الفنان التشكيلي علاء سعد عكاشة من مواليد 1971 من قرية عرب الرمل بمحافظة المنوفية جاء إلي فرنسا عام 1995 باحثا عن الشهرة والمجد والتعرف عن قرب عن الثقافة الغربية بعد أن أنهي دراسته بالفن في مصر وبدأ في ممارسة بعض الأعمال العادية لمواجهة صعاب الحياة ومتطلباتها في أغلي المدن باريس وأمام اندهاشه بالثقافة والحضارة الفرنسية وتدريجيا بدأ يتعرف علي مخزونه الفني ويعلن عنه ويمارسه بسبب حبه للفن وهواياته فبدأ الفن يشغل عقله وقلبه ويحرك أصابعه وأقلامه بجوار أرقي المعالم السياحية بباريس وفي عام 1996 بدأ في رسم البورتريهات بالشارع بسبب انتشار هذا الفن في باريس ويعتبر من أهم معالمها وثقافتها وعراقتها الفنية التي أخرجت أشهر الفنانين التشكيلين الفرنسيين والأوروبيين الذين عشقوا باريس وأخرجوا الكثير من اللوحات الفنية التي لا تقدر بثمن من خلال إبداعات متعددة ومذاهب فنية مختلفة ولهذا فقد عشق علاء عكاشة الفن بسبب والده الموظف بالقاهرة الذي كان سببا في حبه وأخيه الفنان التشكيلي والأديب والصحفي الأستاذ عبد الرازق عكاشة للفن والثقافة لحب الأب للقراءة والمعرفة وتقاربه من الشخصيات المرموقة وشهرته في قريته مع زوجته بكرم الضيافة والقيم النبيلة وحب الوطن، يقول الفنان علاء من علي أعلي ربوة وأشهر معلم في باريس بالدائرة الثامنة عشر كنيسة الساكريكير عشقت الرسم وفن البورتريهات وفن الكاريكاتير وكان لأخي الأكبر عبد الرازق عكاشة الفضل في حبي للفن وتشجيعي لفكرة السفر إلي فرنسا لأنه كان قد سبقني إليها بثلاث سنوات وقد ساعدني كثيرا في ممارسة فني لأن الطبيعة الخلابة في باريس والاحتكاك بالسائحين والمثقفين من كل دول العالم هؤلاء العاشقين للرسامين والفنانين لا يعودون إلي بلادهم إلا ومعهم بورتريه جميل كذكري من باريس وأمام إحدي مزاراتها السياحية الهامة ولهذا عشقت هذا الفن وعشقت التعامل مع الزبائن من كل دول العالم وبدأت أثقف نفسي بنفسي وأعطيت الفن كل وقتي وأقبلت علي زيارة المتاحف والمعارض التشكيلية التي لا تنقطع لكبار الفنانين التشكيليين الفرنسيين والأجانب ومعه فقد بدأت مداركي تتوسع ومع الخبرة والممارسة الإبداعية اليومية وتأثير الأماكن الخلابة التي تحرك خيال الفنان وبخاصة في جو التعامل الثقافي مع الناس والهدوء والنقاء في بلد الفن والثقافة والنور يجعل الفنان يعمل ويبدع ولا يبخل بفنه ولا تبخل عليه فرنسا بإمداده بخيالها الخلاب. يقول علاء بدأت ممارسة البورتريهات عند برج إيفل وهو كان مكاني المفضل، ولكني بعد ذلك اكتشفت أن تاريخ الفن والفنانين مرتبط بمنطقة هامة وهي منطقة مونمارتر الشهيرة بشارعها التجاري المزدحم ثم بشارع كليشي المبهج والمبهر وهو ليس فوق مستوي الشبهات ولكنه في نفس الوقت يمتلأ بالدجل والدجالين بالزي التقليدي لبعض من أبناء المغرب العربي ناهيك عن محلات بيع الأقمشة وغيرها من المحلات الشهيرة، أما الجزء الثالث فهو مونمارتر علي الميول الجانبية للربوة والجبل المرتفع التي تصعد إليها من خلال القطارات العجيبة المعلقة التي تصعد بك إلي الأعلي، وقد ظلت مونمارتر قرية الفنانين وقد مجدها الكثيرون من العباقرة مثل : أوتريللو، كما خلدتها آلاف اللوحات والتماثيل العظيمة ولهذا يكثر دخول السائحين بها وتنتشر بجوارها الكثير من الملاهي الليلية، ومازال المكان تنبعث في أجوائه أنفاس من عبير الماضي وروعة المجد القديم لأشهر الفنانين والرسامين، والأجمل هو بروز الأغصان والأشجار المورقة ذات الألوان المختلفة تلك التي تتراقص في الأعلي عند الكنيسة الكبيرة التي يطلق عليها بازيلكا الساكريكير المشيدة علي الطراز البيزنطي والتي يؤمها السياح والحجاج معا، ومن جدار القبة أومن السلالم المرتفعة يمكنك أن تري باريس كلها عند أقدام جبل الشهداء الذي اشتقت منه كلمة مونمارتر بالفرنسية ويوجد خلف الكنيسة الكثير من الشوارع الضيقة وبها المطاعم ومحلات الرقص وملهي ليلي وحديقة أعناب ويجاوره شارع ليبك الذي مازال يحتفظ برونقه الذي رآه عليه الفنون العظماء أمثال رينوار وفان جوخ وغيرهم من أشهر الفنانين ولهذا أصبحت صريعا ومتيما بهذا المكان وممارسة عملي به لدرجة أني أصبحت من سكانه وتخصصت في البورتريه وعشقت الرسم بالجرافيت ثم الرسم بالكافيه والمعلقة وهو فن أبدعت فيه وتميزت به عن غيري ورغم ذلك مازال هناك بعض الزبائن يفضلون الرسم بالرصاص لأنه يعتبر الفن الفطري وأحيانا ما يطلبون الرسم بالألوان وهناك فنانين كبار بفرنسا مثل ماتيس وفان جوخ وغيرهم كانوا يعملون بالجرافيت كمشاريع أولية لممارسة مشاريعهم الفنية، ثم يقول لقد عشقت هذا الفن بتلك الانطلاقة بسبب ما يتميز به من إعطاء جانب الحرية للإنسان مما يجعلني أعمل وقتما أحب وكيفما أهوي في جو من الراحة والمرح والبهجة التي تجعل الفنان يخرج كل ما عنده ورغم ذلك فإن فني لم يمنعني من الزواج عام 2004 من سيدة ألمانية تصغرني ورغم ذلك شجعتني وساعدتني وأحبت مصر كثيرا وزارتها وزارت عائلتي بقرية عرب الرمل وبدأت تتعرف علي الثقافة المصرية والعربية وتقرأ عن القرآن والدين الإسلامي في جو من التقدير والإجلال، ومع كل إبداعاتي فإنني مقصر في إخراج لوحات خاصة لعرضها بالمعارض لأنني أحب الفن اليومي وأبيع أعمالي بسبب الضغوط والأعباء المالية بباريس والالتزامات الاجتماعية في مصر. وعن الوطن الآن يقول الفنان علاء أتمني للوطن الاستقرار وأطالب من جميع أبناء وطني في الداخل والخارج بتكاتف الأيادي والإخلاص والعمل ومساندة الرئيس الجديد في مشواره نحو البناء ولابد أن تضحي الرموز المصرية من أجل الوطن لأن مصر لا تقل في عراقتها عن بلدان العالم بل تزيد كثيرا بسبب حضارتها الضاربة في القدم ولهذا يجب علي الشعب أن يضحي ويساند الرئيس السيسي في المرحلة المقبلة مع التخلي عن الأنانية والسلبية والفساد وغيرها من الخصال السيئة التي ورثها الكثيرين من أبناء الشعب من العهد الماضي.