أكد الناشط السياسي المصري وائل غنيم أن هناك صراعات إيدلوجية قد ظهرت بين مختلف القوى السياسية المعارضة منذ تنحى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، مشيرا إلي أن هذا عكس ما اراده أثناء ثورة 25 يناير 2011. وقال غنيم من خلال تدوينه له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اليوم الأربعاء: "يوم 25 يناير 2011 نزلنا نهتف لحلم الحرية والديمقراطية وعندنا طموح للتغيير وكان أكتر المتفائلين شايفينه شبه مستحيل. كتير مننا نزل الشارع وهو مستعد يضحي عشان يشوف البلد بتتغير للأحسن. يوميها وقف شاب قصاد مدرعة في القصر العيني في شجاعة منقطعة النظير وكأنه بيعلن رسميا كسر حاجز الخوف واللامبالاة عند جموع كبيرة من الشباب المصري.". وأضاف: "بعد سقوط مبارك وعلى مدار سنتين ونص (من 2011 ل 2013)، شاركت مع كتير من الشباب في حملات ومبادرات للحوار والتواصل بين مختلف الأطياف. قابلت عشرات الشخصيات السياسية بما فيهم قيادات الجيش والإسلاميين والليبراليين واليساريين والشباب في اجتماعات كانت أحيانا تستغرق ساعات طويلة أتاحت لي التعرف على الجميع بعيدا عن صخب الإعلام. وللأسف مع الوقت بدأت أشوف صورة تانية خالص غير صورة الحلم اليوتوبي اللي الناس عاشته في ميدان التحرير، صورة المرة دي أكثر واقعية وقتامة من حلم المدينة الفاضلة اللي حلمنا بيه في 25 يناير". وتابع: "(كتفي في كتفك، وحد صفك) كان من شعارات المعارضة قبل وأثناء ثورة يناير. كنا بنهتف للحرية بس كل واحد فينا تصوره للحرية مختلف عن التاني. البعض شايف إن الحرية هي فرض النسق القيمي والأخلاقي اللي هو مؤمن بيه على المجتمع، والآخرين شايفين الحرية بمنظور المجتمعات الديمقراطية الغربية الحديثة، والبعض شايفين الحرية هي حرية قمع كل أصحاب الأفكار الهدامة من وجهة نظرهم، وغيرهم شايفين الحرية هي التحرر من الأنظمة الرأسمالية والنيوليبرالية". وأشار غنيم إلي أنه كان يتمنى أن لا تتحول "الثورة إلي خناقة لتقسيم التورتة أو لتصفية الحسابات الشخصية" بالإضافة إلي الابتعاد عن الصراعات الإيدلوجية، مضيفا "لكن وللأسف بعد تنحي مبارك، حصل العكس تماما. اشتعلت الخناقة على تقسيم التورتة، وطفت على السطح الصراعات الأيدولوجية اللي اتخذت منحى المعارك الصفرية". وذكر: "لو عايزين نقيم دولة العدل، لازم نبقى صريحين مع نفسنا، الأفكار والأيدولوجيات اللي متبنيها الكتلة الحرجة من الفاعلين سياسيا في مصر بعضها تتعارض مع المفاهيم الأساسية للحرية والديمقراطية. بدون الاتفاق على مراجعات حقيقية هيستمر الوضع المؤسف اللي احنا بنعيشه حاليا". وتسأل غنيم: "هل ممكن نعيش في مجتمع قائم على التعددية يستوعب الناس على اختلافهم، مجتمع فيه ديمقراطية حقيقية (مش إجرائية) قائمة على تداول السلطة وحماية حقوق الجميع وخاصة الأقلية؟، هل ممكن نعيش في دولة دور جيشها هو حماية الحدود والعمل تحت مظلة السلطة المنتخبة من الشعب ومش بيتدخل في السياسة ولا يدير منظومة البلد الاقتصادية؟، هل ممكن نعيش في دولة لا يحاول سياسيوها فرض نسق أخلاقية وقيمية على الأفراد تحت شعارات الدين والوطنية؟ هل ممكن نقبل بفكرة إن معتقدات الإنسان وأفكاره هي حق أصيل يخصه وحده؟ هل ممكن نعيش في دولة فيها احترام حقيقي لحق الإنسان في الاعتقاد والتعبير والتفكير؟ هل ممكن نعيش في دولة (عدل) و(قانون) و(حرية)؟".