هدد ممثل الترويكا (لجنة ثلاثية مكونة من أمريكا، وبريطانيا، والنرويج)، دونالد بوث، بفرض عقوبات على طرفي الصراع في جنوب السودان، حال فشلهما في التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل في 17 أغسطس/آب المقبل. وتشهد جنوب السودان حربًا منذ ديسمبر/كانون الأول 2013، بين الرئيس سلفاكير ميارديت، وقوات موالية لنائبه السابق، رياك مشار، خلفت عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 1.5 مليون شخص، بحسب إحصائيات أممية. وفي اجتماع مشترك عقده وفد وساطة إيغاد (منظمة شبه إقليمية في أفريقيا مقرها دولة جيبوتي)، في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة، بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، قال بوث "الترويكا لن تصمت طويلاً لأن صبرها نفد، شعب جنوب السودان يعيش أوضاعًا مأساوية جراء الحرب التي استمرت لأكثر من عام ونصف العام، وشردت حتى الآن 2 مليون من المدنيين، جلهم من الأطفال والنساء". وأشار "بوث"، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في الاتحاد الأفريقي ومبعوثها إلى جنوب السودان، أن مسودة تسوية أزمة جنوب السودان، تمثل فرصة لطرفي الصراع للوصول إلى اتفاق شامل في 17 أغسطس/آب المقبل. من جانبه دعا عضو وساطة إيغاد، لازارس سمبويا، في كلمة أثناء ترأسه الاجتماع، أطراف الصراع في جنوب السودان، إلى إيقاف الحرب فورًا، وإعطاء الفرصة للسلام. وقال سمبويا (وزير خارجية كينيا السابق)، "لابد من اتخاذ خطوات جرئية للوصول إلى اتفاق سلام شامل، وإنهاء الأزمة في جنوب السودان بتغليب المصلحة العامة من أجل مصلحة شعب جنوب السودان". وحث "سمبويا"، طرفي الصراع على الوصول إلى اتفاق شامل في الموعد المحدد للتوقيع النهائي، بعد 19 شهرًا من الاقتتال. بدوره قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان وجنوب السودان والاتحاد الأفريقي، السفير هيلي منغريوس، إن مسودة تسوية أزمة جنوب السودان، التي قدمتها وساطة إيغاد اليوم، فرصة لطرفي الصراع للتوصل إلى اتفاق شامل. وأشار المبعوث الأممي، أن تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أكد وجود 690 ألف لاجئ من جنوب السودان بدول الجوار، و150 ألفًا في مقر الأممالمتحدةبجنوب السودان، إلى جانب مئات الآلاف الذين يعانون المجاعة. ودعا رئيس وفد المعارضة في المفاوضات "تعبان دينق"، وساطة إيغاد، والشركاء بالضغط على حكومة جنوب السودان وأوغندا لإنهاء الحرب وإيقاف العنف ضد شعب جنوب السودان، مطالبًا أوغندا بسحب قواتها فورًا من جنوب السودان. من جهته ناشد رئيس وفد الحكومة في المفاوضات نيال دينق نيال، المعارضة إلى الالتزام بوقف العدائيات لإنهاء معاناة شعب جنوب السودان. وحضر الاجتماع سفراء دول الجزائر، وتشاد، ورواندا، وجنوب أفريقيا، ونيجيريا، والاتحاد الأوروبي، ودول الترويكا (أمريكا وبريطانيا والنرويج)، والصين، والأممالمتحدة، والاتحاد الأفريقي، وترأسه كل من الجنرال لازارس سمبويا، ممثل كينيا في وساطة إيغاد، والجنرال محمد أحمد الدابي ممثل السودان، كما حضر جانبًا من الأطراف المعنية بالأزمة في جنوب السودان. تجدر الإشارة أن جنوب السودان انفصل عن شماله في 2011، بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم في 2005، وأنهى عقودًا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.