وصف الناشط وائل غنيم الاجواء في مصر بالحظة صعبة، مؤكدا مدي الانقسام الذي يعيشه الشعب في ظل ما اعتبر ان هناك مايؤكد ان المعركة صفر ية مع كل المختلفين معاه , مؤكدا: الفكرة قد تكون حالمة ولكن في النهاية هو تفكير بصوت عالي.". .وقال " غنيم " في تدوينة له عبر فيس بوك اليوم " إحنا منقسمين وشايفين إن المعركة صفرية مع اللي مختلفين معاه. كلنا عايزين نصفي حسابات الماضي ونعوض حقوق الناس اللي اتظلمت وماتت بس محدش عنده تصور إزاي ممكن نعمل ده وإزاي نرفع الظلم عن اللي عايشين منهم، وهل نقدر نتفق على مبادئ نعيش مع بعض عليها في المستقبل في دولة عدل تسعنا جميعا على اختلافنا؟ واضاف " احد شباب ثورة 25 يناير ان أغلب النقاشات الحالية في مواقع التواصل الاجتماعي هي شخصنة للصراعات وتنفيس عن شحنات الغضب عن طريق السخرية والشماتة والرغبة في الانتقام من اللي كل واحد شايفهم سبب في اللي مصر وصلتله، ووقتنا ضايع في الكلام عن أعراض المشكلة مش عن طرق علاجها. وجزء كبير من المشكلة إن كل واحد بيخاطب الناس اللي متفقة معاه فكريا وسياسيا، ومش مهتم بالكلام مع المختلف معاه. واعتبر " غنيم " في رايه ان " اللي مخلي الوضع أصعب هو غياب القيادة والرؤية اللي ممكن توصل لحل، والكلمات اللي زي: المصالحة والتوافق والمراجعات بتُعتبر عند ناس كتير شتايم. وللأسف أصبح من الصعب تصور إن الحل ممكن يكون في إيد القيادات والنشطاء السياسيين اللي بينهم وبين بعض أزمات ثقة غير مسبوقة وبينهم وبين الناس حواجز أسهمت فيها أخطاءهم على مدار السنوات اللي فاتت (بما فيهم شخص المتكلم). في الوقت نفسه تسائل " غنيم " قائلا " إيه العمل؟ الحقيقة أنا معرفش الحل، ومعنديش تصور واضح لإزاي نخرج من الأزمة, لكن بعد عدة نقاشات مع بعض الأصدقاء اللي بيني وبينهم تواصل إنساني برغم اختلافنا الفكري والسياسي، مقدرش أمنع نفسي من التساؤل: هل ممكن الوعي الجمعي للناس اللي بينهم روابط إنسانية يساعد للوصول لحل؟ و اضاف " ودي مش فكرة جديدة، حصلت قبل كده في كتير من الدول اللي كان فيها صراعات وانقسامات مجتمعية، وضروري أوضح إن ده مش طرح بديل عن وجوب رفع الظلم ومواجهته أيا كان ضحاياه، لكن هو طرح معني بإزاي نلاقي حل جذري يمنع حدوث الظلم في المستقبل. وسرد " غنيم عدد من الامور التي نصح بها الشباب قائلا : (1) كتير مننا في دايرة معارفه الشخصية ناس مختلفة مع بعض فكريا وعقديا. السياسة والأحداث الأخيرة فرقتهم عن بعض بس لسه بيتواصلوا على المستوى الإنساني، وقادرين على الكلام مع بعض بسبب الروابط اللي بتجمعهم (زملاء عمل - أقارب - أصدقاء دراسة …). (2) مجموعة من المعارف المختلفين فكريا (ليبرالي - يساري - إسلامي …) ومختلفين في موقفهم من يناير (ثورة أو مؤامرة) ويونيو (ثورة أو انقلاب عسكري)، يعملوا جلسات هدفها هو الإجابة عن تساؤل: إيه شكل مصر المستقبل اللي عايزين نعيش فيها؟ إيه علاقة الدين بالدولة؟ وعلاقة الجيش بالسلطة؟ إيه مفهومنا عن العدالة الاجتماعية؟ وإيه الحريات الشخصية والعامة اللي لازم ندافع عنها ونحترمها؟ هنتعامل إزاي مع المختلفين عننا خصوصا لو كانوا أقلية مش أغلبية في المجتمع؟ إيه مخاوف كل واحد في المجموعة على المستوى الشخصي، وإزاي ممكن نتعامل مع المخاوف دي؟ الهدف من النقاش هو الاجابة عن سؤال: هل ممكن نوصل لاتفاق على شكل دولة في المستقبل كل واحد على اختلاف انتماؤه هيشوف إن دي بلده وإنه مش محتاج يهاجر منها؟ وإنه يبقى عنده القناعة إنه ممكن يعيش بكرامته ومفيش اعتداء على حقوقه الأساسية بما فيها حقه في الاعتقاد والتعبير والاختيار؟ لأن طول ما الخلافات دي غير محسومة مش هنقدر نحل أزمتنا على المدى الطويل، وهنفضل دايرين في فلك ردود الأفعال والتنفيس عن طاقات الغضب في ظل غياب أي مشروع يجمع بيننا كمصريين. (3) النقاش ده ممكن يحصل على عدد من الجلسات وبيتم إدارة الحوار بالتناوب بين الأشخاص، مع التركيز على أهمية كسر الحاجز النفسي اللي بين الأطراف وإننا مش جايين نتحاسب عن الماضي (لأن عمليا محدش في المجتمعين كان في موقع المسؤولية). مع التأكيد على أهمية الوصول لاتفاق، لأن لو المجموعة دي برغم إنهم يعرفوا بعض وبينهم رابط إنساني فشلت في الوصول لحل، إزاي ممكن نتوقع إن السياسيين يقدروا يتوصلوا لحل؟ (4) نفكر في آلية لتوثيق الحوار ونشر خلاصاته بالاتفاق بين كل الأطراف عشان كل المجموعات اللي هتتكون بعد كده تستفيد من التجربة، ويبقى فيه كتلة حرجة من الشباب بيتحرك عشان جلسات الحوار دي تحصل في كل مكان داخل وخارج مصر بشكل غير مركزي ويتشاركوا مع بعض أفكار لتطوير الحوار. ويتم عمل آلية لتجميع وتوثيق كل الحوارات دي على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مركزي (مثلا على هاشتاج في تويتر أو صفحات غير مركزية على فيسبوك).