أصبح تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي كارثة تواجه 2 مليون مواطن في محافظة سوهاج وبات حلمهم الأكبر هو الحصول على قطرة مياه شرب نقية صالحة للاستخدام الآدمي حتى لا يصابوا بالأمراض الخبيثة. وطالب الأهالي المسئولين أن يلتفتوا إليهم والعمل على حل مشاكلهم وأن يدركوا أن هناك فئات معدمة تحتاج إلى الاهتمام وخاصة في صعيد مصر. وفى قرية الحاجر بمركز دارالسلام يشرب الأهالي الطين والرمال والكلور في مياه الشرب مما اضطر الأهالي بالقرية إلى شراء مياه الشرب في جراكن، خاصة أن المياه التي تُضخ لهم من خلال عمليات المياه الرئيسية لا تصلح للاستخدام الآدمي بسبب زيادة نسب الحديد والمنجنيز ووجود رواسب صفراء وعكار زائد عن المعدلات الطبيعية فضلا عن زيادة المعايير الكيميائية لعنصر الحديد عن حد التلوث وتبين أن نسبة الأملاح 630% مما يزيد عن المعدل الطبيعى بعشرات الأضعاف وغيرها من المعادن الضارة وزيادة نسبة الكلور في المياه ولم تكن إصابة 159 حالة بغاز الكلور بمحطة كوم الصعايدة بمدينة جرجا فقط الكارثة، بينما يصاب كل يوم العديد بمرض الفشل الكلوى بسبب تلوث المياه. ويقول حسان النعمانى أحد المواطنين بقرية الحاجر:" عند فتح الحنفية نجد الماء يحمل اللون الأسود وتظهر أنواع عديدة من الرواسب والرائحة النفاذة غير العادية وتحمل المياه طعما يميل للطعم المر مما أصبح يستحيل معها الشرب ونجد الطين واضح بالعين المجردة ورمالا في مياه الشرب وكمان المية زي مية المجاري. كما توجد كارثة أخرى تشكل خطرا على الأهالي بالقرى وهى إلقاء سيارات تابعة للمجالس المحلية مخلفاتها بالمصرف والزراعات مما يعرض الأهالي للأمراض الخطيرة وفي مقدمتها الفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي فيروس C. وأشار ناصر المدثر أحد أهالي مدينة جرجا إلى أن تلوث مياه الشرب يعود إلى عدم تطهير الخزانات والتي لا تتم سوى مرة كل عام في حين أنه ومن الضروري أن تتم بواقع مرة كل شهر صيفا، ومرة كل ثلاثة أشهر شتاءً، بالإضافة إلى عدم وجود عناية بأحواض التسريب والترشيح، ووجود طحالب بجدرانها، وعدم وجود شهادات صحية لدى العاملين بالمحطة، للتأكد من سلامتهم من الأمراض لضمان عدم إصابة المياه قبل نقلها للمواطنين، بالإضافة إلى اقتراب الكتلة السكنية للآبار المستخدمة مما يعني اقتراب مياه الصرف الصحي وخلطها بمياه الشرب، وتوقف جهاز ضخ الكلور والخاص بتطهير المياه من الملوثات والأمراض، كما أن الخزانات مليئة بالصدأ.