أكد وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية المؤقتة محمد الدايري أن الكيل قد طفح في ليبيا من ممارسات الجماعات الارهابية منذ المرحلة الانتقالية التي مرت بها بلاده في عام 2012 . وقال الدايري خلال اجتماع الجامعة العربية الطارىء لبحث التطورات في ليبيا اليوم الثلاثاء إن ما يحدث في ليبيا يثير عواطف جياشة تجاه الراي العام الليبي والعربي والاسلامي، مضيفا أن الارهاب الذي ننعقد بشأنه اليوم بدأ في ليبيا منذ عام 2012 حيث نعاني من ارهاب استهدف ابناء الجيش الوطني الليبي والشرطة الليبية والعاملين في البحث الجنائي والعاملين في الحقل القانوني والمجتمع المدني . وأضاف الدايري أن الارهاب لم يبدأ مع ظهور تنظيم داعش ولكنه بدأ مع تنظيم انصار الشريعة الذي اعتبرته الاممالمتحدة في 19 نوفمبر الماضي منظمة ارهابية تنشط في درنة وبنغازي وصبراتة غرب ليبيا، موضحا أن يد الغدر من الارهابيين استهدفت شخصيات من مفجري ثورة فبراير . ولفت الدايري إلى عمليات قطع الرؤوس في 15 فبراير 2015 حين تم قطع رؤوس 21 مسيحيا مصريا في سرت تلى ذلك اعمال مماثلة بشعة في بنغازي ارتكبتها الجماعات الارهابية. وقال الدايري إن مدينة درنة مختطفة من قبل تنظيم "داعش" ومنظمات ارهابية اخرى ، لافتا إلى أن ليبيا تعاني من جراء هذا الارهاب الشنيع في بنغازي ايضا منذ سنوات . وأضاف الدايري أن هناك مجموعة من ابناء الجيش الوطني هبت في 16 مايو من العام الماضي ورأت انه من الضرورة بمكان أن نضع حدا لهذه المجازر المتتالية منذ 2012 وقامت بعمليات لحفظ كرامة الجيش والمدنيين. وأردف إن الليبيين لم يتمكنوا من القضاء على انصار الشريعة وداعش في بنغازي وسرت لان ابسط المتطلبات وهي الذخيرة تنقص الجيش الليبي، لافتا إلى أن هناك حصارا على الجيش الليبي لعدم تمكينه من تحقيق النصر اللازم على الارهاب الذي يحيط بنا في البلاد . وأضاف الدايري أن هناك عراقيل تقف أمام مطالب تسليح الجيش في مجلس الامن التي قدمتها ليبيا ومصر والاردن تتمثل في تشكلي حكومة وفاق وطني. وأوضح الدايري أن الوفاق الوطني اولوية ليبية ولا نريد المزايدة عليه ولكن هناك تحديات تعيق الوصول إلى ذلك ، مشيرا إلى أن البرلمان المنتخب يشارك بفعالية في الحوار الليبي . وأشار قائلا "نتمنى من اخوتنا العرب ان يفعلوا قرار القمة العربية الماضي الذي ابرم يومين فقط بعد قرار مجلس الامن 2214 الذي استجاب إلى مطالب ليبيا والاردن ومصر ودول عربية تسعى إلى تفعيل هذا المسار وبالتالي تم التوصل إلى هذا القرار بالاجماع يوم الجمعة 27 مارس يومين قبل انعقاد القمة العربية" . وأضاف الدايري انه يجب توريد الاسلحة اللازمة بما في ذلك الذخائر وقطع الغيار المتعلقة بها الى الحكومة الليبية من اجل ان تستخدمها القوات المسلحة الرسمية في محاربة تنظيم داعش الارهابي والجماعات التي تدين له بالولاء. وتابع الدايري ان الفقرة الثامنة من قرارات مجلس الامن تحث على اهمية تقديم الدعم ومساندة ليبيا بما في ذلك عن طريق تزويدها بالمساعدة الضرورية في مجال الامن وبناء القدرات. واكد أن هذه القرارات هي قرارات ملزمة للدول الاعضاء في الاممالمتحدة بما في ذلك الدول العربية ، مشيرا الى ان الدول العربية أكدت على هذه الضرورات ومن اهمها ضرورة تزويد الجيش الليبي بالاسلحة التي تمكنه من محاربة الارهاب بطريقة مناسبة بالنظر على الاخطار المتزايدة على ليبيا ودول الجوار في هذا الصدد. وأوضح أن الحكومة الليبية أصدرت السبت الماضي بيانا طالبت فيه الدول العربية بمساندة ليبيا في توجيه ضربات جوية لداعش حيث ان سلاح الجو الليبي لا يملك قدرات تساعده على ذلك وخاصة في مدينة سرت ، مؤكدا ان خطر داعش هو خطر يهدد تونس والجزائر ومصر وتشاد والنيجر والسودان ،لافتا الى ان اوروبا حاليا تعي الخطر الداهم الذي يتهددها على يد هذا الارهاب. وأشار إلى أن هناك تزامنا بين ذلك والهجرة غير الشرعية الى دول اوروبا فالهجرة غير الشرعية تحمل في طياتها خطرا يداهم اوروبا ، موضحا ان الاوربيين يعربون عن قلقهم الشديد من جراء هذا الخطر المتزايد ، كما ان الاشقاء في اثيوبيا والنيجر وارتيريا يعربون عن قلقهم الشديد ايضا من هذا الارهاب . واضاف ان هذا الارهاب هو ارهاب مشترك ويصل بعضه ببعض فهي منظمات دولية فالخطر الداهم على ليبيا ياتي ايضا من نيجيريا ومنظمة بوكو حرام ، موضحا ان هناك علاقة وثيقة بين ما يحدث في نيجيريا ومالي وما يحدث في ليبيا وهناك علاقة وطيدة ايضا بين ما يحدث في سوريا والعراق على يد تنظيم داعش الارهابي من مجازر واعمال ارهابية وبين ما يحدث في ليبيا ، لافتا الى ان تنظيم داعش يسعى الى جعل ليبيا قاعدة خلفية بعد التحديات الكبيرة التي تعرض لها في سوريا والعراق خاصة بعد العمل العسكري الدولي. وتساءل الدايري هل نحن كعرب سوف ننتظر المجتمع الدولي ان يتحرك بعد ان استفحل الخطر في سوريا والعراق ولم يفعل شيئا ، هل ننتظر نحن كعرب ان نتحرك لمساعدة ليبيا 6 اشهر اخرى او سنة اخرى. وناشد الدايري الدول العربية تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك التي ابرمت عام 1950 والتي تتضمن دعوة الدول من قبل دولة عربية ما الى التدخل في اراضيها لمساعدتها في التصدي لعدوان او خطر داهم على امنها القومي. وقال ان الامن القومي الليبي هو امن قومي عربي وهو امن قومي افريقي وهناك شعور في اوروبا بان الامن القومي الليبي هو امن يهدد السلم العالمي. ودعا الدايري الدول العربية الى تفعيل قرار القمة العربية وان يمتثلوا الى قرار مجلس الامن الصادر في مارس الماضي ، متمنيا ان يعلو صوت الحق العربي لتفعيل القوة العربية المشتركة.