الدوحة: أكد رئيس حزب النهضة الإسلامي الذي تصدر الانتخابات في تونس الشيخ راشد الغنوشي، أن الحكومة الائتلافية المقبلة لا تنتظر إلا انعقاد المجلس التأسيسي لتتقدم بطلب تزكيتها في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، مشيراً إلى أن سياستها ستكون تعبيراً عما هو مشترك بين أعضاء التحالف، وليست انعكاساً لحزب النهضة فقط. وكشف الغنوشي في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية خلال زيارة للدوحة، تشكيل لجان بين حزبه وشريكيه في الائتلاف حزبي "المؤتمر من أجل الجمهورية" و "التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات" بهدف "توحيد البرنامج السياسي والاقتصادي" للحكومة.
وشدد على أنه لن يتولى أي منصب في الدولة "لأن الشباب صنعوا الثورة، وكما تقدموا للشهادة عليهم أن يتقدموا إلى الحكم".
وأضاف أن "المؤتمر" و"التكتل" هما "حزبان صديقان وحليفان منذ وقت بعيد في النضال ضد الديكتاتورية"، وأنهما يشكلان مع حزبه "مثلثاً قابلاً للاتساع ليشمل أحزاباً وشخصيات أخرى".
وأوضح أن "كل منا (الأحزاب الثلاثة) مكلف بأن يوسع هذا المثلث، وسنتشاور بعد ذلك في شأن من سيشغلون الحقائب الوزارية".
وتوقع إعلان التشكيل الحكومي خلال أسبوعين بعد أن يكون المجلس التأسيسي التأم وتهيأ لتزكية هذه الحكومة.
وأشار الغنوشي إلى أن المشاورات مع حزبي المؤتمر والتكتل قطعت شوطاً متقدماً، وتشكلت لجان مشتركة بين الأحزاب الثلاثة لتوحيد البرنامج السياسي والاقتصادي الذي ستعتمده الحكومة الائتلافية التي لا تنتظر غير انعقاد المجلس التأسيسي لتتقدم بطلب تزكيتها.
ولفت إلى أن هذه اللجان تنظر في ما هو مشترك بين البرامج حتى يكون هناك برنامج موحد للحكومة، وهناك لجان اختصاصية بدأت الآن العمل.
واعتبر أن "هناك أولويات اقتصادية واجتماعية على رأس أولويات المرحلة". وشدد على أن سياسة الحكومة ستكون تعبيراً عما هو مشترك بين أعضاء التحالف وليست انعكاساً لحزب النهضة فقط، معتبراً أنه يمكن تحقيق التوافق في إطار ثوابت الحركة مع شركائنا لمصلحة الديمقراطية والائتلاف.
ولاحظ أن هناك تحولاً في السياسة الدولية تجاه التيار الإسلامي المعتدل بعد الثورات التي شهدتها المنطقة، فربيع الثورات فرض الحركة الإسلامية معطى أساسياً من معطيات الساحة، ولا مناص من التعامل معه احتراماً للديمقراطية، وسبيلاً وحيداً لتحقيق الاستقرار، وفي ذلك مصلحة للجميع، للشمال والجنوب، إذ لا تنمية من دون استقرار، كما أن مئات الشباب ربما يكونون معرضين للهجرة، ما لا يتحمله الشمال.