من 28 سبتمبر سنة 1970 ولغاية 30 يونيو 2013 كان فيه شريحة كبيرة من المصريين همها الأكبر هو البحث عن القائد اللي يقدر ينتشل مصر من اللي هي فيه ويبدأ مشوار حقيقي في الدروب الصعبة .. وكنا على استعداد تماما نضحي بكل جهد ووقت وتعب في مقابل اننا نعيش لحظات تاريخية زي اللي عاشها أجيال كتير قبلنا قدروا يعاصروا قادة وزعماء غيروا مسار التاريخ .. اغلب الجيل الحالي مكانش اتولد او كان لسة طفل غير مدرك يوم 28 سبتمبر 1970، لكنه بالفعل اتولد وعاش وهو عارف او مدرك او حاسس بشكل غير مباشر انه مفتقد للقائد والزعيم ، وعلى الرغم من التغيير الإجتماعي الكبير اللي حصل في العقود الأخيرة واللي أكيد خلى أفكار الزعيم جمال عبد الناصر ومرحلته مش ملائمة أو مش مستساغة للجيل الجديد ومفاهيمة المتطورة والمختلفة للواقع إلا ان ناصر لم يفقد أبدا لمعانه كقائد عند أغلب الشباب حتى وهو بينتقده او شايف ان افكاره مش ملائمة للواقع الحالي إلا انه شايفه زعيم مرحلة مهمة جدا في تاريخ مصر .. بعد 25 يناير كان حلم الجيل ده هو البحث عن زعيم يتجاوز مدرسة عبد الناصر يعني ان مصر تتحول من جديد لأكبر واهم دولة في المنطقة وفي العالم زي ايام عبد الناصر لكن ده باضافة الحلم في دولة مدنية ديموقراطية بتمتع بكتير من الحاجات اللي أصبحت جزء من أحلامنا بعد التطورات الإجتماعية والسياسية والتاريخية اللي حصلت من بعد وفاة ناصر لغاية سقوط مبارك .. وبعد معارك وعناد ونزول في الشوارع وسرقة الثورة وتنامي التيار الرجعي جه يوم 30 يونيو اللي كان بكل الأحوال ردة ورجوع للخلف ، ايوة ردة بس مش بالمعنى الإخوانجي .. المقصود هنا ردة ورجوع للخلف ان الشباب قرر ان اقصى حلمه دلوقتي هو وجود ناصر جديد وان مش مهم أوي الزيادات والتطورات اللي كان بيحلم بيها ، وان الوصول لخطوة وجود زعيم ومرحلة تشبه الفترة الناصرية يعتبر انجاز مهم جدا ممكن يتبني عليه كتير ، وخصوصا بعد المخاطرالشديدة اللي شفناها حوالينا ، شفنا تجمع كل قوى الهيمنة والحرامية في العالم للسيطرة على الشرق الأوسط وشفنا إن اسرائيل بقت شوكتها اقوى وبقت بتتدخل علنيا في الصراعات اللي في الدول العربية وبعد ما كنا على شفا حفرة من صراع مذهبي هيعصف بالمنطقة العربية وبعد ما لاقينا تركيا بتحلم بعودة الأمجاد العثمانلية وأمريكا بتلعب في كل حارة وكل شارع عربي .. ساعتها يمكن قلنا احنا محتاجين مرحلة ناصرية تقف تتحدى وتجمع الشمل وترفع من جديد شعار استقلال الإرادة الوطنية وحرية تقرير المصير ورفض التدخل الأجنبي في بلداننا تحت أي مسميات مهما كانت ، وفترة تكون كلها دعم للغلابة والعمال والفلاحين وزيادة الدعم وعلاج مجاني ومواصلات مجانية .. الخ ماهو الناس تعبت برضه.. واقل حاجة هو انهم يعيشوا في المرحلة دي اللي بتشكل جزء مهم وكبير من حلمنا .. ومش مهم لو تغافلنا وتناسينا بعض الأحلام الكبيرة التانية مؤقتا في ظل الظروف الحالية وزي ما بنقول دايما "الفقراء أولا" وان قضيتنا المركزية هي "الخروج من التبعية" ولو دول بس اتحققوا بشكل مرضي هيكون جيلنا عمل خطوة كويسة أوي يكمل بعدها الأجيال الجاية ! بس اللي حصل ان حتى التنازل دة عن الحلم وبقيته مش نافع ، يا تتنازل عن حلمك كله يا تموت .. لاقينا نفسنا بنرجع بسرعة لكل واقع رفضناه احنا لسه زي ماحنا بنلغي الدعم وبنرفع عن الغلبان اي سند ليه وبندعم رجال الأعمال وبنطلع الحرامية الكبار من السجون وبنعلي صوت رأس المال وبنقول ان معندناش مشاكل مع امريكا وبنطلب منها المساعدات وبنقولها لو عاوزانا نخدمك ونكون معاكي ادينا الأباتشي !! وبننسق مع إسرائيل ، وبنوافق ضمنيا على محاربة الإرهاب في بلادنا من قوى أجنبية واستعمارية وبنتحالف مع الأنظمة الرجعية والأنظمة الأمريكانية في منطقتنا وبنتحسس أوي من اي حد بيقاوم اسرائيل وبنكلمه من طراطيف مناخيرنا .. طيب احنا ممكن نتنازل عن حاجات كتير اوي لكن لكل حلم "خط سفلي" زي ما بيتقال .. وخطنا السفلي اللي مانقدرش ننزل عنه وإلا يبقى ماعملناش حاجة أصلا هو الفقراء والخروج من التبعية .. يعني من الآخر جمال ومش اقل من جمال عبد الناصر ..