محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    رئيس وفد الاتحاد الأوروبي: مزرعة الرياح الجديدة خطوة مهمة نحو توفير الطاقة النظيفة والمستدامة لمصر    طرح وحدات سكنية في القاهرة الكبرى بأسعار مميزة.. بالتقسيط وكاملة الخدمات    بعد النرويج وإسبانيا.. أيرلندا تعترف بدولة فلسطين رسميا    أونروا: ما يحدث في رفح الفلسطينية سيدفع بالعمليات الإغاثية والإنسانية إلى الانهيار    اليوم.. ينطلق معسكر الفراعنة استعدادا لمبارتي بوركينا فاسو وغينيا    وجوه جديدة وعودة بعد غياب.. تعرف على قائمة المغرب للتوقف الدولى    نتيجة الصف الثالث الاعدادي برقم الجلوس الترم التاني 2024 ( رابط مفعل)    موعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2024.. تصل إلى 9 أيام متصلة (تفاصيل)    تويوتا لاند كروزر.. النيابة تسلم سيارة عباس أبو الحسن بعد فحصها من حادث دهس سيدتين    إحالة المتهمين بترويج عقاقير وأدوية مخدرة أونلاين للمحكمة الجنائية    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    انطلاق فاعليات الاحتفال باليوم العالمي لصحة المرأة بتمريض بني سويف    «الرقابة الصحية»: التأمين الشامل يستهدف الوصول للمناطق الحدودية لضمان تحسين حياة السكان    سياح من كل أوروبا.. شاهد رحلات جولات البلد على كورنيش الغردقة    أمينة الفتوى: الله يسر العبادات على المرأة نظرا لطبيعتها الجسدية    اقتراح برلماني لطرح 2 كيلو لحم على بطاقات التموين لكل أسرة خلال عيد الأضحى    بولندا تشترى صواريخ دفاع جوى أمريكية بقيمة 735 مليون دولار    بالأسماء.. حركة تغييرات تطال مديري 9 مستشفيات في جامعة الإسكندرية    الاتحاد الأوروبي يتعهد بتخصيص 2.12 مليار يورو لدعم مستقبل سوريا    الرئيس الأوكراني يوقع اتفاقية أمنية مع بلجيكا اليوم    مواعيد امتحانات الدور الثاني لصفوف النقل بالمدارس 2024    ضبط متهم بإدارة صفحة على «فيسبوك» للنصب على المواطنين في الغربية    القبض على سائق سيارة نقل ذكي بتهمة سرقة حقيبة سيدة    تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة فؤاد شرف الدين.. «كان يقاوم الألم»    بالصور.. توافد أعضاء المجلس الأعلى للثقافة لانعقاد اجتماعه السنوي ال 70    رئيس الوزراء يتابع جاهزية المتحف المصري الكبير للإفتتاح    فيلم السرب الأول في شباك تذاكر أفلام السينما.. تعرف على إجمالي إيراداته    الليلة.. فرقة الأنفوشي للإيقاعات الشرقية تشارك بالمهرجان الدولي للطبول    شروط وضوابط قبول الطلاب للعام الجامعي 2024/ 2025 بجامعة حلوان الأهلية (تفاصيل)    أسامة قابيل يكشف سر الشقاء بين الأزواج    حل وحيد أمام رمضان صبحي للهروب من أزمة المنشطات (تفاصيل)    بعد هبوط أبها.. موسيماني: غامرت بقبول المهمة    وزيرة الهجرة تستقبل أحد رموز الجالية المصرية في جينف بسويسرا    «صحة المنيا»: خدمات طبية ل105 آلاف مواطن في المستشفيات خلال 30 يوما    «الإحصاء»: 956.7 مليون دولار حجم الاستثمارات الصينية بمصر خلال العام المالي 22/2023    مشيرة خطاب: النيابة العامة من أهم السلطات الضامنة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان    مقرر «الاستثمار» بالحوار الوطني: نستهدف صياغة مقترحات تدعم وقف الحرب على غزة (تفاصيل)    رئيس وزراء إسبانيا: نعترف رسميا بدولة فلسطين لتحقيق السلام    قبول دفعة جديدة من الطلبة الموهوبين رياضيًا بالمدارس العسكرية الرياضية (الشروط)    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العذراء» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    عاجل| وفاة الشاعر اللبناني محمد ماضي    جامعة القاهرة تبحث تعزيز التعاون مع وفد صيني في تعليم اللغة الصينية والعربية    طقس السعودية اليوم.. تحذير من الأرصاد بأمطار غزيرة الثلاثاء 28 مايو 2024 وزخات من البرد    عطل يضرب الخط الأول لمترو الأنفاق وتكدس الركاب على الأرصفة    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    المراجعات الداخلية بالبيئة والسلامة فى دورة تدريبية بالقابضة للمطارات    سعر الذهب اليوم الثلاثاء في مصر يهبط ببداية التعاملات    عاجل| هيئة شؤون الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 22 فلسطينيا بالضفة الغربية    الأهلى يواجه سبورتنج فى نهائى دورى سيدات السلة    وزير الصحة يبحث مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز التعاون في اللقاحات والأمصال    «الإفتاء» توضح سنن وأحكام الأضحية.. احرص عليها للفوز بأجرها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28-5-2024    عضو الأهلي: عشنا لحظات عصيبة أمام الترجي.. والخطيب «مش بيلحق يفرح»    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 28 مايو في محافظات مصر    نائب رئيس الحكومة الإيطالية يصف «ستولتنبرج» بالشخص الخطير    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    حكام مباريات الثلاثاء في دور ال 32 بكأس مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد مراد: كتابتى ''مبتصعبش عليا''.. و''هند'' فيها جدعنة بطل ''فيرتيجو''
نشر في مصراوي يوم 18 - 07 - 2012

''الكتابة بعدسة الكاميرا'' هي ملخص أسلوبه.. يرفض تصنيف رواياته على أنها بوليسية.. ويؤمن بأن المجتمع المصري مليئًا بالأحداث الساخنة التي تعد مادة خصبة لأى كاتب.. ويحلم بتقديم كل ما يمس القارئ المصري ويعبر عما بداخله.. إنه الروائي الشاب أحمد مراد، صاحب روايتي فيرتيجو وتراب الماس.
''مراد'' حاصل على بكالوريوس المعهد العالي للسينما، قسم تصوير، ويعمل في الأساس مصورًا محترفًا قبل أن يتجه للكتابة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على أسلوب كتابته للعمل الأدبي.
وتزامنًا مع عرض روايته فيرتيجو التي تحولت إلى عمل درامي في رمضان، وتُرجمت إلى اللغتين الإنجليزية والإيطالية، التقى ''مصراوي'' به، وتحدثنا معه بشأنها وتراب الماس، التي قرر الفنان أحمد حلمي تحويلها إلى فيلم، إضافة إلى العديد من الموضوعات؛ فإلى نص الحوار..
في البداية.. كيف جاءت فكرة تحويل رواية فيرتيجو إلى مسلسل؟
الموضوع بدأ من خلال ''دار الشروق'' التي أهتمت بموضوع الرواية وأعجبها النص كجهة إنتاج بالتزامن مع شراء حقوق ''فيرتيجو'' كدار نشر وتلقيت العديد من الاتصالات منهم وعقدنا عدة اجتماعات عمل وعلى الجانب الآخر قرأت الفنانة هند صبري الرواية وأعجبت بها ومن ثم فكرت في عمل الرواية كمسلسل تليفزيوني في رمضان القادم وكانت الفكرة هي تحويل البطل من أحمد كمال إلى شخصية ''فريدة'' أي تغيير الأحداث لتناسب شخصية فتاة، ومع عرض الفكرة علىّ استغربت الأمر للغاية ولكن دائما الدراما حلول ومن الممكن عمل تعديلات لأى مشكلة تواجهنا وأرتبط ذلك في ذهن قراء الرواية بأن الأحداث ستكون كما هي ولكن بطبيعة الحال قمنا بإجراء العديد من التعديلات البسيطة التي لن تتماشى مع وجود فتاة فالجميع متخيل أن المسلسل سيتم تنفيذه مثل أحداث الرواية ببطلها أحمد كمال وفى هووليود هناك العديد من النماذج لأعمال تم عملها على أنها لشخص وانتهت ببطولة فتاة مثل فيلم wanted لأنجلينا جولى فكان الفيلم من الأساس لتوم كروز.. والموضوع بالنسبة لى تجربة جيدة هند صبرى نجمة كبيرة والتحويل سيكون مع طاقم عمل متميز السيناريست محمد ناير والمخرج عثمان أبولبن وأتمنى يعجب الجمهور.
وهل تدخلت في هذا التحويل؟
عقدنا عدة جلسات وتحدثنا فى بعض الخطوط العريضة وبحثنا الشكل الأمثل لخروج العمل إلى النور وتركتهم بعدها يشتغلوا لأننى لا أحب موضوع التفتيش وعلى سبيل المثال الأديب العالمى نجيب محفوظ وهنا لا أقارن بل أضرب مثالاً فقط بأنه لم يتدخل فى الأعمال الخاصة به وأنا كذلك لم أتدخل سوى فى بعض الأساسيات فقط أى أننى سأرى العمل مثل الجمهور وسيكون بالنسبة لى مفاجأة.
ماذا يمكن أن يضيفه تحويل قصتك إلى دراما؟
أرى أن إنتاج هذا النوع من الدراما المأخوذة عن الأدب سيفتح دربا جديدا للدراما الدسمة سواءا كانت سينما أو تليفزيون، لأن الأدب يكون أكثر تماسكا وجمالا من السيناريوهات التي تكتب خصيصا للسينما، والتي غالبا ما تكون هشة، هدفها فقط جمع الإيرادات، ما سعيدنا لزمن كانت السينما تعتمد على أدب الكبار أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، مع الفارق طبعا، وهنا يجب أن أشكر من قاموا على تحويل هذا الأدب لصورة مرئية ، فمحمد ناير السينارست قام بكتابة سيناريو رائع، وأيضا عثمان أبو لبن المخرج، ومدير التصوير، وكل القائمين على العمل فكلهم قاموا بمجهود جبار وعمل مشرف.
وما تعليقك على حالة الهجوم التي طالت ''هند صبري'' لمجرد فكرة تحويل البطل إلى بنت؟
أدعو كل من هاجم أن ينتظر وألا يتعجل أو ينقد دون أن يرى فكيف نهاجم العمل دون رؤيته أو نحكم عليه بالفشل لمجرد أنه حدث به بعض التغييرات فيه ؟؟ والمسلسلات أصبحت من الإنتاجات التى يصرف عليها من الناحية المادية جدياً وإنتشارها جيد للغاية وفى النهاية أنا أكتب الرواية كعمل أدبى وليس الهدف منها هو تحويلها لميديا وإذا توفر لها العرض المناسب لتنفيذها فلا توجد مشاكل أم إذا لم يحدث فأفضل أن تبقى كما هى.
هل قامت هند صبري بأداء الدور مثلما تخيلته في ذهنك؟
قد قامت هند باستلهام شخصية أحمد كمال بحذافيرها وتطبيقها على فتاة، فاحتتفظت بكل شيمه من شهامة وخفة ظل واستطاعت أن توازن بين خفة الظل هذه وكآبة القضية، وهذا ما سيبهر الجمهور.
ألا تخشى العرض في رمضان وبخاصة مع كثرة الأعمال الدرامية هذا العام؟
والله.. دائمًا العمل الجيد يفرض نفسه والشىء المعروض لو سيىء حتى وإذا عرض بمفرده لن يشاهده أحد وإعتمادى سيكون على الله أولآً ثم الجمهور الذى قرأ الرواية وأحبها سينتظر خروجها للنور على شاشة التليفزيون والأعمال المعتمدة دائماً على عمل روائى تكون أقوى من ناحية البناء وبشكل عام قمنا بعمل العديد من التغيرات حتى تواكب مسلسل تليفزيونى من 30حلقة وهناك شخصيات خطوطها الدرامية أتسعت مثل طارق ومحيي ذنون وهناك شخصيات ظلت كما هى مثل شخصية آية.
ألم تشعر ولو للحظة بالخوف على إبداعك من التغيير؟
على العكس تمامًا، لقد استمتعت بنجاح روايتي وترجمتها لأكثر من لغة، وسعدت أيضا بأن رؤيت للواقع والتي وضعتها في الرواية تحققت ، فبالرغم من أن الرواية مطروحة قبل الثور بأعوام إلا أنها نجحت في التنبؤ بأن الانترنت سيكون القناة البديلة دائما التي لن يستطيع أحد أن يفرض عليها أي قيود، وهذا ما كتبته عندما نشرالبطل الوثائق التي يمتلكها على شبكة الانترنت، وهو يشبه بشكل كبير ما حدث في الثورة.
والآن لدي فرصة أن أستمتع بنجاح عملي مرة أخرى وبشكل جديد، فأنا لست بالشخص الذي يصعب عليه التغيير أو المساس بإبداعه، وهو ليس نصا مقدسا، هو نص بشري قابل للتعديل بل والحذف.
فكرة ''الإسقاطات'' التي أستخدمتها فى ''فيرتيجو'' عن فساد طبقة رجال الأعمال وإستخدام البطل للانترنت فى الكشف عن هذا الفساد لشخصيات من السهل أن يعرفها الجميع فى الواقع.. كيف حدث ذلك؟
''فيرتيجو'' لم تتناول أى أسرار أو معلومات لا يعرفها الجميع هى فقط مجرد قراءة لما بين السطور لذا فكل الإسقاطات التى سيجدها القارىء سيعرف من هى بسهولة لأن المعلومات عنها معروفة ومتاحة للجميع وعندما تقرأ رواية مثل ''عمارة يعقوبيان '' لعلاء الأسوانى تجد بها بعض الإسقاطات أيضاً فأنا بطبيعة الحال لم أسلط الضوء على معلومات سرية ولكن الفكرة هى كيفية أن تشعر القارىء بهوية هؤلاء الأشخاص وخلال السنوات القليلة الماضية لم يكن هناك أى منع لشىء من الأعمال الفنية أو الأدبية بشكل عام بل تجد العديد من جرائد المعارضة أو القنوات التليفزيونية التى تلقى الضوء على بعض قضايا الفساد دون مشاكل.
وعلى سبيل المثال عندما تقرأ عن صعود مفاجىء لشركة ما أو هبوط أخرى دون سابق إنذار أو معطيات تمهد للموضوع فهذا يعنى أن هناك احد الأشخاص التى تحرك الموضوع والناس فى وقتنا الحالى ستجد أن كل ما كانت تتخيله فقط مجرد خيالات أو مجرد تسمع عنه وموجود أكثر منه فى الواقع عن الفساد الخاص بطبقة رجال الأعمال وفئة رؤساء التحرير الذين مارسوا بعض الألعاب القذره وبعضهم يحاكم الآن على أرض الواقع كل هذه الأحداث موجودة لدىّ فى الرواية منذ عام 2007 ودعنى أؤكد لك مرة أخرى أن ''فيرتيجو'' لم تكن تنبأ بشىء أو تنجيم من ضرب الخيال هى فقط مجرد قدرتك على قراءة ما بين السطور وتحليل الأمور بشكل جيد والتفكير فيما يحدث من حولنا.
وهل ترى أن ''فيرتيجو'' أخذت إنتشارها ونجاحها الآن خاصة بعد الثورة؟
النجاح بالنسبة لى أمر نسبى للغاية و''فيرتيجو'' أول ما كتبتها كانت مجرد خروج وتعبير عن بعض ما يدور بداخلى وكانت كتابة لى فى النهاية بعدها أصبح حلمى أن أنشرها ثم يشاهدها بعض الأصدقاء المقربين منى بعدها الموضوع يكبر بداخلك إلى أن يصبح أن الناس كلها تعرفها وتتواجد فى المكتبات بشكل أفضل ثم دخولها فى الروايات الأفضل مبيعاً ثم ترجمتها لثلات لغات الإنجليزية والإيطالية والفرنسية العام القادم بإذن الله كل هذا المشوار رحلة طويلة تواجهك خلالها الكثير من المشاكل والصعوبات لأنك فى البداية لست معروفاً فالتوزيع سيىء ولا تُسمع مع الناس أو يكون إنتشرها أكبر ويقرأ مخرج جيد أو كاتب سيناريو ليقرروا تحويلها لمسلسل أو فيلم أو يتم وضعها فى شكل مناسب أو يتماشى مع الأجواء العالمية وعلى سبيل المثال الأديب العالمى نجيب محفوظ تجده يكتب فى إطار محلى جداً بمعنى أخر رواية مصرية للغاية تحكى عن حارة داخل حارة داخل زقاق وفى نفس الوقت روايته أكثر روايات تمت ترجمتها فى الخارج لماذا؟؟ لأنها لمست داخل القارىء شىء معين وفى نفس الوقت أستطاع أن يدخل بك إلى عالم جديد ...''فيرتيجو'' عندما بدأت تأخذ الإنتشار العالمى من خلال الترجمة لمسهم فى الخارج عدة نقاط فهنا فى مصر لمسنا أجواء الفساد الخاصة برجال الأعمال فى الترجمة الإيطالية أهتموا بالتركيز أكثر على الكبارية الذى يعمل فيه البطل فلمسهم أكثر فكرة سحر الشرق وليالى القاهرة أقصد أنه كلما كانت الرواية متعمقة فى العديد من جوانب المجتمع بطبيعة الحال ستهم العديد من الفئات لإستكشاف فكر الشعوب فى مجتمعات أخرى.
وتجد أن رواية مثل ''ساحر الصحراء'' هى التى عرفت الجمهور بالبرازيلى ''بابلو كويلهو'' كانت قصة بسيطة للغاية ولكنها لمست إنسانية القارىء ... والحمد لله هى نقط داخل سقف يعلو أتمنى أن يتوج بالمسلسل وكله فى النهاية فضل من الله سبحانه وتعالى.
ما بين ''فيرتيجو'' و''تراب الماس'' روايتك الثانية.. ما الذى أختلف عند مراد؟
بعد ''فيرتيجو'' بدأت أذاكر بشكل مكثف للغاية وكان هناك سؤال يتردد بداخلى وأسمعه بقوة هل أنا شخص شاطر أم أنه مجرد حظ مبتدئين ودى حاجة كانت تخيفنى بشدة لأننى قد أكون كتبت رواية طلعت كده !! أو عملت فرقعة وخلاص وده كان سؤال أشاهده فى عيون كل الناس ودائماً يقال بداخلى بصوت عالى وطوال هذه الفترة حتى صدور ''تراب الماس'' كان القلق والتوتر والخوف هو السمة المسيطرة على حياتى ف ''فيرتيجو'' كًتبت فى ست شهور فقط أما ''تراب الماس'' فإستغرقت نحو عام ونصف.
وطوال هذه الفترة قمت بشراء كتب تتحدث عن الكتابة بشكل لطيف للغاية لآننى من الناحية المادية لن أقوى على الحصول على دورات تدربية أو السفر للخارج إلى أن وصلت لشكل معين أمكننى من تطوير كتابتى بشكل أفضل وأستمرت المذاكرة والقراءة معى لأن الإنسان من المهم ألا يتوقف عن المذاكرة أو التعلم لأن ذلك غباء.. والحمد لله الجميع لاحظ الفارق الواضح فى المستوى بين الروايتين للآفضل وده كمان ظهر من خلال آراء النقاد منذ ظهور الرواية الثانية للنور.
وماذا عن تراب الماس؟
''تراب الماس'' كانت تحدى كبير بالنسبة لى والفكرة الخاصة بها جاءت من خلال أسلوب العقاب أو ''البانشمينت'' وهى متى بستطيع الإنسان أن يتولى أمر الدنيا ويصلح الفساد دون إعترافه بالقانون ونحن وصلنا إلى مرحلة خلال العقد الأخير من حياتنا أصبح قانون الغابة هو السائد بيننا فكانت الفكرة ظهور بعض الأفراد يتولون تصليح الأمور بطريفتهم أو قانونهم الخاص من خلال القتل أو الدم وأطرح سؤال هام للغاية ألا وهو هل الإنسان يملك حق عقاب الناس ويصل لمرحلة ما يقرر فيها عقاب المجتمع الذى يعيش فيه والأفراد الذين يروا أنهم أخطئوا من وجهة نظره وهل يمتلك الإنسان عدالة خاصة به أم لا ؟؟ ..والتحضير لها أخذ وقت طويل لأن الرواية بها مرحلة زمنية من فترة الخمسينات ولصغر سنى بطبيعة الحال لم أعش تلك الفترة وأستغرق التحضير لمشهدين فقط عن تلك الفترة بالرواية نحو 5 أشهر من خلال والدى الذى عاصر تلك الفترة ومن حارة اليهود وصديقين له وبدأت فى عقد جلسات معهم وتفريغ لكل حكاياتهم والنزول لمواقع حقيقية لمعايشة تلك الأجواء ومنها المكوث لمدة أربعة ساعات كاملة فى مشرحة زينهم فى أحد المشاهد بالرواية للسؤال عن بعض التفاصيل وأسلوب المعايشة من رأيى هو أفضل طريقة تستطيع إيصال الإحساس عن شىء تكتب عنه بشكل دقيق وصحيح ''حط نفسك داخل الأجواءوعيش فيها حتى وإن لم تكتب عن كل شىء فيها '' وعلى الجانب الآخر بدأت فى عمل أبحاث ومصادر عن ''تراب الماس '' حتى يشعر القارىء بالحالة المتواجدة على الورق من خلال الوصف الدقيق لها ومع الوقت وصلت لكم هائل من التفاصيل الكثيرة التى شكلت البناء أو العمود الفقرى للرواية والحمد لله منذ ظهورها فى العام 2010 ودخلت ضمن أفضل الروايات مبيعاً فى وقت قصير للغاية.
وما هي قصة الإهداء للرئيس الراحل محمد نجيب ووصفه بأنه رجل الفرصة الأخيرة؟
شوف... محمد نجيب شخصية -من وجهة نظرى – لم تأخذ حقها فى التاريخ المصرى وظلم للغاية وهذا الرجل أشعر أن هناك صلة خفية بيننا على الرغم من عدم معرفتى به أو رؤيته لأنه ببساطة توفى وأنا عمرى ما يقرب من خمس سنوات ولكننى أحببته من خلال قراءتى عنه وقررت أنا أهديه روايتى الثانية أن كتب لها البقاء وظلت موجودة لتعرف الناس وتتذكر أن هناك شخص حاول أن يجعل حياتنا طبيعية وألا تسير البلاد فى نظام واحد فقط منذ عام 1952 بأفراد تحكم وهى ليست مؤهلة لذلك وثورة 1952لم نفهمها بشكل كامل سوى فى أيامنا الحالية حتى ثورة 25 يناير سنأخذ وقت لكى نستوعب ما يحدث ونفهم الأمور بشكلها الصحيح.
عشنا فترة كبيرة وتحديداً منذ عام 1954 فى إنحدار بمعنى الكلمة وليس فى عهد النظام السابق فقط وأوصفها دائماً بأنها مثل الكريمة على التورته وبنظرة سريعة على التاريخ سنجد أن الأحوال لم تكن جيدة على الإطلاق منذ الخمسينات ولكن ساعد على ظهورها عدم وجود ظروف مشابهة خلال العهد السابق ففى فترة عبد الناصر تجد مشاكل خاصة فى العدوان الثلاثى وتأميم القناة وأحزاب سياسية تم إلغائها إلى موت عبد الناصر بشكل مفجع لتأتى إلى عهد السادات كان أمامه إسرائيل وبعدها كامب ديفيد إلى أن جاء مبارك فلم يكن هناك سوى الإرهاب الذى قضينا عليه فى عام 1997 لننظر إلى أنفسنا فى المرايا لنجدنا ''مشوهين'' وتفرغنا إلى تخوين بعض وسب بعضنا البعض فنحتاج إلى بعض الوقت لنفهم الأمور ونتعلم كيف نتحد ونصلح دون تكسير.
''القتل'' تيمة تكررت في الروايتين ألا تتفق معي في ذلك؟
فكرة القتل تستطيع أن تقول أنها موجودة فى الروايتين بالفعل وهذا مطلوب لأننى أكتب جريمة وهذا النوع بيميل لفكرة الفتل لأنه أدب جريمة وليس بوليسى وأنا دائماً لا أحب التصنيف وأرفض تصنيف الروايتين على أنهما من النوع البوليسى لأنه هذا النوع يدور حول ثلاث أسئلة من قتل ؟ وكيف فتل ؟ وهو فين؟ فى فيرتيجو القارىء يعرف القاتل من ثانى مشهد والفكرة أننى أحاول أن أستعرض العديد من طبقات المجتمع ولكن فى شكل من الإثارة يجعلك مترقب الأحداث مع بطل الرواية تتعاطف معه وتخاف عليه وده بحاول أعمله لأن القارىء لدينا فى مصر''جعان'' لقراءة هذا النوع وبطببعة الحال هذا النوع موجود من أيام نجيب محفوظ وروايته'' اللص والكلاب'' أنا فقط حاولت إخراجه للنور مرة أخرى وهذا النوع هو الأول فى العالم وعلى سبيل المثال دان براون صاحب شفرة دافنشى ولماذا أكتب هذا النوع لأننى أحبه وغير موجود لدينا فى المجتمع المصرى وإذا لم أنافس فى أرض جديدة فلماذا أكتب فمصر مليئة بعظام الكتاب ومنهم من هم أفضل وأقدم منى.
وماذا عن تحويل الرواية لفيلم من بطولة أحمد حلمي؟
الفنان أحمد حلمي قارىء جيد للغاية ودائم البحث عن موضوعات جديدة بالصدفة قرأ الرواية بالتزامن مع زوجته الفنانة منى زكى ومن هنا تنافشوا فى إمكانية تحويل الرواية لفيلم وبالفعل أشترت شركة الإنتاج الخاصه به الرواية لتنفيذها وأثق فى قدرته على تنفيذها بالشكل الأمثل .وعقدنا عدة جلسات بعدها طلب منى أن أقوم بكتابة السيناريو وبالفعل تم الإنتهاء منه بعد عدة تعديلات وخلص الحمد لله أما بالنسبة للتوقيت فهو راجع لحلمى وشركة الإنتاج الخاصة به لأن الرواية أصبحت ملكاً له ومنتظرين لحين إستقرار السينما وإن شاء الله يخرج المشروع للنور قريباً .
وهل ساعدتك دراستك للتصوير وعملك كمصور في الوصول لأسلوب خاص بك؟
بالتأكيد الكتابة بشكل عام هى شرح للصورة وبطبيعة الحال عندما أريد أن أكتب عن شىء لابد أن أذهب لتصويرها فى الأول وبحكم دراستى بمعهد السينما قسم التصوير فهذا العمل مشابه لما كنت أقوم به عندما نذهب لتصوير موقع معين وتخيل الإضاءة به والآلية التى سيتم التنفيذ بها فالتصوير مهنتى والترفيه بالنسبة لى أما الكتابة فهى هوايتى المؤلمة والكاميرا فى حياتى العادية لا تفارقنى وأحب إلتقاط الصور دائماً لأنه تخلد ذكرى أو موقف معين وقد أستعين بها فى أى شىء أكتبه فيما بعد والوسائل والتقنيات الحديثه وفرت الكثير ومن الصور يمكنك عمل تريلر لتسويق الكتاب وهو ما حدث معى وغيرى من جيل الكتاب الذى واكب وسائل العصر من يوتيوب وفيس بوك ولولا تلك الوسائل لم تكن الثورة ستتحرك بهذه السرعة وبطبيعة دراستى فأنا أميل إلى لغة السينما كما أن الكتاب سلعة راقية للغاية والفيلم أو شريط الكاسيت يتم التسويق لهم بأكثر من أسلوب فلماذا لا نستخدم ذلك كله من أجل الكتاب.
''فيرتيجو'' و''تراب الماس'' صدرا في عامي 2007 و2010 أي قبل الثورة.. هل أنت سعيد بذلك وبخاصة بعد أن تحقق ما كتبته؟
أنا سعيد لمحاولتى أن أكون إيجابياً بشكل ما بغض النظر عن الثورة لأن الروايتين كانوا بمثابة إنذار حاولت من خلاله أن أقول يا جماعة فى ''رائحة شياط '' والثورة فى حد ذاتها كانت حدث كبير يفوق كل التوقعات وأنك تشوف الثورة تحدث أمام عينيك دى حاجة كبيرة لم يكن يتوقعها أحد وكثيرين كانوا يعتقدون أن الشعب سيظل راكداً لمدة مائة سنة كمان وكل التوقعات خابت مع الجميع وللآسف هناك العديد من الفئات أستغلت الثورة بشكل سيىء للغاية فكانوا يوقعون إنصراف وحضور فى التحرير ويظهرون فى وسائل الإعلام وأمام الكاميرا ويقولك لك شوف أنا أخذت دخان أو خرطوش وده فى النهاية منّ وأذى على البلد وطلب تعويض معنوى على تعب أو شىء تقوم به من أجل البلاد فهذا مبتذل للغاية وبالمناسبة أنا لم أنزل إلى التحرير و لا أدعى مجد بنزولى التحرير والروايتين إذا كانوا جاهزين معى بعد الثورة ببساطة لن أنشرهما لأنه سيظهر أننى قمت بالإقتباس مما يحدث فى الواقع وكل سعادتى اننى أستطعت رصد شىء وأتكلمت عنه فى وقت لم يكن أحد يتحدث فيه ولا أدعى مشاركتى فى الثورة وأنا البطل ولكن أعتبر أن كتاباتى هى الفكرة فى أن تصبح إيجابياً وليس سلبياً فى الحياة عمومًا.
وكيف ترى الأوضاع الحالية في البلاد بالتزامن مع انتخاب الرئيس الجديد؟
الأوضاع في البلاد طبيعية للغاية وماشية وللآسف نتحرك فى ظل كوننا شعب غير ناضج ولم يتعود على قول نعم أو لا ولم نتعاد كيفية قولهم ومتى نقولها وفى حالتى الفرح والحزن يصرخ ويكسر وسلوكنا أشبه بالأطفال متطرفين فى مشاعرنا إلى أقصى حد إذا أحببنا شخصاً ما نرفعه فى السماء والعكس إذا كرهنا أحداً نسقطه فى الأرض ولا أعلم لماذا دائماً نميل إلى فكرة التصنيف ونقول والله ''فلان دة كويس وفلان ده وحش '' .. وفى ''تراب الماس '' إذا قرأتها ستجد أن كل الشخصيات ليست نقية أو بيور وده فى الواقع هو مجتمعنا مفيش حد نقى لأقصى درجة أو النقيض مفيش أن الإنسان يكون طبيعى ولكن يا أبيض يا أسود والنقطة المتعلقة بمنطقة الرماديات ليست موجودة وإذا ما حدث شىء ما دائماً نلقى اللوم على غيرنا نحن كشعب لدينا مشاكل كثيرة للغاية والحكام كذلك لديهم أخطاء و- من وجهة نظرى- الثورة أظهرت أسوأ ما فينا لأنفسنا على الأقل بخلاف ال 18 يوم الأولى فقط والدليل أشياء كثيرة كنا نظن أنها جيدة وتظهر فى النهاية سيئة لدرجة كبيرة ونحتاج لنهضة هذه الأمة ثورة على أنفسنا قبل الثورة على الحاكم لأننا لن نشعر بالتغيير إذا لم يغيير كل منا من نفسه أولاً.
وما هو الحل من وجهة نظرك؟
الوقت فقط حتى ندرك الأشياء بمنظورها الصحيح والتعليم فلابد من الإهتمام ببناء أجيال جديدة قادرة على أن تولى أمور القيادة لأن التعليم للآسف لدينا هو مجرد تعليم من أجل الإمتحان فقط والثورة حققت الكثير من المكتسبات الجيدة واصبح لدينا رئيس سيظل خلال فترة معينة هى أربعة سنوات بالتأكيد سيحاول إرضاء الشعب بكل ما آوتى من قوة ونحاول الهدوء لإعادة البناء مرة أخرى ومن الضرورى للغاية الإيمان بأننا قومنا بعمل حدث قوى ونظل سعداء به ولا نقول على أى شىء فاشل ولازم نضع فى أذهاننا أننا نجحنا حتى نحاول إصلاح البلد ولابد من العودة إلى حب البلد وبعضنا البعض حتى نستطيع الوقوف على أقدمنا مرة أخرى وعلى الجميع أن يؤمن أن خلق لهدف وليس من أجل الطعام والشراب والنوم والإنجاب وخلاص وإذا أثرت إيجابياً فى مجال عملك بشكل لو بسيط فهذا عمل عظيم.
وعلى سبيل المثال: فيرتيجو بطلها أحمد كمال يعمل مصور وإذا نجحت فى جعل القارىء يحترم تلك المهنة كإنسان وكيان وليس كرسى يبقى أن سعيد جداً وفى أحد المرات ألتقيت بقارئة قالت لى ''أنا دلوقتى لما أبقى فى فرح وأشاهد مصور أبتسم له وأقول له شكراً '' لك أن تتخيل هذه القيمة الإنسانية الكبيرة التى إذا أستطعت توصيلها للناس فأنا لا أريد أى شىء آخر '' أعمل شغلك وضيف له ولو حاجة بسيطة ولكن يكون لها قيمة ''.
كيف ترى الكتابات التي تناولت ثورة 25 يناير؟
والله كتابات جيدة ولكنها '' غير ناضجة '' لأنها تركز على جانب واحد فقط أو من وجهة نظر واحدة وأحداث كبيرة بشكل عام مثل الثورات لابد للكتابة عنها تحتاج إلى أوقات طويلة وعلى سبيل المثال : فيلم رد قلبى قصته كان لهدف وهو تمجيد لحدث معين وإذا نظرت له فى الواقع ستجد به بعض المبالغة وتكتشف ما يمكن أن يضحك مثل ''الباشا الذى يضرب واحد بالنار لأنه تجرأ على قطف وردة من الحديقة الخاصة به '' فالموضوع يحمل فى طياته بعض المبالغة وقد تكون تلك الكتابات هامة من أجل التوثيق للحدث كتاريخ يمكن الرجوع إليه فى معرفة بعض التفاصيل الهامة وكما ذكرت لك ثورة 1952 أستطعنا فهم ما حدث بها خلال الأيام التى نعيش فيها الآن.
والاهتمام بالقراءة في فترة من الفترات قل للغاية لعزوف الكاتب عن الإهتمام بالقارىءومعظم الكتاب ما بين جيل الستينات والتسعينات بدأ يكتب فى أفكار أو أشياء لم تعد تهم القارىء لأنه لم يلمس همومه فى الحياة بها وبالتالى لماذا أقرأ شىء وأنا لا أشعر به ورواية مثل عمارة يعقوبيان تستطيع أن تقول أنها اعادت القارىء مرة أخرى وهناك عدد كبير من المكتبات ظهر فى الفترة الأخيرة بالتزامن مع جيل من الكتاب الشباب وهذا دليل على وجود سوق ورواج للكتاب.
هل هناك أي أعمال جديدة ستصدر لك؟
قريبًا إن شاء الله فى حاجة جديدة ولكن أفضل عدم الحديث عنها وسعيد بأسئلة الناس دائماً عن الجديد وأدعو الله أن أظل عند حسن ظنهم.
أخيرًا.. ما هي أحلامك؟
والله ولا حاجة أنا دائمًا أعمل ما أحبه وأتمنى دائماً أن يكون هناك جديد وأن القارىء يكون دائماً سعيد بشغلى وحلمى الكبير أن أظل أقدم أشياء تلمس الناس ويشاهدوا فيها أنفسهم بشكل ما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.