه جديد على ترعة المنصورية أدى لزيادة كميات المياه المنتجة، مضيفا أنه يوجد معمل يتابع جودة مياه الشرب بدءا من مصدرها حتى المستهلك وأن جرعات الشبة والكلور يتم إجراء تجارب معملية لتقدير الجراعت المثلى ومراقبة ذلك من خلال قطاع المعامل والجودة وتم أخذ أعداد من العينات وإجراء تحاليل لها وجاءت جميعها مطابقة للمواصفات القياسية للمياه.
وأوضح الصيرفي أن الفشل الكلوي مرض لا ينتج عن تلوث المياه وإنما بسبب الأطعمة وكذلك فيروسات الكبد التي تنتقل عن طريق الدم، مضيفا أن الأزمة تكمن في الصرف الصحي حيث أن نسبة 12% فقط من مناطق الأرياف هي التي تمتلك شبكات الصرف الصحي وأن الوزارة تحتاج لمائة مليار جنيها لإدخال خدمات الصرف في جميع المحافظات ومدة تتراوح من ثمانية لعشر سنوات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.