تحت الشمس الحارقة على ناصية شارع شهاب بحي المهندسين تجد أمامك رجلًا وحوله «بورتريهاته».. ينتظر من يأتي لشرائهم، أو حتى يطلب منه رسم أحد المشاهير أو بورتريه خاص له. 6 سنوات ممسكًا بريشته وألوانه أمام «ستاند خشبي» كبير مثبت عليه لوحات ورقية بداية من شروق الشمس حتى غروبها . محمد نجيب .. اتخذ البورتريه هواية محمد نجيب، من مواليد حي «بولاق الدكرور» التابع لمحافظة الجيزة يبلغ من العمر 28 عامًا، حاصل على دبلوم صنايع مصر ألماني تعليم "مبارك كول" في 2003، تخصص "ميكانيكي" صيانة وإصلاح، فهو رسام شاب أحاطه اليأس لعدم وجود فرصة عمل حقيقية، لكنه وجد متعته ورزقه في الرسم. بورتريه للرئيس الراحل انور السادات بورتريه في «الشارع» الرسم لديه كان هواية بعيدة تمامًا عن مجال دراسته، لكنه بدأ في امتهانه منذ 6 سنوات في منطقة الحسين، وبعد ثورة 25 يناير انتقل إلى شارع شهاب بحي المهندسين، حسبما يقول. ولزيادة وتنمية موهبته الفنية في الرسم فكر "نجيب" بعد أن انتهى من دراسته الأساسية وتأديته للخدمة العسكرية في الالتحاق بكلية فنون جميلة وحصل منها على دراسات حرة في الفن التشكيلي، وفشل أن يحصل على وظيفة ليسد بها احتياجات أسرته. ويقول "نجيب" لمحرر "محيط"، إنه اضطر هو وأولاده وزوجته إلى السكن مع والدته بسبب غلاء إيجار المساكن، وقلة الدخل الذي يحصل عليه من عائد أعماله الفنية الذي يصل إلى 300 جنيه في الأسبوع الواحد. مشاهير وشخصيات مختلفة فى بورتريه نجيب عمل "نجيب" في أماكن كثيرة لكنها كانت بعيدةً تمامًا عن موهبته الفنية، وتقدم لغالبية الوظائف الحكومية التي كانت تطرحها على الشباب، لكنها لم تأتي حتى الآن، منها وظائف في الضرائب وأخرى تابعة لوزارة العدل، لكنه في الأخير وجد الشارع مسكنًا للفن التشكيل لكي يعرض أعماله الفنية. وبالرغم من ذلك، لم يفكر "نجيب" أن يغادر القاهرة بالرغم أن أعماله تؤهله أن يكون من الشخصيات المشهورة في مجاله. فحبه لمصر جعله يرفض عروض كثيرة للسفر إلى الخارج والعمل في نفس تخصصه، أخرهم عرض من أحد ملوك قطر، لكنه فضل أن يكافح ويظل في عمله في مصر، فهو يحلم أن تذاع شهرته في مصر وليس في دولة أخرى، بحسب قوله. الشهرة "نجيب" لا يعرف الطريق الذي ينقله إلى عالم الشهرة فبالرغم من "موهبته الفذة" في الفن التشكيلي تخصص «بورتريه»؛ إلا أنه لم يفكر في يوم من الأيام أن يتقدم بأعماله إلى المؤسسات التي ترعى هذا الفن أو يذهب إلى إحدى الجرائد للعمل فها. بورتريه للملك فهد بن عبد العزيز يرفض "نجيب" المشاركة في مسابقات الرسم التي يصفها ب«الوهمية» لكونه يرى أن الشارع هو نقطة البداية نحو الشهرة في عالم ال«بورتوريه». ويعتبر أن الاختلاط في الشارع أفضل من أن يعمل في مكان مغلق، فأغلبية المسابقات كما يقول تقتصر فقط على ساقية الصاوي، ولا يوجد مسابقات عالمية يتم تنظيمها في مصر خاصة بالفن التشكيلي. ليس بالضرورة أن يطلب أحدًا من "نجيب" الرسم، فغالبًا ما يرسم الرؤساء والشخصيات السياسية والفنية والرياضية، وقلما يأتي إليه من يطلب منه رسم «بورتريه» لبعض الشخصيات من المشاهير أو الصور لايف أو منظر طبيعي. وتتراوح تكاليف كل «بورتريه» على حسب حجم الصورة من 150 إلى 250 جنيه. مع محرر محيط فى الشارع مقر الابداع مشاهير الرؤساء بحسب "نجيب" فأكثر الصور المطلوبة لدى "زبائنه" هي صور "المشاهير والرؤساء". وأوضح أن أكثر الصور طلبًا "من الرؤساء" هي "عبد الناصر والسادات وصدام حسين" ومن المشاهير الفنانة الراحلة أم كلثوم. وفيما يخص صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال إنه لا يرسمها إلا إن تم مطالبته في ذلك خوفًا من المظاهرات التي تنطلق في الشارع. أما صورة المعزول محمد مرسي فقد طلبت منه أكثر من مرة لكنه يرفض رسمها, ورفض أن يوضح أسباب ذلك. محمد نجيب مع زبائنه فى الشارع يعرض لوحاته ويقول نجيب إن أكثر الصور يقبل عليها الجمهور و "خاصةً السعوديين" هي صورة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.. ولا يمكن أن يعرض صورة في الشارع دون أن تتضمن "صدام". وتأتي في المرتبة الثانية هي صورة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، بحسب قوله.