رواية جديدة تمزج الرعب بالإثارة في إطار بوليسي سوق الرواية مزدهر كما .. لا كيفا الكاتب : تجديد التيمات وقود الإبداع الروائي أكد الروائي عبد الرحمن حبيب أنه روايته "حفلة التجسس" تمزج بين الرعب والإثارة حيث تدور أحداثها حول جريمة قتل غامضة تقع لفتاة جامعية علي نحو مفاجئ ، ما يقود لباقي الأحداث التي تنفرط كأنها لآليء في مسبحة على طريقة "كافكا" التي تحيل القاريء من مفاجأة إلي أخرى دون افتعال الحيل. وأضاف أن الرواية الصادرة عن دار "شمس" تضم بين صفحاتها مقاطع من الشعر وتسجيلات هاتفية حقيقية ومقاطع من سيناريوهات أفلام في إطار نوع من التوثيق يحرص علي تقديمه لافتا إلى رغبته في تقديم الجديد عبر تغيير الأنماط الروائية السائدة . وفي تصريحات خاصة ل"محيط" قال الأديب أنه يتحول لمتفرج بعد أن يدفع بعمله للنشر، وأنه ليس ليس معنيا بالأرقام والمبيعات بقدر ردود الأفعال التي يمكن أن تأتي عبر القراء ، عموما يفكر الكاتب عادة في عمله الجديد أكثر من القديم. وتابع بقوله : إنتاج كتاب أمر مبهج علي كل المستويات لقد تحول الأمر إلي مرحلة جديدة ، فبعد أن كان الأمر مقتصرا علي مشاركة الأصدقاء رأيهم في الكتابات التي أنجزها أصبح الكتاب معروضا في الأسواق ، صارت هناك بضاعة أسعى لتسويقها وأتابعها ، بات ممكنا أن يكون لي قراء من خارج مصر ، كما صرت موجودا في لائحة الكتاب بشكل حقيقي . رواج الرواية وردا على تساؤل حول سوق الرواية بشكل عام قال "حبيب": تشهد الرواية رواجا كبيرا منذ حوالي عشر سنوات ، الرواج يتصاعد في السنوات الخمس الأخيرة ، هناك أنواع جديدة تفرض نفسها مثل أدب الرعب وما أطلق عليه "روايات التنمية البشرية" وهي الروايات التي تعني بطرح الأحداث من وجهة نظر تتبني تطوير حياة البشر من خلال النصائح والعبر المجردة ، هذا بخلاف الروايات التي تعني بتشخيص حالات تعاني المرض النفسي، هناك أيضا عدد هائل من الكتاب الجدد مهد لغزارة في الإنتاج يقابلها بطبيعة الحال تراجع في المستوي الفني ، هذا عن الكم والكيف . أما عن التوقعات فلا ريب أن الرواية ستظل مسيطرة طوال السنوات العشر المقبلة علي الأقل ، كما أنها ستكسب مساحات جديدة علي حساب الشعر والقصة القصيرة. تداعيات مرعبة وعن تيمة العمل الجديد التي تمزج الرعب بالخيال البوليسي قال : لا أقدم الرعب بشكله الدموي المعتاد ، الرعب في الرواية ناعم جدا لكنه أكثر قدرة علي إصابة القاريء بالرهبة تماما كالرصاصة ، أما الخيال البوليسي فهو مسيطر علي أجواء الرواية بحكم كونها تروي أحداث مترتبة علي جريمة قتل . وهو يعتقد بأن الرواية لا بد أن تشعر القاريء بكل الأحاسيس الإنسانية أثناء قراءتها ، كما أنها أيضا لا ينبغي أن تخلو من فلسفة ، فالرواية أساسا سياق لغوي يضع فلسفات جديدة للأحداث . ولقد استطاعت بطلة الرواية استخدام التكنولوجيا في التجسس، وعن ذلك يقول عبدالرحمن حبيب : بالصدفة وجدت جهازا للتجسس يباع علي موقع إلكتروني فاشترته ثم جربته علي حبيبها فجاءت النتيجة تسجيلات هاتفية أدمنتها ثم انتقل الإدمان إلي صديق لها ثم بات سماع التسجيلات طقسا مشتركا بينهما . يستطرد : الرواية تطرح فكرة تشكل هاجسا بالنسبة لي وهو"ماذا لو أن هناك شخصا يسمع كل ما نقوله لا ما نقوله له"، يمكن لذلك أن ينتج أنواعا مختلفة من التداعيات التي يصعب تصديقها وهو ما تطرحه الرواية التي تقدم بعد هذا الحدث سلسلة من المفاجآت المترتبة علي هذا النوع من التجسس. ويؤكد مؤلف الرواية ختاما أن استقبال القراء لتيمات جديدة في إطار من التجريب والتجديد هو ما يشغله، لأن تلك الآلات هي المحركة للإبداع برأيه وهي ما تمثل تحديا للمبدعين العرب.